أطلعتنا فرقة الأحداث التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن وجدة على قضية لا تبعد عن قضية الطفل الذي عاش مع القطط والكلاب فوق السطوح بمراكش.. إنها قضية الطفل عبد القادر مالكي ذي الخمس سنوات والذي ذاق من أشكال العذاب والآلام ما لم يذقه الإنسان البالغ.. وهو مازال لم يعرف معنى الاستقرار بين أحضان أسرة مُنسجمة.. كان والده يجمع بين زوجتين، ولأسباب نفسية انفصل عن أم الطفل قيل بسبب تخلّفها العقلي.. وهكذا تربى الطفل البريء عند جدّه بالقرية لمدّة أربع سنوات، ثم بادر والده بأخذه إلى المدينةبوجدة ليعيش مع زوجته (فاطنة. ن) (41 سنة) .. وبما أن هذا الطفل كان إنسانا حركيا يحبّ اللعب وحبّ الاستطلاع لديه كان يجعله يقبل على كل ما يتعلق بالحياة أو يحيط به، وهذا ما لم يرق زوجة أبيه أبدا، فكان دوما يتعرّض للتعنيف بشتى أنواعه من طرفها، حيث كانت تعمد أحيانا إلى ضربه ضربا مبرحا، وأحيانا أخرى كانت تحتجزه بالمرحاض وتصب عليه الماء البارد، كما كانت تعمد الى رميه وسط الأرانب ليبيت معها، إلى أن تركت على جسده وخاصة أعضاء وجهه بصمات مستديمة من كثرة عض الأرانب، على مستوى أنفه، كما على مستوى عينيه وأذنيه وكذا شفتيه.. وتارة أخرى كانت زوجة أبيه تعذبه عن طريق خلع ملابسه وضربه ووضع الفلفل الأحمر على مستوى دبره، وقضم أظافره بملقاط وصبّ ماء جافيل على عينيه.. كلها تعذيبات طالت هذا الطفل البريء الذي ذاق مرارة الحياة، أصيب بخدوش وكسور عديدة ومازالت آثار الجراح والخدوش بادية على جسده.. وقد عاش عبد القادر البريء مدّة سبعة شهور على هذه الشاكلة من العذاب وسيناريو التعذيب.. ولما اكتشف والده ذلك، أخذه إلى البادية عند جدّه، هذا الأخير الذي تألم لما شاهده على حفيده، فحمله الى مستشفى الفارابي وعرضه على مسؤولة وحدة التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، ليتم في الأخير إخبار الوكيل العام للملك باستئنافية وجدة الذي باشر باتخاذ اللازم في التو.. وقد استقدمت المصلحة الولائية للشرطة القضائية والد الضحية وزوجته اللذان أنكرا التهمة في البداية.. وقد تم تقديمهما للعدالة بمحكمة الاستئناف بوجدة لاستكمال البحث والتحقيق يوم 8 أبريل 2009 بتهمة الاحتجاز والتنكيل والضرب والجرح الخطيرين بالسلاح الأبيض المؤدي إلى كسور، وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.. فيما أودع الطفل بقسم الأطفال المهملين بمستشفى الفارابي الإقليمي.