طنجة: أبو إيمان تواترت هذه الأيام، أخبار التصفيات الجسدية بين ممولي شبكات الاتجار الدولي للمخدرات، وبين عملائهم من المزودين والمهربين ومشتري المسالك والمنافذ التهريبية بالشمال.. وفي هذا الإطار، قامت عناصر إحدى الشبكات الأوروبية لتهريب المخدرات، باغتيال المدعو قيد حياته (نزار بوتفاح)، بعدما غدر بمن سلموه مبلغاً مالياً يقدر بحوالي (500 مليون) سنتيم، لشراء وتهريب كمية من المخدرات عبر المسالك البرية أو البحرية، (ميناء طنجة، أو سواحل ولاية طنجة).. وإذا كانت الشرطة بطنجة، قد استطاعت اعتقال عنصرين من ضمن العناصر الأربعة الذين شاركوا في التخطيط، وتنفيذ أوامر التنكيل، وبتر اليد، والقتل بالسلاح الأبيض، وفي مكان مشبوه بضواحي طنجة معروف بالتقاء كبار مهربي وتجار المخدرات من المغرب وأوروبا، وإحالتهما على القضاء، مع إصدار مذكرة بحث في حق العنصرين الفارين. فإن ذلك لن يوقف تداعيات العملية الإغتيالية المافيوزية التي لها امتدادات ما بين طنجة كمسرح للجريمة واسبانيا وفرنسا وبلجيكا كفضاء للتسويق وترويج المخدرات.. وخارج مساطر قضاء التحقيق الذي يباشر التحريات اللازمة مع المعتقلين وهما (ج.ب) و(ف.م)، فإن مصادر تقول بأن الصفقة ابتدأت فصولها الأولى داخل السجن المدني بطنجة، بين عناصر الشبكة، وبين الإخوة (بوتفاح) اللذان يوجد اثنان منهما داخل السجن لارتكابهما جرائم خطيرة من ضمنها عملية الفرار الأخيرة. وأن من تولى إتمام اجراءات تسلم المبالغ المالية على دفعتين، هو الشقيق الثالث (نزار بوتفاح). غير أن هذا الأخير لم يف بالتزامه مع عناصر الشبكة الأوروبية (وهم من أصول مغربية وجنسيات أوروبية) وانتظروا ازدحام موسم العبور، ليدخلوا المغرب ويربطوا الاتصال مع الشقيقين المعتقلين في محاولة استرجاع المبلغ المالي المسلم لشقيقهم القتيل، ليتطور الأمر إلى مشاداة والتهديد بالقتل والتصفية من طرف عناصر المافيا، والإنكار والتخويف بالتبليغ للشرطة أو الدرك الملكي من الطرف المخل بالعهد، لينتهي السيناريو، برصد تحركات (نزار)، وضبطه في أحد الأماكن المشهورة بملتقيات وصفقات كبار مهربي المخدرات (طريق القصر الصغير)، وهناك نفذ أفراد العصابة الدولية، تعليمات التصفية، ليشهد على ذلك، كبار تجار المخدرات بالشمال، وليأخذوا (الدرس القاتل) من المتحكمين الدوليين في عالم المخدرات، وليفهم الباقي من أمثال (بوتفاح) بأن يد المافيا تقطع الأيادي وتصفي من يتعامل معها بالغدر والكذب والنصب والاحتيال...! وبالمناسبة، فإن واقعة اغتيال (بوتفاح) تذكرنا بحالات التصفيات الجسدية التي شهدتها مدينة طنجة عدة مرات، كان آخرها، واقعة التراشق بالسلاح الناري واغتيال أحد كبار تجار ومهربي المخدرات على الصعيد الاوروبي.. كما أن التصفيات الجسدية في عالم المخدرات قد شملت عدة أشخاص، البعض منهم، تم شراء صمت عائلاتهم تجنبا للملاحقة والانتقام..!