* العلم الإلكترونية شهدت مدينة الحسيمة، منذ ليلة أمس الأحد، حركة غير طبيعية، بعد حوالي الساعة الثامنة ليلا. السلطات المحلية في الحسيمة بادرت إلى إخلاء ساحة الشهداء، وهي كبرى ساحات المدينة، والتي كانت تحتضن حراك الحسيمة قبل اعقتال ناصر الزفزافي، ومن معه من قادة الحراك، (إخلاؤها) من مختلف الآليات الأمنية، التي كانت قوات الأمن ترابط عندها إلى غاية ليلة أمس. وبالموازاة مع هذه الخطوة، خففت السلطات من كثافة الأجهزة الأمنية، التي كانت ترابط في بعض الساحات الثانوية في المدينة، من قبيل المدار القريب من منزل ناصر الزفزافي، وأمام ما يعرف بمسجد "خطبة الفتنة"، إذ تم الإبقاء فيه على سيارة أمن واحدة (سطافيط). وعاين عدد من نشطاء الحراك، تنظيم السلطات لحملة نظافة باستعمال المكنسة، والماء، لاسيما في الشارع الرئيسي عند مدخل وسط مدينة الحسيمة. فضلا عن ذلك، بنت السلطات منصة ضخمة على كورنيش المدينة، استعدادا لحدث ما، ولا يعلم إلى حد الآن الغرض منها. وبدأت هذه المشاهد تظهر في المدينة في أعقاب خرجتين لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يدعو فيها إلى توفير الأجواء المناسبة لاشتغال الحكومة، وتبعتها دعوة قلة من نشطاء حراك الريف إلى مبادرة التهدئة، التي تبدأ في المرحلة الأولى بعدم نزول شباب الحراك إلى ساحة الاحتجاج، مقابل انسحاب القوات العمومية بشكل تدريجي من الساحات الكبرى، في أفق إنهاء العسكرة. وأكد عدد من نشطاء الحراك، البارزين حاليا في كل من الحسيمة، وامزورن، والذين تحدثوا مع "اليوم24′′، أن التهدئة مبادرة فقط، قام بها قلة قليلة من الشباب، وليست قرارا اتخذته "لجنة الإعلام، والتواصل للحراك الشعبي في الريف"، مشددين على أن شباب الحراك لن يمضي في التهدئة ما لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين. وأكدت المصادر المذكورة، أن أبرز رد على عدم قبول نشطاء الحراك بأي تهدئة ما دام المعتقلون في السجون، كانت الوقفة، التي تم تنظيمها في حي افراز، ووقفة شاطئ الحسيمةالمدينة، وتلتها وقفة، أمس، في شاطئ الصفيحة، التابعة لمنطقة أجدير، معلنين "لا تهدئة من دون إطلاق سراح جميع المعتقلين". وترى الفئة، التي تدافع عن فكرة التهدئة، أن هذه المبادرة الرمزية مهمة فقط لإقامة الحجة على السلطة، وشددت على أنها رهينة بالإفراج عن جميع المعتقلين. وعلمت العلم الإلكترونية، أن "السلطات ستعيد الوضع إلى ما كان عليه في الأول، بإرجاع الآليات الأمنية إلى ساحة الشهداء، وباقي الساحات بشكل مكثف، إذا عاد شباب الحراك إلى الاحتجاج من جديد".