أقام الشاعر التهامي أفيلال بالرباط، يوم السبت 9 ماي الجاري، حفل استقبال دعا له طائفة من رجال الفكر والثقافة والاعلام، وذلك لتقديم الاقراص المدمجة التي أعدها عن مدن تطوان والشاون وسلا الدكتور محمد بن عبود والتي سبق أن عرضها أخيرا بمكتبة الكونغرس الأمريكي بواشنطون. وقد رحب الأستاذ افيلال بضيوف هذا الحفل مشيرا الى أن «عش الحمامة» هذا البرعم الوليد الذي يتفتق بربيع الرباط، احدث ليسكب عطره ونسماته بين عرصاتها ومغانيها، وأضاف أن الهدف من إحداث هذا المنتدى. هو التعريف بالتراث الثقافي والفكري التطواني وإبراز الأدوار الرائدة التي قام بها صفوة من الرجالات: علماء ومفكرين، أمثال العلامة أحمد الرهوني، ومحمد المرير والمفضل افيلال . والتهامي الوزاني ومحمد بنونة، وغيرهم من الأسماء التي شعت في تطوان وهي مجهولة الى حد كبير على الصعيد الوطني، بسبب فترة عهد الحماية الذي كان التواصل فيها بين الشمال والجنوب محدودا جدا. ولاحقا بسبب سياسة التهميش الذي تعرضت له مدينة تطوان بعد الاستقلال. بعد ذلك قام الدكتور محمد بن عبود بتقديم الأقراص المدمجة الخاصة بالتراث الثقافي للمدن المشار إليها سلفا، والتي لها ارتباط تاريخي بالأندلس. ويعرف هذه الاقراص بالمدن العتيقة المذكورة وبهندستها المعمارية وثقافتها وفنونها التقليدية، معتمدة على النصوص المكتوبة والصور المتحركة والتعليق الصوتي والموسيقي وقد اعدت بثماني لغات هي: العربية والريفية والاسبانية والفرنسية والانجليزية والبرتغالية والألمانية واليابانية. واعتمد في جمعها البحث الميداني والمكتبات العائد والخاصة لهذه المدن. وتحدث الدكتور بن عبود لاحقا عن جسامته الأخيرة بالعاصمة الفرنسية. في الموتمر الذي عقدته منظمة اليونسكو حول مشروع المكتبة الرقمية العالمية. وهو مشروع فريد يقدم صورا ووثائق وتسجيلات وافلاما وثائقية. ومخطوطات وكتب ومجلات ل 190 دولة، في صور نتجز بغاية الاتقان والوضوح بسبع لغات حية.. وقد عكس الدكتور بن عبود من تحقيق انضمام جمعية تطاون اسمير لهذا المشروع. هذا وقد تميز هذا الحفل بحضور كل من الوزير والسفير السابق الأستاذ محمد العربي المساري، والدكتور سعيد بلبشير وزير الثقافة الأسبق والشاعر الكبير مولاي علي الصقلي ومجموعة من الأساتذة الجامعيين وفي طليعتهم الدكتور عبد الواحد المير، مدير مركز الدراسات الأندلسية، والدكتور محمد خطار من منظمة اليونسكو والدكتور محمد الهراما من منظمة ايسيسكو، وطائفة من رجال السلك الدبلوماسي وفي مقدمتهم الأستاذ أبو بكر الشرقاوي، رئيس النادي الدبلوماسي بالنيابة.