من بين البرامج الإذاعية التي تقدمها الإذاعة الوطنية صبيحة كل أحد من التاسعة إلى الحادية عشرة برنامج مسابقات مفتوحة، الذي يسهر على تقديمه محمد عمورة حيث يطرح من خلاله مجموعة من الأسئلة على المستمعين من أجل التباري في شأنها والفوز بجوائز مالية أو عبارة عن أجهزة التقاط القنوات الوطنية عبر البث الأرضي الرقمي، لا أقولها بصراحة أن هذا البرنامج كان في بداياته الأولى متألقا وعرف إقبالا منقطع النظير من لدن المستمعين الذين كانوا يتهافتون على هذا البرنامج والمشاركة فيه بغزارة وحماس لدرجة أن البرنامج كان يستغني عن بعض المكالمات ويعتذر لأصحابها في نهاية كل حلقة. بالإضافة إلى طبيعة الأسئلة التي كان يقدمها والتي كانت تحمل في طياتها زخما من الأفكار والمعلومات في شتى مجالات المعرفة. أما بخصوص الجوائز فكانت عبارة عن مبالغ مالية هامة وكانت تسلم في حينها لأصحابها لكن ما يلاحظ عن هذا البرنامج وخاصة في الشهور الأخيرة أنه أصبح يعرف نفورا من لدن المستمعين الذين أصبحوا غير قادرين ومستعدين لضياع وقتهم في برنامج لافائدة ترجى من ورائه ولعل ما ساعد على فضح كارثية برنامج مسابقات مفضوحة، عفوا «مسابقات مفتوحة» أنه تخلى عن وظيفته الأساسية حيث أصبح يهتم بتقديم المادة الغنائية في حين ظلت مكالمات المستمعين فاترة ونادرة وهنا تبقى المسؤولية ملقاة على المخرج والمكلف بتلقي المكالمات مصطفى لحكيم الذي أنصحه بأن يكون حكيما مع مكالمات المستمعين بإعطائنا شيئا من الإهتمام بدل وضع أرقامهم الهاتفية في لوائح يتم رميها في سلة المهملات عند نهاية كل حلقة. ومما زاد الطين بلة هو أن البرنامج أصبح يعيد طرح أسئلة سبق البرنامج أن طرحها في الحلقات السابقة، حيث أن إعادة الأسئلة المقترحة في البرنامج أفقدته خاصية التنوع والشمولية وبالتالي أسقطت البرنامج في الروتينية والتكرار الشيء الذي أفقده تألقه ولمعانه، وهنا أهمس في أذن مقدم البرنامج محمد عمورة: هل مصادر المعلومات المعتمدة في انتقاء أسئلة البرنامج نفذت؟؟ أقول لك إن الإعداد المسبق والبحث الجاد وراء نجاح كل برنامج إضافة إلى التجربة الإذاعية غير المستهان بها، كل ما أتمناه هو أن يتجاوز البرنامج الهفوات السابقة ويسعى جادّاً إلى تحقيق المعادلة الصعبة بين الترفيهي والتثقيفي والرفع من مستوى الأسئلة لذا وجب إعادة النظر في الطريقة التي يقدم بها البرنامج حتى يساهم في إغناء الرصيد المعرفي لأفراد هذا الوطن والإسراع في تسليم الجوائز للفائزين الذين طال إنتظارهم.