،، من بين البرامج الإذاعية الناجحة التي أطلت علينا مجددا؛ والتي تعتبر من البرامج المميزة في تاريخ الإذاعة الوطنية لما تركته من صدى طيب لدى المستمعين سواء داخل الوطن أو خارجه، برنامج «منك وإليك» الذي يرجع الفضل في تأسيسه الى المديع والمنشط محمد عمورة الذي قدمه بكفاءة ما يربو عن عقد من الزمن ليتوقف البرنامج فجأة لعدة سنوات في وقت تعدت فيه نداءات المستمعين والغيورين عن الإذاعة الوطنية بإعادة «منك وإليك« الى خريطة البرامج الإذاعية لكن دون جدوى، لنستبشر خيرا حينما أطل علينا مؤخرا البرنامج السالف الذكر، وفكرة «منك وإليك» الذي تقمص فيه صاحب البرنامج؛ شخصية صاحب القضية ولامس مشاكل وقضايا تؤرق راحة شريحة هامة من افراد المجتمع المغربي من خلال بوحهم بها سواء عبر البريد أو الهاتف ويتولى المستمعون للاجابة عنها من خلال الحصة المخصصة لإعطاء الحلول وبذلك يكون التواصل فيما بين المستمعين والتعريف بمشاكلهم المسكوت عنها؛ وبالتالي أصبح بالإمكان اليوم الحديث عن مواضيع ترتبط بالطابوهات التي تؤرق شريحة هامة من أفراد مجتمعنا رغم النظرة التي كانت سائدة عن هذه النوعية من البرامج في فترة معينة، لما تقدمه من مشاكل تعتبر في مجتمعنا طابوهات ولايجوز الحديث عنها؟ وقد استطاع هذا البرنامج أن يكسر هذا الطابو وهذه الأسرار لخفايا والمشاكل التي تنخر مجتمعنا الذي تتفشى فيه الأمية والجهل والتخلف بنسبة كبيرة؛ وهذا يعتبر خطوة إيجابية في حد ذاته، حيث أنه يعري ويفضح الواقع المغربي المعاش ومن جهة أخرى يجعل أصحاب القضايا والمشاكل يخففون عن أنفسهم بطرح مشاكلهم والبوح بها والتي لها دور يتجلى في أخذ العبرة والدروس والفائدة من طرف المستمعين وتجنب آخرين من الوقوع فيها، هذا بالاضافة الى أن كل القضايا التي تطرح في هذا البرنامج تحظى بالاهتمام والتقدير للتحليل الدقيق والفهم الصحيح من لدن المستمعين بإغنائهم دائرة الحوار سواء عبر البريد أو الهاتف مباشرة على الهواء؛ وبذلك يكون التواصل بين المستمعين والتعريف بمشاكلهم المسكوت عنها وأخذ العبرة من بعضها. لكن ما يلاحظ عن هذ البرنامج الذي كان يبث مساء كل أحد من السادسة الى الثامنة (سابقا) أصبح يبث مساء الخميس من الخامسة الى السابعة، لذا وجب على المسؤولين بقسم البرمجة بالإذاعة الوطنية إعادة النظر في هذا البرنامج وأن تعاد له حصته الزمنية الأصلية وتوقيت بثه، لأن كثيرامن المستمعين تعودوا على الإصغاء لهذا البرنامج مساء كل أحد. أتمنى أن يجد نداؤنا آذانا صاغية ويأخذ اقتراحي بجدية، مع تجديد تشكرتنا للأخ محمد عمورة الذي آضاف بعض الفقرات على البرنامج كفقرة «ندم» وفقرة «ظواهر اجتماعية».