من الأصوات الإذاعية المتميزة التي شدت إليها أذني على محطة شان انتير مما تركته في مخيلتي من انطباعات جيدة وبالتالي لامست تألقها على أمواج هذه المحطة من خلال برنامج «كيت أودويل» الذي يسهر على تقديمه المنشط الإذاعي بدر الدين الكواي يوميا من الثالثة إلى الخامسة بعد الزوال مباشرة على الهواء حيث يحاول من خلاله خلق علاقة تواصلية مع المستمعين عبر بوابة المسابقات الذي يعتمد على اللهجة العامية كأداة للتواصل. هذا فضلا عن تقديم البرنامج لوصلات غنائية متنوعة تحاول إرضاء كل الأذواق. ولأنه خفيف الظل وله حضور متميز وراء المكروفون الذي يعانقه يوميا لساعتين من الزمن دون كلل أو ملل ساعده على ذلك كسب عطف ومتابعة من لدن المستمعين سواء داخل الوطن أو خارجه. بالإضافة الى الطريقة الاحترافية والمتفردة التي يقدم بها برنامجه الناجح التي تجعل المستمع يتتبعه ويصغي إليه مما يزيد من حماسه وبالتالي التسابق في تركيب أرقام هواتف البرنامج والمشاركة فيه بغزارة إضافة إلى طبيعة الأسئلة المقترحة في البرنامج التي تحمل في طياتها طابع التسلية والتثقيف والترفيه ومن ضمن الأسئلة سؤال الإفتتاح الذي يتضمن حل لغز أو إتمام مثل شعبي قبل أن يمر إلى باقي الخانات الأخرى وكل من حالفه الحظ يفوز بجوائز قيمة تسلم في حينها. وبذلك يكون هذا البرنامج قد أحيا تراثا مغربيا قديما منسيا قلما نجده في برامج إذاعية أخرى من خلال الإبحار في دنيا الأمثال الشعبية القديمة التي كانت تجري في لغة التخاطب وأحاديث الناس اليومية العاديةوالتي تلخص لتاريخ هذا الوطن وفكره ومعاملات أهله وعلاقتهم بالدين والمجتمع ومنظومة الفكر بصفة عامة. فأتمنى لهذا المنشط الشاب مسيرة إذاعية موفقة رفقة المخرجة المتألقة هند التي تحاول إخراج حلقات البرنامج في أبهى الحلل للمستمعين المتعطشين لمثل هذه البرامج الناجحة التي نتمنى من المسؤولين عن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تكثيف هذه النوعية من البرامج الهادفة التي تعرفنا بالتراث المغربي القديم والتي للأسف مغيبة بشكل كبير في محطاتنا الإذاعية والتلفزية. ومن أراد التأكد مما أقول فما عليه إلا أن يصغي لهذا العندليب وهو يقدم برامجه الهادفة على أمواج هذه المحطة التي تتحفنا يوميا ببرامج جادة وهادفة.