أصدر المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي انعقد طيلة يوم الأحد الماضي بيانا عاما جاءفيه: عقد المجلس الوطني لحزب الاستقلال دورته العادية الأولى بعد انعقاد المؤتمر الوطني الخامس عشر لحزب الاستقلال يوم الأحد 7 جمادى الأولى 1430 ه موافق 3 ماي2009 . وبعد الاستماع إلى العرض السياسي الهام الذي ألقاه الأخ الأمين العام للحزب باسم اللجنة التنفيذية والذي تناول فيه القضايا الرئيسية التي تشغل اهتمام الرأي العام الوطني، وبعد المناقشات المستفيضة والمسؤولة للمواضيع المدرجة في جدول الأعمال، وبعد المناقشات المستفيضة والمسؤولة للمواضيع المدرجة في جدول الأعمال، فإن المجلس الوطني لحزب الاستقلال يثمن عاليا مضمون العرض السياسي الذي قدمه الأخ الأمين العام، ويجدد التأكيد على مواقف الحزب الثابتة من مجمل القضايا المرتكزة على الحرص المتواصل على الدفاع عن مصالح جميع شرائح الشعب المغربي، وتحصين مكتسباته وتجسيد تطلعاته نحو ترسيخ الديمقراطية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. قضية وحدتنا الترابية ويؤكد المجلس الوطني المواقف الثابتة لحزب الاستقلال في الدفاع عن الوحدة الترابية الكاملة، ويسجل التجاوب المتنامي للمجتمع الدولي مع مقترح المغرب الهادف إلى إقامة نظام للحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية في إطار السيادة الوطنية، وهو ما يتجلى في القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي. ويحيي المجلس الوطني للحزب الجهود الكبيرة التي تبذلها الديبلوماسية المغربية، بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس نصره الله وما أضحت تحققه من مكاسب ثمينة على طريق تفهم المجتمع الدولي للحقوق المغربية المشروعة في وحدة أراضيه، ومن خلاله تجاوبه الفعلي مع كل الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد تسوية عادلة ونهائية ومقبولة من كافة الأطراف في إطار المقترح المغربي لفض هذا النزاع المفتعل الذي كان سببا رئيسا في تعطيل بناء اتحاد المغرب العربي أمل شعوب المنطقة وسبيلها نحو الانعتاق من واقع التشتت والتشرذم. ويجدد أعضاء المجلس الوطني نداءهم الحار إلى أشقائهم في الجزائر للعمل سويا على التجاوب مع آمال الشعوب المغاربية في الوحدة والتقدم، ومن خلال تحقيق شروط إقلاع فاعل نحو تكامل اقتصادي حقيقي بين دول المنطقة، وبما يخدم المصالح الحقيقية لشعوبها، ومن خلال التجاوب أيضا مع جهود المغرب الهادفة إلى تحقيق تطبيع تام للعلاقات بين البلدين الشقيقين، بالعمل على فتح الحدود وتعزيز التعاون في جميع الميادين وعلى مختلف المستويات. وينبه المجلس الوطني للحزب إلى خطورة الأفعال الاستفزازية التي يقوم بها الانفصاليون في سعي يائس منهم إلى إشاعة أجواء التوتر وتحويل اهتمام المجتمع الدولي إليهم بعدما أضحت أطروحتهم تعرف مع توالي الأيام مزيدا من العزلة والرفض. والمجلس الوطني وهو يستحضر معاناة المواطنين المغاربة المحتجزين في مخيمات الحمادة يحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤوليته في ضمان أحد أهم حقوق الأفراد والجماعات المتمثل في حق التنقل المضمون بقوة المواثيق الدولية. ويتوجه المجلس الوطني بتحية إكبار وإجلال إلى جميع أفراد قواتنا المسلحة الملكية، بقيادة قائدها الأعلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وإلى جميع قوات الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة التي تمثل الدرع الواقي للوطن وللشعب المغربي، مقدرا عاليا ما يقدمه كل هؤلاء الأبطال من تضحيات جسام من أجل ضمان وحدة الوطن وسيادته على كافة أرجائه. ويوجه المجلس الوطني تحية تقدير واعتزاز إلى جميع ساكنة الأقاليم الجنوبية مكبرا فيهم عملهم الجاد والمثمر لرفع كافة التحديات، ومنوها بالجهود المتواصلة التي ما فتئ المنتخبون الاستقلاليون يبذلونها على مستوى الجماعات المحلية في هذه الأقاليم والتي مثلت قدوة في التدبير الجماعي وفي تسيير المواطنين بأنفسهم لشؤونهم المحلية. الانتخابات المقبلة الحاسمة ويتزامن اجتماع المجلس الوطني للحزب مع ظروف بالغة الدقة تتمثل في الاستعدادات الممهدة لمسلسل انتخابي سيكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمسار الديموقراطي ببلادنا، وإذ يؤكد المجلس الوطني بهذه المناسبة حرص الاستقلاليين والاستقلاليات على المساهمة الإيجابية والفعالة في ضمان كافة شروط نجاح هذه الاستحقاقات خصوصا ما يتعلق منها بالتعبئة الشاملة لمقاومة كل أشكال الإفساد الانتخابي، ولحث كافة الناخبين والناخبات على ممارسة حقهم في التصويت والاختيار الحر النزيه. ويحذو أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال الأمل العريض في أن تمر الانتخابات المقبلة في أجواء الثقة والشفافية والنزاهة، محصنة من جميع أشكال الفساد الانتخابي والإساءة، لتكون قادرة على إفراز مؤسسات تحظى بالمصداقية الكاملة وتكون قادرة على رفع تحديات التنمية المحلية. الأداء الحكومي ويعبر المجلس الوطني لحزب الاستقلال عن اعتزاز الاستقلاليين والاستقلاليات بحصيلة الأداء الحكومي التي مكنت البلاد من مراكمة مكاسب هامة في ظروف لاتزال تتميز بإكراهات مالية واقتصادية متأتية من تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلالها على جميع اقتصاديات العالم. فرغم كل الصعوبات فقد ساهم الأداء الحكومي بقوة في الحفاظ على القدرة الشرائية لعامة المواطنين وخصوصا لذوي الدخل المحدود منهم، كما استمر إنجاز الأوراش الكبرى في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن تسجيل ارتفاع متصاعد في حجم الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتحسن في مختلف المؤشرات الاقتصادية وخاصة منها المتعلقة بارتفاع نسبة النمو وانخفاض معدل البطالة. المقاربة الجديدة للحوار الاجتماعي ويثمن المجلس الوطني عاليا التوجه الجديد للحوار الاجتماعي الذي أصبح يبتعد عن الموسمية والظرفية، ويسير نحو المأسسة والانتظام؛ منوها بما تحقق في إطاره من مكاسب ثمينة، ومسجلا باعتزاز أداء جميع أطراف هذا الحوار من حكومة ومركزيات نقابية وأرباب عمل، ومؤكدا على المضي قدما في هذا الاتجاه بما يضمن تلبية المطالب العادلة للطبقة العاملة المغربية من موظفين ومستخدمين، وبما يؤدي إلى الرفع من الإنتاج وتسريع وتيرة التنمية.