الدعوة إلى مواصلة اليقظة للتصدي إلى جميع أشكال المناورات التي يقوم بها أعداء وحدتنا الترابية في الداخل والخارج عقد المجلس الوطني لحزب الاستقلال دورته العادية الثالثة يومي السبت والأحد 31 أكتوبر وفاتح نوفمبر. وبعد الاستماع إلى العرض السياسي الهام الذي ألقاه الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي باسم اللجنة التنفيذية والذي تناول فيه مجمل القضايا التي تشغل اهتمام الرأي العام إن على المستوى الوطني أو العربي، وبعد التداول في القضايا المدرجة في جدول الأعمال، فإن المجلس الوطني للحزب يثمن عاليا مضامين العرض السياسي الذي قدمه الأمين العام، ويجدد التأكيد على مواقف الحزب الثابتة المرتكزة على الحرص المتواصل للدفاع المستميت على مصالح جميع فئات الشعب المغربي وتحصين المكتسبات وتجسيد تطلعاته نحو ترسيخ الديمقراطية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني يجدد المجلس الوطني للحزب باسم كافة الاستقلاليين والاستقلاليات التضامن اللامشروط مع النضالات المشروعة للشعب الفلسطيني البطل، ويحيي صموده التاريخي ويعتبر المجلس الوطني للحزب أن قضية العرب والمسلمين المركزية تجتاز ظروفا دقيقة وصعبة جدا تتزامن واستمرار العدوان الاسرائيلي الغاشم، فبالأمس القريب شنت قوات الغدر الاسرائيلية حرب إبادة حقيقية ضد غزة الصامدة، أمام مرأى العالم وهاهي اليوم تواصل تنفيذ سياستها العدوانية من خلال محاولات تهويد القدس وتدمير المسجد الأقصى والاستمرار في بناء المستوطنات وتكريس القتل والقنص ضد المدنيين. والمجلس الوطني لحزب الاستقلال يحيي الجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس والتي تساهم بشكل فعال في حماية القدس والدفاع عن المقدسيين، ويدعو إلى مزيد من دعم ما يقوم به بيت مال القدس من أعمال وجهود. ويدعو المجلس الوطني كافة الفصائل الفلسطينية إلى وحدة الصف الفلسطيني ونبذ الخلافات بما يخدم القضية. قضية الوحدة الترابية يجدد المجلس الوطني التأكيد على مواقف حزب الاستقلال في الدفاع عن الوحدة الترابية الكاملة في أقاليمنا الجنوبية وفي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما وتحصينها ضد جميع أشكال الاستهداف، ويشيد في هذا الشأن بجميع أفراد قواتنا المسلحة الملكية بقيادة قائدها الأعلى جلالة الملك محمد السادس وبجميع أفراد قوات الأمن والدرك والقوات المساعدة الذين يؤدون واجبهم بما يحفظ لهذا الشعب وحدته وقوته. ويدعو بهذه المناسبة إلى مواصلة اليقظة للتصدي لجميع أشكال المناورات التي يقوم بها أعداء وحدتنا الترابية من الداخل والخارج على حد سواء. ويسجل المجلس الوطني كثافة المشاركة السياسية للمواطنين المغاربة في هذه الربوع، والتي تتجسد في مختلف مظاهر الحياة السياسية خصوصا في الاستحقاقات الانتخابية حيث تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات الجماعية الأخيرة 68% في هذه الأقاليم بينما كانت النسبة 52% على المستوى الوطني. ويحيي الجهود التي تبذلها الديبلوماسية الوطنية التي نجحت لحد الآن في مواصلة مراكمة المكاسب من خلال التفهم المتواصل للمجتمع الدولي لعدالة قضيتنا وأيضا عبر إفشال مناورات الأعداء في كافة المحافل الدولية. ويحيي المجلس الوطني جهود مواطنينا القاطنين بالخارج سواء بشكل فردي أو من خلال تنظيماتهم التي نجحت لحد الآن في إفشال مناورات خصوم وحدتنا الترابية في الخارج. ويأمل أن تتواصل جهود الأممالمتحدة التي يدعمها الاستقلاليون والاستقلاليات بهدف التوصل إلى حل سياسي ونهائي لهذه القضية في إطار السيادة المغربية. ويتطلع إلى أن يتجاوب الأشقاء في الجزائر مع انتظارات شعوب المغرب العربي التواقة الى الوحدة وتسريع التنمية الشاملة في المنطقة المفهمة عوض المراهنة على وهم دعم أشكال التمزيق والتشتت ويدعو في هذا المجال إلى ضرورة الاسراع بفتح الحدود المغربية الجزائرية وضمان حرية التنقل بين أقطار المغرب العربي. والمجلس الوطني إذ يستحضر معاناة المغاربة المحتجزين في ظروف قاسية في مخيمات تفتقد إلى أبسط شروط العيش الكريم فإنه يلح في المطالبة بإحصائهم وضمان شروط عيش كريمة لهم خارج هذه المخيمات ويعتبر ذلك من اختصاصات ومسؤوليات المنتظم الأممي. مسلسل انتخابي نزيه.. ولكن. وفيما يتعلق بالمسلسل الانتخابي الذي عاشته بلادنا خلال الفترة الماضية، فإن المجلس الوطني لحزب الاستقلال يتوجه بالتحية والتقدير لجميع المناضلين والمناضلات الاستقلاليين للأداء الرفيع و يثمن حرصهم على سلامة الحملة الانتخابية التي خاضوها ويحيي صمودهم، كل هذه الخصال بوأت حزب الاستقلال المكانة المرموقة في جميع المحطات الانتخابية التي مرت. كما يلاحظ أن هذا المسلسل تجاوز فترة طويلة جدا قاربت نصف سنة، وهو الأمر الذي تطلب جهودا شاقة ومضنية كانت على حساب مصالح أخرى للبلاد، ويؤكد المجلس أن هذا المسلسل وإن مر في أجواء طبعتها النزاهة وحياد السلطة بصفة عامة فإنها لم تخل في بعض المحطات والمواقع من استخدام المال والوعود للضغط على الناخبين وظهور شبكات إفساد منظمة، ويسجل المجلس الوطني ان طبيعة التحالفات التي تخللت هذا المسلسل وأعقبته لايمكن ان تساهم في تنظيم الممارسة السياسية في بلادنا وتفعيلها بما يخدم الرهان على مشهد سياسي معافى من جميع التشوهات وقادر على مواجهة التحديات المعلنة. والمجلس الوطني لحزب الاستقلال يدعو الفرقاء السياسيين والحقوقيين وجميع الأطراف المعنية إلى إنجاز تقييم موضوعي وواقعي لهذا المسلسل بكل نزاهة وتجرد يكون الهدف منه تحصين المكاسب وتدارك النقائص وسد جميع المنافذ التي يتسلل منها الفساد ويدعو إلى الإسراع بفتح ورش إصلاح المنظومات القانونية والأخلاقية المرتبطة بالحقل الانتخابي تجنبا لأي شكل من أشكال ضغط مواعيد الاستحقاقات الانتخابية. الأداء الحكومي يعبر أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال عن اعتزازهم الكبير بحفاظ الأداء الحكومي على وتيرة جيدة فيما يتعلق بالأداء والإنجازات ، هذا الأداء المتميز بشهادة الهيئات والمنظمات الدولية المتخصصة الذي ضمن حماية فعلية لمصالح البلاد أمام إعصار الإكراهات الإقليمية والدولية، وهكذا نجح الأداء الحكومي في الحفاظ على مواصلة إنجاز الأوراش الكبرى المرتبطة بالبنى التحتية، وحماية القدرة الشرائية للمواطنين وتحسن جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، في وقت عرفت فيه اقتصاديات أخرى تتوفر على حظوظ أوفر لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية تراجعات وانتكاسات كبيرة. ويسجل المجلس الوطني بارتياح جهود الحكومة في مجال التشغيل حيث نجحت الحكومة في تشغيل آلاف العاطلين من حملة الشهادات العليا، ويثمن مضامين مشروع القانون المالي المعروض على أنظار البرلمان خصوصا في مجال التشغيل حيث ينص على إحداث 25 ألف منصب شغل، وهذا ما يمثل تجسيدا حقيقيا لإرادة الحكومة في هذا الشأن. الحوار الاجتماعي والمجلس الوطني لحزب الاستقلال يثمن عاليا استئناف الحوار الاجتماعي ما بين الفرقاء الاجتماعيين، ويؤكد ذلك، وفاء الحكومة بالتزاماتها فيما يتعلق بانتظام انعقاد هذا الحوار ومأسسته، وهو إذ يثمن ما تحقق من مكاسب في جولات سابقة فإنه يدعو إلى المضي على هذا المنوال بما يساهم في تحسين أوضاع جميع الفئات وضمان مصالح البلاد. وحزب الاستقلال إذ يسجل أجواء الحرية السائدة في البلاد خصوصا في مجال حرية الصحافة والانفتاح السياسي فإنه يدعو إلى التحلي بالمسؤولية والتعقل لضمان مزيد من شروط إنضاج التجربة.