عقد المجلس الوطني لحزب الاستقلال دورته العادية الرابعة يوم السبت 9 جمادى الأولى 1431 24 أبريل 2010. وألقى الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي عرضا سياسيا هاما في افتتاح أشغال الدورة الرابعة للمجلس الوطني،أثار فيه مختلف انشغالات الرأي العام في مختلف القضايا الوطنية أو الدولية. وبعد الاستماع إلى العرض ناقش الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني مجمل المحاور التي وردت فيه، مثمنين مضمون العرض وعمقه وقدرته على تمثل الظرفية السياسية العامة للبلاد، كما أن المجلس الوطني الذي انعقد في ظل حماس وطني كبير يجدد اعتزازه بالقيم الاستقلالية النبيلة وتشبثه بمرتكزات الحزب وتراث الزعيم علال الفاسي الذي يخلد المغرب والأمة الإسلامية الذكرى المئوية لميلاده، هذا التراث القائم على وحدة الأمة والمذهب والتطلع المشروع لإرساء الديمقراطية بأفقها الواسع المبني على التعادلية الاقتصادية والاجتماعية والتشبث بثوابت الأمة وقد صادق المجلس بعد المناقشة المستفيضة على البيان التالي: 1- القضية الفلسطينية في عمق النقاش الاستقلالي يؤكد المجلس الوطني للحزب باسم كافة الاستقلاليين والاستقلاليات التضامن اللامشروط مع النضالات المشروعة للشعب الفلسطيني البطل، ويحيي صموده التاريخي ويعتبر المجلس الوطني للحزب أن قضية العرب والمسلمين المركزية تجتاز ظروفا دقيقة وصعبة جدا تتمثل في مسلسل التهويد الذي يستهدف القدس الشريف، والذي يسعى إلى طمس هويتها العربية الإسلامية كأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مع ما يرافق هذا المسلسل من مشاريع الصهيونية الجديدة المتمثلة في تهجير الفلسطينيين وخلق واقع ديمغرافي جديد عبر السياسة الممنهجة لبناء المستوطنات، أمام عجز وصمت النظام العربي والمنتظم الدولي الكامل عن حماية الشعب الفلسطيني. ويجدد المجلس الوطني اعتزازه بالعمل الجبار الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس وعبر بيت مال القدس، لحماية الهوية العربية والإسلامية للقدس. ويدعو المجلس الوطني القيادات والتنظيمات الفلسطينية إلى تعزيز وحدة الصف الفلسطيني. 2- الوحدة الترابية... نهاية مقولة الاستفتاء يؤكد المجلس الوطني موقف حزب الاستقلال الدائم والثابت في التمسك بالوحدة الترابية والدفاع عن الأقاليم الجنوبية المسترجعة. ويعتز حزب الاستقلال بتراث علال الفاسي في هذا الباب كما يعتز بما تحقق في أقاليمنا الجنوبية من تنمية اقتصادية واجتماعية. ويشيد المجلس الوطني بما تقوم به القوات المسلحة الملكية تحت قيادة قائدها الأعلى جلالة الملك محمد السادس و قوات الأمن والدرك والقوات المساعدة الذين يؤدون واجبهم بما يحفظ لهذا الشعب وحدته وقوته. ويدعو بهذه المناسبة إلى مواصلة اليقظة للتصدي لجميع أشكال المناورات التي يقوم بها أعداء وحدتنا الترابية. ويثمن عاليا الزيارة التي قام بها وفد من برلماني الأمة إلى الجدار الأمني، بما يرمز له من العمل المتكامل الذي تقوم به مختلف مؤسسات الدولة دفاعا عن الوحدة الترابية. إن المجلس الوطني يعتز بقرار جلالة الملك محمد السادس برفض المغرب التام والنهائي لمقولة الاستفتاء، أثناء استقباله للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما يعني ضرورة دعم المنتظم الدولي والقوى الكبرى ومجلس الأمن الذي اعتبر مقترح الحكم الذاتي مقترحا ذا مصداقية وأرضية قابلة لكي تكون حلا للنزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية. وبهذه المناسبة يحيي المجلس الوطني المجهودات التي تبذلها الديبلوماسية المغربية، والتي تمكنت من التصدي لكل المناورات التي يقودها خصوم الوحدة الترابية من خلال الدعم المستمر واللامشروط للسلطات الجزائرية. كما يجدد المجلس الوطني الإشادة بالجهود والمبادرات الفردية والجماعية للجالية المغربية بالخارج وتنظيمات المجتمع المدني الوطنية. والمجلس الوطني إذ يتابع بقلق شديد الوضعية المزرية التي أضحت عليها وضعية المحتجزين المغاربة في مخيمات الحمادة ، ويدعو المنتظم الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية و المفوضية العليا للاجئين إلى فك الحصار عن المحتجزين، وتمكين المنظمات الدولية من ولوجها وإجراء تحقيقات مستقلة وإحصاء حقيقي للاجئين ومراقبة المساعدات الإنسانية الدولية ومدى توفر الضمانات الدنيا للحريات الفردية والجماعية والتحقيق في حجم تورط السلطات الجزائرية في الجرائم التي تستهدف حقوق الإنسان في المخيمات، وفي هذا الإطار يشيد المجلس الوطني بالتقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة والذي أفرد أهمية خاصة لضرورة إعمال المعايير الدولية الخاصة باللاجئين المحاصرين في مخيمات الحمادة . إن المجلس الوطني يشيد بالروح الوطنية العالية لمواطنينا في الأقاليم الجنوبية وتشبثهم بالوحدة الترابية، كما يثمن العمل الجبار الذي يقوم به المنتخبون الاستقلاليون والمنتخبات الاستقلاليات في الأقاليم الجنوبية، ويشيد بالعودة المتتالية لمواطنينا الذين تمكنوا من كسر الحصار المضروب عليهم بمخيمات الحمادة . إن المجلس الوطني وهو يستعرض تطورات الوحدة الترابية لبلادنا، يجدد التشبث بتحرير سبتة ومليلية والجزر الجعفرية بالحوار الجاد والمسؤول مع إسبانيا. 3-المغرب العربي ...المصير المشترك إن المجلس الوطني لحزب الاستقلال وهو يخلد ذكرى مؤتمر طنجة الذي انعقد في أبريل سنة 1958 بمبادرة من الزعيم علال الفاسي، ويستحضر الطموحات المشروعة لشعوب المغرب العربي في الوحدة والتضامن والتكامل الاقتصادي، المبنية على أواصر الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، يدعو كافة الإرادات الحرة في المغرب العربي إلى اتخاذ المبادرات الضرورية لتحقيق أمال شعوب المنطقة، وذلك لتأهيل بلداننا لعالم لم يعد يعترف بالكيانات الوطنية المنغلقة. 4- تخليق الحياة العامة والتشبث بالقيم والثوابت إن المجلس الوطني لحزب الاستقلال يعبر عن قلقه العميق اتجاه الخطابات التي تحاول باسم الحرية وحقوق الإنسان، التأسيس لثقافة جديدة ولقيم غريبة عن المجتمع المغربي وثوابته المبنية على الإسلام، وتمادي البعض في الترويج لخطابات وسلوكات تمس العقيدة والأخلاق وتعرض امن المجتمع للمخاطر، ويدين المجلس الوطني عمليات التنصير التي تستهدف الشباب والأطفال ويشيد بصرامة معالجة الحكومة لهذه الظاهرة، وغيرها مما يمس الأخلاق العامة والترويج لها تحت شعار «حرية التعبير» عبر بعض وسائل الإعلام. والمجلس الوطني يحذر من زرع اليأس في صفوف المواطنين وتمييع الحياة السياسية التي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى للوطنية وللجدية والمسؤولية. ان المجلس الوطني المعتز بمكونات الهوية المغربية يدعو إلى تفعيل الدستور واستكمال تعريب الإدارة والحياة العامة ويهيب في هذا الصدد بالجماعات المحلية لتقوم بدورها في هذا الصدد كاملا، كما يعتز المجلس الوطني بإطلاق بث قناة تمازيغت بتوجيهات من جلالة الملك ،والتي تعتبر مكسبا وطنيا كبيرا يهم جانبا من الإنسية المغربية وتدعيما لمسلسل الإصلاحات والديمقراطية. 5- الاعتزاز بالأوراش الملكية إن المجلس الوطني يعبر عن إعتزازه بالمبادرات و أوراش البناء والإصلاح التي يقوم بها جلالة الملك، والتي شملت كافة الأقاليم والجهات بالمملكة، ومست البنيات الأساسية للتنمية المستدامة والتي تؤهل المغرب للمنافسة الدولية. ويؤكد المجلس الوطني اعتزازه بالدعم الذي يقدمه جلالة الملك لحكومة جلالته/ وما يشملها به من رعاية سامية وتوجيهات سديدة لما فيه خير ومصلحة الشعب المغربي. ويؤكد المجلس الوطني على أهمية مشروع الجهوية الموسعة الذي أطلقه جلالة الملك، ويعبر بهذه المناسبة عن ضرورة دعم اختصاصات الجهات وإعادة النظر في التقسيم الترابي للجهات. 6- تثمين العمل الحكومي يجدد المجلس الوطني اعتزازه بقيادة الأخ الأمين العام الأستاذ عباس الفاسي للحكومة بتوجيه وإرشاد من جلالة الملك بحكمة وتبصر وفاعلية في تدبير الشأن العام من خلال أرقام ومعطيات ملموسة تمس الحياة اليومية للمواطن المغربي. ويسجل المجلس الوطني بارتياح كبير المبادرات الحكومية الخاصة بتخليق الحياة العامة، كإجبارية التصريح بالممتلكات وإخراج جهاز الوقاية من الرشوة إلى حيز الوجود وتفعيل مجلس المنافسة، كما يثمن المجلس الوطني الجهود الحكومية لمحاربة تبييض الأموال والمضاربين بالسلع والمواد الغذائية غير المدعمة، ويدعو المجلس الوطني بالمناسبة الحكومة إلى مواصلة هذه الجهود بالصرامة اللازمة. إن المجلس الوطني يشيد بالعمل الذي يقوم به المجلس الأعلى للحسابات، ويعتبر أعماله وأعمال المجالس الجهوية للحسابات، تدعيما للممارسات الديمقراطية وإرساء لمبادئ الشفافية والنزاهة بتنسيق وتفاعل مع باقي مؤسسات الدولة. ويسجل المجلس بارتياح تفعيل الدستور وتعليمات جلالة الملك من لدن الحكومة بوضع الإطار القانوني للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. ويعبر المجلس الوطني عن تضامنه مع ضحايا الفيضانات الأخيرة التي عرفتها بلادنا ،وفي هذا الإطار يشيد بالمبادرات الحكومية الاستعجالية والتي وجهت للتخفيف من معاناة الضحايا، ويثمن تواصل تنفيذ التصريح الحكومي فيما يتعلق بالسدود وباقي المنشئات المائية الإستراتيجية والتي من شأنها تجنيب بلادنا مخاطر الفيضانات. 7- الإصلاح الدستوري والسياسي يؤكد المجلس الوطني أن مطالب الإصلاح الدستوري والسياسي لازالت قائمة ببلادنا، وأن الديمقراطية دائما بحاجة إلى مراجعة ما يؤطرها من الناحية القانونية الدستورية، كما أن تطور الحياة السياسية يفرض تعديلات تواكب الوضع العام لبلادنا، وفي هذا الإطار يعبر المجلس الوطني عن قناعة تامة بأن الإصلاحات الدستورية والسياسية يجب أن تتم باتفاق كامل وتام مع جلالة الملك، باعتبار أن هذه المنهجية مكنت بلادنا من تحقيق العديد من المكاسب التي شكلت إطارا للتطور الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا. ويدعو المجلس الوطني إلى استمرار التنسيق مع حلفاءنا في الكتلة والأغلبية لمواكبة التطورات التي تعرفها الحركة الدستورية العالمية والموجة الجديدة من الدساتير التي تستأثر بتطوير الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما يمكن مؤسسات الدولة والفاعلين الآخرين من شروط المنافسة الحقيقية ومن توزيع عادل للثروات، وفي هذا الإطار يدعو المجلس الوطني إلى فتح ورش إصلاح القوانين الانتخابية وقانون الأحزاب، والتصدي الجدي والحازم لظاهرة الترحال التي تبخس العملية الانتخابية وتسيء لصورة المغرب في الخارج. كما يدعو إلى التعاون داخل الأغلبية للرفع من مستوى النقاش السياسي وإعادة الاعتبار للحياة السياسية، ويسجل المجلس الوطني باعتزاز تعاطي الحكومة الإيجابي مع العمل البرلماني من خلال تطور اعتماد مقترحات القوانين. 8 - تحية للطبقة الشغيلة في عيدها الأممي يحيي المجلس الوطني الطبقة الشغيلة المغربية في عيدها الاممي وعلى رأسها مناضلو ومناضلات الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي خلد الذكرى الخمسين لتأسيسه، ويدعو كافة المناضلين والمناضلات الاستقلاليين والاستقلاليات وكافة الشغالين والشغيلات إلى دعم نضالاته التي يخوضها بروح وطنية دفاعا عن الشغيلة وعن عملية الإنتاج ومن خلالهما عن الاقتصاد المغربي ككل . 9- الإعلام والديمقراطية ينبه المجلس الوطني إلى خطورة استفراد بعض الجهات بالإعلام العمومي لخدمة هذا الحزب أو ذاك على اعتبار أن مؤسسات الدولة يجب أن تكون محايدة ونزيهة ومهنية في التعاطي مع مختلف الفرقاء، وأن توظيف الإعلام العمومي لأهداف حزبية ضيقة يسيء إلى التجربة الديمقراطية. إن المجلس الوطني يحي الإعلام الوطني الجاد ،ويؤكد على ضرورة استمرار القيم التي تقوم عليها الحرية والديمقراطية و ذلك لتعزيز الديمقراطية ببلادنا بدل تكريس ممارسات تحمل في عمقها كل ما يقلص من حرية التعبير الفردية والجماعية، ويجعل الجميع رهينة للوبيات وأعداء الديمقراطية ببلادنا. 01- الاعتزاز بالحيوية التنظيمية للحزب يعبر المجلس الوطني عن اعتزازه باستكمال البناء التنظيمي للحزب وذلك بانتخاب المكاتب الجهوية والكتاب الجهويين، وبالظروف الحماسية التي انعقدت فيها، مما يعكس يقظة قواعد الحزب وحيويته التنظيمية التي تتواصل عبر كافة التراب الوطني وعبر مجموع تنظيمات وهيئات الحزب، نظير الاستعدادات المكثفة للشبيبة الاستقلالية لعقد مؤتمرها الوطني وما تقوم به منظماتها الموازية من برامج لفائدة الأطفال والشباب نظير لقاء الماهد الأكبر لمنظمة الكشاف المغربي ولقاءات اليافعين لجمعية الشبيبة المدرسية والتربية والتنمية، والندوات القيمة التي ينظمها حزب الاستقلال ومؤسسة علال الفاسي بمناسبة تخليد مأوية ميلاد الزعيم علال الفاسي وكذلك لقاءات منظمة المرأة الاستقلالية وجمعية المستشارين الجماعيين، والعمل الجاد والمتواصل للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، وما تقوم به روابط الحزب على المستوى الوطني والجهوي. إن المجلس الوطني يشيد عاليا بالأعمال والمبادرات التي يتخذها المنتخبون الاستقلاليون والمنتخبات الاستقلاليات، في البرلمان والمجالس المنتخبة والغرف المهنية، والتزامهم بسياسة القرب من المواطنين والاستمرار في تنفيذ البرامج الانتخابية الوطنية والمحلية.