***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** لا نعلم حقيقة ما إذا كانت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية قد تحايلت على مجلس الأمن الدولي بأن حرضت مناصريها في مجلس الأمن على تقديم طلب إرجاء التصويت على قراره رقم 2351 إلى حين سحب مليشياتها المسلحة من منطقة الكركرات لتجنب إدانة واضحة من مجلس الأمن، كانت قريبة جدا من الجبهة الانفصالية. وما أن صادق مجلس الأمن على لائحة القرارات الجديدة حتى سارعت إلى التحايل على قرار مجلس الأمن بهدف التخفيف من أجواء الضغط التي حاصرتها من داخل مخيمات الرابوني. قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية بدأت بالتحايل حينما روجت لأطروحة أن الأمر يتعلق بإعادة الانتشار وليس بالانسحاب الكامل لمليشياتها المسلحة. ولما تيقنت أن هذه الأطروحة ليست مقنعة لأحد التجأت إلى صيغة بديلة، حيث أنها قامت فعلا بسحب مليشياتها من المواقع التي كانت تتواجد بها إلى مواقع أخرى قريبة جدا من مواقعها السابقة، بحيث أن مليشياتها المسلحة لم تنسحب من المنطقة برمتها، ولم تعد إلى ثكناتها في مخيمات الرابوني. وهكذا انتقلت هذه المليشيات إلى موقع لا يبعد عن موقعها السابق إلا بخمسة كيلومترات. فهي لم تعد موجودة في الكركرات، ومع ذلك فهي موجودة على مشارف الكركرات، وهذا يعني أن هذه المليشيات لاتزال بإمكانها الوصول إلى شواطئ المحيط الأطلسي. طبعا، سارعت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية إلى إزالة نقطة المراقبة التي كانت مليشياتها المسلحة تشرف على تدبيرها لأن هذه النقطة كانت تقع داخل إطار الخمسة كيلومترات التي حددها قرار مجلس الأمن كمساحة للانسحاب. إن هذا الوضع الملتبس المتميز بتطورات افتعلتها قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية يعني أن منطقة الكركرات ستظل في مقدمة اهتمام الرأي العام، وأن أزمتها لم تنته بعد، لأن القيادة الانفصالية تحرص على استمرار التصعيد في شأنها للمزايدة أولا، وثانيا لإسكات الأصوات الغاضبة من داخل مخيمات الرابوني التي تصف القرارات الأخيرة لمجلس الأمن بالانتكاسة الكبيرة وخيبة الأمل العميقة بالنسبة للانفصاليين في الداخل وفي الخارج. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: