* العلم ووكالات أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، مساء الاثنين، أن الحركة تؤيد إقامة دولة فلسطينية انتقالية على حدود 1967. وقال مشعل في العاصمة القطرية الدوحة وهو يعلن عن وثيقة السياسة الجديدة، إن حماس تدعو لتحرير فلسطين بالكامل لكنها على استعداد لتأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 دون الاعتراف بإسرائيل أو التخلي عن أي حقوق. وبحسب مراقبين فإن وثيقة حماس غيرت من خلالها نهجها في مسعى إلى الانضمام لنادي اللاعبين المقبولين على السياسة الإقليمية، خاصة أنها تضمنت مواقف من أهمها قبول دولة فلسطينية على حدود 67 والتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف مشعل أن وثيقة حماس تتضمن إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على حدود 67 دون الاعتراف بإسرائيل، مؤكدا أن منظمة التحرير إطار وطني يجب المحافظة عليه وتطويره. وقال القيادي نفسه، إن حماس اختارت نهجا جديدا وهو التطور والمرونة دون الإخلال بالثوابت والحقوق. مضيفا أن وثيقة حماس تتضمن حق العودة وغير قابل للتصرف. وأشار إلى أن حماس لا تعترف بإسرائيل والحقوق لا تسقط بالتقادم، مؤكدا أن مقاومة_الاحتلال حق مشروع. من جهتها، رحبت حركة فتح بوثيقة حماس، ورأت فيها مقاربة جديدة تقرّب الحركتين من بعضهما بعضاً. ووثيقة حماس السياسية الجديدة تحذف الدعوة الصريحة لتدمير إسرائيل. وأيضاً في الوثيقة تنأى حماس بنفسها عن الإخوان المسلمين، في مسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع مصر. بدورها قالت الدولة العبرية إن حركة حماس تحاول أن تخدع العالم بإصدار وثيقة سياسية جديدة. وقال دافيد كيز، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح". مضيفا "يبنون أنفاقاً للإرهاب وأطلقوا آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين، هذه هي حماس الحقيقية". وثيقة حماس في الصحف البريطانية والأمريكية أكثر النقاط التي أبرزتها الصحف البريطانية والأمريكية في قراءتها لوثيقة المبادئ والسياسات العامة لحركة حماس، هي موافقة الحركة على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وقالت أغلبها إن حماس خففت رؤيتها حول التدمير الكامل لإسرائيل، لكنها لم تعترف بها، كما أنها نأت بنفسها عن الإخوان المسلمين. وأوردت هذه الصحف أن التغييرات التي حملتها تهدف لتحسين العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات وربما مع الدول الغربية التي تصنف حماس منظمة "إرهابية". كما أنها تأتي عشية زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لواشنطن. وقالت صحيفة تايمز إن حماس ألغت اللغة المعادية للسامية التي كانت سائدة بوثيقة 1988 التأسيسية للحركة (الميثاق) والتي كانت تتحدث عن حرب ضد اليهود. وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين يشكون في أن الوثيقة الجديدة سينتج عنها أي تغيير كبير داخل حماس، والتي وصفتها الصحيفة بأنها "منقسمة بين الجناح العسكري المحارب والمكتب السياسي المعتدل نسبيا". وقالت غارديان إن الوثيقة تهدف لرأب الصدع داخل الصف الفلسطيني عموما، وتسهيل عملية السلام. ونسبت لرئيس لجنة العلاقات الخارجية ب البرلمان البريطاني إد رويس قوله إنه إذا لم تعترف حماس بحق إسرائيل في الوجود فإنه لن يلغي تصنيفه لها بأنها منظمة "إرهابية" وكذلك إذا استمرت في إطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين واستمرت تحارب بالوكالة ل إيران واستمرت في أعمال أخرى تهدد الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ووصفت الغارديان موافقة حماس على قيام دولة فلسطينية بأنها أكبر تنازل منها "لأنها تتضمن القبول بوجود دولة أخرى خارج الحدود الواردة في الوثيقة، حتى إذا لم تذكر إسرائيل صراحة". وأضافت أن خلو الوثيقة الجديدة من إعلان حماس أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين سيحسن العلاقات مع مصر. وأوردت إندبندنت معظم ما ذكرته تايمز وغارديان. أما وول ستريت جورنال الأمريكية فقد نشرت تقريرا بعنوان "حماس تتخلى عن الدعوة لتدمير إسرائيل" وأوردت معظم نقاط الوثيقة التي اهتمت بها الصحف الأخرى، موضحة أن هذا التخلي العلني محاولة لتغيير صورتها في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالبحث في إحياء جهود السلام في الشرق الأوسط. وقالت: يبدو أن توقيت إعلان الوثيقة سببه منافستها لحركة فتح، ونسبت إلى المحلل المالي السابق لشؤون الإرهاب بوزارة الخزانة جوناثان شانزر قوله إن حماس تحاول الحصول على نصيب في السوق، وإصدارها للوثيقة تغيّر محسوب بدقة "لكنني أعتقد أن إدارة ترمب لن تغيّر موقفها من حماس، الوثيقة تتعلق بتخفيف الخطاب وليس الأفعال. كما نسبت إلى المدير العام السابق بالإنابة لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية كوبي مايكل قوله إن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يريد للحركة أن تظهر أكثر اعتدالا على الساحة الدولية وعينه على الهدف النهائي بأن تحل حركته محل "فتح" كأكبر فصيل ب"منظمة التحرير الفلسطينية". الحركة المسيطرة على القطاع تغير نهجها: حماس تقبل بدولة مؤقتة على حدود 67 وفتح ترحب