في الوقت الذي تخطط فيه الحكومة البريطانية لتدريس مواد التربية الجنسية في المدارس الابتدائية للتلاميذ الصغار، انطلقت حملة على أكبر المواقع الاجتماعية «فيس بوك» من أجل التصدي لهذه الخطوة. ويقول ماجد إقبال، أحد المساهمين في هذه الحملة: «نعتقد أن تدريس الجنس في المدارس يعتبر أمرا غير ملائم، سواء فيما يتعلق بالفلسفة التي يستند إليها هذا الأمر، أو المواد والطريقة المستخدمة». وشكّل إقبال، وهو مسلم بريطاني، مجموعة على «فيس بوك» تحت عنوان: «مسلمو روتشدل ضد تدريس العلاقات الجنسية لمن في الخامسة من عمرهم» في محاولة للتصدي لخطط الحكومة لتدريس الجنس في المدارس الابتدائية. ويقول في هذا الصدد: «ثمة اعتقاد بأن هذا سوف يحفز الأطفال على إقامة علاقات جنسية.. فبدلا من الطعن في مسألة انعدام القيم التي تجعل هذا السلوك مقبولا، يتم الحديث على أن هذا السلوك غير ضار بالصحة». وكشفت الحكومة النقاب عن خطط لتدريس الجنس للتلاميذ كجزء من جهودها الرامية إلى حماية الأطفال من الحمل المبكر، والأمراض المعدية التي تنقلها العلاقات الجنسية. وخلال تلك الحصص الدراسية المقترحة سوف يتعلم الأطفال أسماء أعضاء الجسم، وكيفية تناسل الحيوانات، كما أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8-11 عاما سوف يتعلمون أيضا الجوانب البيولوجية لممارسة الجنس، وسوف تتاح أمامهم أيضا فرصة الحديث عن الضغوط الجنسية وعن مشاعرهم. وإلى جانب حملة ال»فيس بوك» انطلقت أيضا حملة توقيعات من قبل المسلمين للمطالبة بإسقاط هذا المشروع في بريطانيا التي تؤوي حوالي 2.4 مليون مسلم. الحكومة تجادل وفي المقابل، تجادل الحكومة بأن تدريس هذه المواد يعتبر هاما لحماية الأطفال من مخاطر «العبث الجنسي». وقال تيري بيجوت، المدير التنفيذي لشئون خدمات الأطفال في مدينة روتشدل: «إن التعليم المبكر للأطفال عن الجنس والعلاقات يضع الأساس لمستقبل سليم؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية اللازمة لإقامة علاقات إيجابية». وأشار إلى أن جميع المدارس تلقت طلبات لوضع سياسة لكيفية تعليم مادة التربية الجنسية، لكن كل مدرسة تمضي وفقا لبرنامجها المنفرد. وأوضح: «إذا كانت هناك بواعث قلق لدى الآباء وأولياء الأمور فينبغي عليهم الرجوع إلى المدرسة من أجل المزيد من التفاصيل حول المناهج المقترحة»، إلا أن المسلمين المشاركين في الحملة يطعنون في هذه الحجة. وأخيرا يقول إقبال: «إن الأطفال ليسوا بحاجة إلى معلومات عن الجنس، بل إن ما يحتاجون إليه هو أن يتعلموا ما هو صحيح وما هو خطأ.. إنهم يحتاجون إلى تعلم الحدود المقبولة لهذا السلوك». وأقدمت بريطانيا على اتخاذ هذه الخطوة على خلفية ارتفاع أعداد المراهقات الحوامل؛ حيث أشار التقرير السنوي الصادر من المجموعة الاستشارية المستقلة البريطانية الخاصة بحمل المراهقات إلى أهمية تعليم الجنس في جميع المدارس الابتدائية للحد من حمل المراهقات الذي انتشر في الآونة الأخيرة، وبات خطرا يهدد المجتمع. ويؤكد التقرير أهمية التربية الجنسية الصحيحة منذ الصغر في المدارس الابتدائية، وأن تصبح دراسته عنصرا مكملا لمناهج التعليم في المدارس الابتدائية كما هو الحال في مناهج التعليم الثانوي. ويقول التقرير إن تعليم أطفال المدارس الابتدائية بالإضافة إلى استمرار تعليم طلاب المدارس الثانوية مناهج التربية والعلاقات الجنسية كجزء من مناهجهم سيكون حصنا اجتماعيا للشباب، وسيزيد من التربية الصحية والشخصية لهم. وأرجع التقرير الانخفاض النسبي في معدلات حمل المراهقات خلال السنوات الخمس الماضية إلى تعليم مناهج التربية والعلاقات الجنسية في المرحلة الثانوية.