كان فريق الوداد المغربي في الموعد وكما تمنوه كل المغاربة بعد زوال يوم السبت الماضي في لقاء الإياب برسم نصف نهاية كأس العرب للأندية البطلة في نسخته السادسة وهو يخوض هذا اللقاء على أرضية مركب محمد الخامس أمام ما يناهز 60 ألف متفرج حجت للبيضاء من كل حذب وصوب أمام نادي تونسي عملاق اسمه النادي الصفاقسي باحترافيته واسمائه الكبيرة الذي حل بالمغرب والأمل يحدوه في رد الاعتبار لمقابلة الذهاب التي اختطف منه فيها الوداديون تعادلا هاما بنتيجة (1 1) التي هزت من معنوياته وكبريائه أمام جماهيره بملعب الطيب لمهيري قبل أسبوعين. ************* الدارالبيضاء: تغطية محمد بلفتوح تصوير: عزيز ومصطفى شوط التكافؤ والحذر كانت هذه هي السمات التي طبعت أطوار الجولة الأولى من هذا اللقاء القوي بكل المواصفات، وقد عمد كل فريق لاختبار قدرات خصمه باعتماد تحصين الدفاعين وملء وسط الميدان واعتماد مهاجم أوسط وحيد في محاولة لتصيد الأخطاء المؤدية الى التسجيل وشعورا من المدرب الزاكي بعدم فعالية نهجه التكتيكي إلى حدود الدقيقة 34 بعد أن لاحظ أن التونسيين ركزوا مرتداتهم على جهة اليمين (المدافع حمادة العلمي) بادر إلى تغييره بالمهاجم جويعة مع تغير النهج من (4 5 1) الى (3 5 2) الشيء الذي أعطى توازنا أكبر للمجموعة التي استقرت في لعبها وتموضعاتها مما حد من حركة التونسيين الذين أحسوا بالخطر الآتي وهو ما حتم عليهم مجاراة اللعب رغم أن مرتداتهم كانت خطيرة وكان الحسم فيها للحارس لمياغري المتألق، فيما التحركات الودادية في هذا الشوط كان ينقصها التركيز واللمسة الأخيرة التي كان الدفاع التونسي فيها دائما سبقا للكرة أمام المحاصرة المفروضة على كل من بيضوضان ومن بعده البديل جويعة مع ملاحظة التصدي المتواصل للاعبين الوداديين على مشارف منطقة الحارس الخلوفي لتكسير كل تسرباتهم قبل دخولها مما أكثر من ضربات الاخطاء لصالح الوداديين والذين لم يحسنوا استغلالها رغم عدم بعدها عن المرمى. شوط الفرحة الودادية على عكس الجولة الأولى التي طبعتها سيمة الحيطة والحذر والخوف من المغامرة جاءت الثانية معلنة عن الدخول في الصراع المؤدي للحسم وكانت المبادرة من الصفاقسيين الذين بادروا مع البداية الى محاولة فرض اكتساح هجومي على منطقة لعب الوداد دام زهاء ثماني دقائق تحمل لمياغرى والدفاع ثقله ليأتي الرد الودادي عنيفا ومباغثا حين استغل هذا الاندفاع لينظم حملة مرتدة سريعة وخاطفة في الدقيقة 54 كانت كافية لعملية شارك فيها بسكال وبيضوضان وانهاها جويعة المتعطش للتسجيل بهدف جميل أقام مركب محمد الخامس وجماهيره وأقعده وفي ذات الوقت اربك كل حسابات المدرب التونسي غازي لغرايري وكذلك لاعبي الصفاقس الذين ظهر عليهم التسرع والنرفزة وحتى العياء البدني في حين منح هذا الهدف المسجل ثقة زائدة للوداديين الذين تمركزوا في الوسط والدفاع وانتظار تهور تكتيكي آخر للصفاقسيين لاستغلافه في مرتد آخر وهذا ما حدث ففي العشر دقائق الأخيرة من اللعب وحين كان التونسيون يسابقون الدقائق المتبقية من عمر هذه المقابلة وهم في نرفزة واضحة المعالم على تحركاتهم في رقعة الملعب تمكن بيضوضان حملة مرتدة خاطفة على غرار سابقها لجويعة ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 92 (الوقت بدل الضائع) ليكون هذا الهدف بمثابة الضربة القاضية التي أسقطت العملاق ارضا وقد إنتاب الذهول لاعبي الصفاقسي لدرجة الوقوف في الانفاس الأخيرة من اللقاء الذي أعلن فوز وتأهل الوداد لمقابلة النهاية التي سيتنافس فيها على القيمة المالية البالغة مليون دولار ويسجل حضوره للمرة الثانية على التوالي في نهاية هذه الكأس التي ضاعت منه في الموسم الماضي أمام وفاق سطيف في لقاء يعلم كل المغاربة كيف كانت ظروفه. من منهما النادي المحترف؟ على امتداد مقابلتي الذهاب والاياب بين الوداد والنادي الصفاقسي يمكن أن نطرح سؤالا وبكل موضوعية عمن هو الفريق المحترف، هل الوداد أم الفريق التونسي في وقت أعطى فيه الوداديون درسا مزدوجا لنظيرهم الصفاقسي ذهابا وإيابا مع امتياز كبير في لقاء أول أمس السبت الذي عبر فيه المدرب الزكي عن احترافية تكتيكية منكته من خلال تغيير في المواقع ببديل وحيد أن يقلب الموازين لصالح فريقه وينزل هزيمة قاسية لم ينتظرها التونسيون ومن خلالها فك عقدة تفوق الأندية التونسية على نظيراتها المغربية التي تنفست جماهيرها سواء منها التي حضرت اللقاء وشجعت بقوة وحب او تلك التي تتبعته عن بعد الصعداء لدرجة وصف اللاعبين الوداديين بالرجال الأفداد. كما أن جماهير المركب التي ملأت فضاءه غناء وهتافا بعد نهاية اللقاء لم يفتها أن توحدت في ترديد الأغنية التونسية الشهيرة «الله يابابا سيدي منصور يابابا» وفي هذا الترديد كثير من المعاني من هو خصم الوداد؟ وإن كان اللقاء الثاني لنصف نهاية الكأس قد جرى أمس بتونس بين الترجي الفائز في الذهاب (0/1) على وفاق سطيف الجزائري حامل لقب الدورة الخامسة لم نعرف نتيجته فإن الجماهير المغربية ومعها كل الفعاليات الودادية تتمنى أن تكون المواجهة مغربية تونسية لتفادي تكرار الصدام مع الفريق الجزائري مرة أخرى، ومهما يكن الأمر فلقاء الذهاب سيكون بالبيضاء يوم 9 ماي المقبل والإياب بعد أسبوعين بملعب الفريق الخصم.