طور باحث من جامعة كارولاينا الشمالية الزراعية التقنية بمدينة غرينبورو في الولاياتالمتحدة عملية بسيطة لإنتاج فول سوداني خال من مسببات الحساسية. وحسب مجلة "آفاق التغذية" فإنه يمكن لهذه العملية الجديدة التي يُعتقد أنها الأولى في مجال علوم الغذاء، أن تقدم حلاً مريحاً لملايين الأشخاص من عناء الحساسية تجاه الفول السوداني. ويعمل أستاذ علوم الغذاء بالجامعة ومبتكر العملية الجديدة الدكتور محمد أحمدنا، على الارتقاء بهذا الابتكار إلى مستوى إزالة مسببات الحساسية من أصناف الغذاء الأخرى. وعبر أحمدنا عن بالغ سروره باكتشاف "مثل هذا الحل البسيط لمشكلة مزعجة لها عواقب اقتصادية وصحية بالغة بالنسبة للأفراد الحساسين تجاه الفول السوداني ولصناعة الغذاء عموما". وفي سياق مشروع تطوير هذا الاكتشاف، طور الدكتور أحمدنا منتجات وطرقا تضيف قيمة وفوائد أخرى لصناعة الفول السوداني في العالم، ومنها عملية إزالة عفن سمي شائع من هذا المحصول، وبدائل لحوم منخفضة الدهون عالية البروتين، ومسحوق لتغذية الأطفال الرضع بدلاً من اللبن البقري، ومضاد للسموم من قشور الفول السوداني. وسيكون الفول السوداني الخالي من مسببات الحساسية هو المنتج الأول من محفظة ابتكارات متعلقة بهذا المنتَج ستتيحها جامعة كارولاينا الشمالية الزراعية التقنية. ويقول دوغ سبايت من مكتب نقل التقنية بالجامعة إن شركات الغذاء أبدت اهتماماً كبيراً بالحصول على رخصة استخدام التقنية الجديدة التي لا تنقص من الطعم أو الجودة شيئاً بالنسبة للفول المعالج بها. وقد أظهرت القياسات المناعية تعطيلاً تاماً بنسبة 100% لمسبب الحساسية في حبات الفول السوداني المحمصة، ولم تظهر أي ردود فعل لاختبار أجري على المصل البشري المأخوذ من أفراد يعانون من فرط الحساسية. يذكر أن الحساسية تجاه الفول السوداني والمكسرات هي الأشد حدة بين جميع الحساسيات تجاه الأغذية، وهي تؤثر سلباً على ثلاثة ملايين أميركي وتتسبب سنوياً في نحو 100 إلى 150 وفاة. وقد ازدادت الحساسية بشكل متسارع لدى أطفال البلاد الصناعية، لأسباب غير مفهومة، حيث وجدت دراسة أن الحساسية تجاه الفول السوداني تضاعفت عند الأطفال الأميركيين ما بين عامي 1997 و2002. ويمكن أن تصبح الحياة غاية في الصعوبة لأسر تشمل أطفالاً يعانون من الحساسية تجاه الفول السوداني، حيث ينبغي لهم اتخاذ احترازات غير عادية لمنع اقترابهم من أقل آثاره أو حتى غباره.