تعيش منطقة المغرب العربي سباقا نحو التسلح ، خاصة بالنسبة للجزائر والمغرب، اللذان يعملان على تجديد ترسانتهما العسكرية، مع تخصيص ميزانيات هامة للدفاع. فقد خصص المغرب برسم سنة 2009 أكثر من 10 ملايين درهم لاقتناء الأسلحة، في حين اعتمدت الجزائر خمسة أضعاف هذا المبلغ لميزانية دفاعها والتي فاقت 50 مليار درهم. وحسب تقرير أمريكي، تحتل الجزائر مرتبة متقدمة مقارنة مع المغرب في لائحة 20 دولة الأكثر إنفاقا على التسلح سنويا. وباشرت الولاياتالمتحدة منذ أيام تسليم الطائرات المقاتلة الأولى من طراز (فاء 16) للمغرب. وتهم عملية التسليم والتي لم يتم الكشف عن عدد الطائرات التي سلمت في إطارها، جزءا من طلبية شاملة تتعلق ب 24 طائرة من هذا النوع قدمها المغرب سنة 2008 إلى المؤسسة الأمريكية لوكهيد مارتين بكلفة إجمالية قدرت ب 2,4 مليار دولار، وقد توجهت الرباط إلى واشنطن بعد فشل المفاوضات مع باريس لاقتناء طائرات فرنسية من طراز «رافال». وحسب مصدر عسكري فالطائرات التي تسلمها المغرب هي أجهزة متعددة الوظائف الهجومية مزودة بأنظمة متطورة، مشابهة لتلك التي تقدمها أمريكا لبلدان حليفة لها. وحسب المصدر ذاته فإن عددا قليلا من الصواريخ في المنطقة المغاربية يمكن أن يستهدف مثل هذه الطائرات، وإضافة إلى طائرات (فاء 16)، أنهى المغرب تجهيز طائرات ميراج برادارات جديدة زودت بها المجموعة الفرنسية طاليس في إطار عقدة أبرمت قبل ثلاث سنوات، وهذه التكنولوجيا هي أحدث ما يستعمل في الطيران العسكري. وتمكن هذه الرادارات الجديدة الطائرات المزودة لها من وظائف لا تؤمنها عادة الرادارات الكلاسيكية. ويضيف المصدر العسكري أن المغرب تسلم أول فرقاطة فرنسية من نوع FREMM، ويتعلق الأمر بفرقاطة متعددة المهام من الجيل الأخير سيتم استعمالها من طرف البحرية المغربية في مأموريات متنوعة، فالمغرب لديه حاجيات أساسية في هذا الباب مثل حماية مياهه الإقليمية في مجال الصيد». وتتوفر البحرية الملكية المغربية حاليا على أربع فرقاطات. وكان المغرب قد قدم أخيرا طلبا إلى شركة شيلدي الهولندية المتخصصة في صناعة السفن لبناء 3 طرادات حربية من فئة سيغما سعة 1600 طن لصالح البحرية الملكية المغربية. وفي إطار السباق نحو التسلح، ترفع الجزائر من إيقاع تجهيزها بالعتاد الحربي خاصة في المجال الجوي والبحري، وقد كشفت المؤسسة الروسية التي تتولى إدارة صادرات روسيا من الأسلحة نحو البلدان الأجنبية أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية بين بلدان العالم المستوردة للأسلحة الروسية، حيث بلغت مشترياتها 1.366 مليار دولار عام 2008 متقدمة بذلك على الصين وسوريا. وبلغت الصادرات الروسية من الأسلحة إلى الجزائر نحو 1.366 مليار دولار، و 850 مليون دولار لسورية، بينما عادت المرتبة الأولى للهند بنحو 1.5 مليار دولار، واحتلت الصين المرتبة الثالثة 1.357 مليار دولار، مع ملاحظة أن الفرق في الكلفة المالية لصفقات السلاح بين الهند والجزائر لا يبلغ إلا 200 مليون دولار. ويذكر أن الجزائروروسيا وقعتا بداية عام 2008 اتفاقية تعيد الجزائر بموجبها 15 من طائرات «ميغ» إلى روسيا كانت حصلت عليها بين عامي 2006 و 2007 بموجب صفقة أبرمت بين الجانبين في مارس 2006 بقيمة إجمالية مقدارها 286.1 مليار دولار لشراء 35 من مقاتلات من طراز «ميغ 29 س م ت»: وقد أعادت منها 15 طائرة بعدما اكتشفت بها عيوبا تقنية. ويتساءل المراقبون عن الجدوى الاستراتيجية من سباق التسلح بين البلدين، وهل تبرره مكافحة الإرهاب فقط.