العلم : رشيد زمهوط ما بين قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية المبثوثة قبل أربعة أيام في شأن تغطية لقاء لسفير جمهورية الوهم مع فعاليات المجتمع المدني بعنابة و تغطية مراسل الخبر حول نفس اللقاء المنشورة بعدد الجريدة الصادريوم الاثنين ، يبرز شرخ عميق من التناقضات و الأوهام و المعلومات المتضاربة وتتأكد للمتتبع الصورة النمطية الجاهزة للاعلام الجزائري في تعامله مع قضية الصحراء المغربية ، و توظيفه التلقائي لهذا الملف فقط لاثارة سموم الحقد تجاه المغرب ، وأيضا لتحويل أنظار الرأي العام الجزائري عن حوادث وأخبار المآسي اليومية لبلاده و شغله مؤقتا بمرافعات و تسولات قاعدة جبهة البوليزاريو في جولاتهم المدفوعة التكاليف عبر ولايات التراب الجزائري لاستدرار العطف و ضخ دموع التماسيح في شأن قضية أضحت مع مرور الزمن تتضح النوايا المصلحية والنفعية الحقيقية لمحركي فتنها الداخلية والخارجية . فبعد التآكل التدريجي لأطروحة الانفصال لدى المحافل الدولية الوازنة و في مقدمتها الأممالمتحدة التي أكد مبعوثها المكلف بالملف أن خبار الاستقلال غير واقعي وغير قابل للتطبيق ، و بفعل الصدمات المتعددة التي تتلقاها الأطروحات الانفصالية المحتضنة من طرف حكام الجزائر و فشل مساعيها في ربح المزيد من الوقت لتخدير الرأي العام الجزائري من جهة و تضخيم الحسابات البنكية الخارجية لزعماء الوهم من جهة أخرى لم يتبق في يد مرتزقة البوليساريو إلا شحذ سكاكين الحقد و الارتزاق داخل ولايات الجزائر و نفث السموم و توجيه الاتهامات و تحميل مسؤولية الفشل الى جهات خارجية ظلت الى حدود الأمس مخدوعة ببوق الدعاية الصاخب للجزائر و صنيعتها البوليزاريو قبل أن تعري مبادرة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المغرب ما تبقى من مساحيق التجميل و قناعات التخفي و التمويه لمروجي خيار الاستقلال . فبعد أن انبرت وزيرة التعليم بحكومة الوهم قبل أيام لتكيل كل عبارات التنكيل و الاتهام من داخل الجزائر للحكومة الاسبانية المتنكرة حسب إدعائها للقضية الوهمية ، جاء دور سفير البوليزاريو بالجزائر وهو بالمناسبة عضو بفريق المفاوضات الأممية ليتحامل بكل ما أوتي من خطاب التهجم على فرنسا معتبرا إياها «المشكلة الحقيقية للقضية الصحراوية طالما أنها أي فرنسا تدفع المغرب للتعنت و رفض تقرير المصير المزعوم .... و يبدو أن البوليزاريو و معها حاضنتها الجزائر فقدا معا بوصلة الاتجاه في ما يخص التعامل مع المستجدات التي يشهدها ملف الصحراء المغربية ، و التي تشكل مناسبة حقيقية و فرصة ثمينة للتوصل الى حل سياسي متوافق عليه يضع حدا لنزاع عمر زهاء الثلاثة عقود ظل خلالها الألاف من خيرة أبناء الصحراء المغربية محتجزين دون رضاهم في مخيمات الهوان و الذل ويستعملون كذرع بشري للترويج لقضية تحرر و همية. و يبدو أيضا أن الجزائر التي فشلت كل أسلحتها الديبلوماسية و النفطية والاستخباراتية في تمديد أمد النزاع لتحقيق منافع داخلية ذاتية و تقديم القضية كعربون وفاء لقيم ثورية أكل عليها الدهر وشرب تمارس لعبة الهروب الى الأمام عبر الدفع برموز صنيعتها البوليساريو لاعادة لخبطة الأوراق و إرجاع مسار الملف مجددا الى نقطة الصفر مع تكريس الاعلام الجزائري العمومي أو الخاص المأجور لبت القصاصات الحماسية الثورية و إعادة تلميع صورة البوليساريو بعد أن طالها ما طالها من هوان . و ما نصب اسبانيا و فرنسا و المبعوث الأممي أمام مرمى فوهة الاتهامات الصادرة عن قادة الجبهة إلا خطوة متقدمة ضمن مسار هذا المخطط المؤامرة الذي يؤكد مجددا و بالملموس أن الجزائر ماضية قدما في لعبتها المفضلة ... لعبة النار التي قد تنقلب ضدها في أي وقت وحين ...