العلم : رشيد زمهوط أكد الدكتور محمد السروتي مسؤول الأنشطة العلمية بمركز الدراسات و البحوث الانسانية و الاجتماعية بوجدة وجود اعتراف رسمي بوجود حركات تنصيرية تنشط بكثافة وعزم فوق التراب المغربي في غياب إحصائيات مدققة حول المد التنصيري بالمغرب و تضارب الأرقام المقدمة عنه أو على الأقل انعدام معطيات من شأنها تنوير الرأي العام حول واقع الظاهرة و تداعياتها بالمجتمع المغربي . واستدل الأستاذ الباحث الذي حصل الأسبوع الماضي بجامعة محمد الأول على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا عن رسالته المعنونة ب " دراسة ظاهرة التنصير في المغرب:حقائق ووثائق" لتأكيد المنحى المقلق للغزو التنصيري بالمغرب الى مراسلة صادرة قبل سنة عن الكتابة العامة للمجلس العلمي الأعلى تدعو المجالس المحلية الى تكثيف أنشطتها لملاحقة ما وصفته الوثيقة الرسمية ب"الشبهات التبشيرية " في ضوء توصل العديد من المواطنين بمختلف جهات المملكة برسائل صادرة من البيضاء عن جهة كنيسية تطلق على نفسها " صوت الاختيار " تدعو المغاربة الى اعتناق المسيحية وتضع بين أيديهم عناوينها للاتصال و التواصل . وبجمع شتات ما توفر من دراسات و تقارير يخلص الدكتور السروتي في حوار خص به «العلم »تنشره قريبا عن تقديرات تتحدث عن حوالي 900 منصر أوروبي 500 منهم يوجدون بشكل دائم بالمغرب، و5 قساوسة من البروتستانت مسجلين رسميا في الكنيسة الإنجيلية..في حين تفيد التقديرات الجزافية أن زهاء سبعة آلاف شخص غيروا دينهم في المغرب ثلثهم في الدارالبيضاء لوحدها، و تشير تقارير أخرى إلى أكثر من30 ألف مغربي منصر، وتحدث البعض عن أن مصالح مديرية الاستعلامات العامة التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني رصدت حوالي 45 ألف مغربي متنصر . وقد قامت مصالح وزارة الداخلية أول أمس الأحد بإبعاد خمسة مبشرين خارج التراب الوطني, بعد أن قدموا من الخارج. وتم إيقافهم خلال عقدهم اجتماعا للتبشير كان يحضره مواطنون مغاربة ، وكانت مصالح الأمن قد فككت قبل سنتين بمدينة أكادير"خلية تنصيرية" تعمل وسط المسلمين ، و أفادت التحريات و التحقيقات ارتباط الخلية بجهات أجنبية تشجع على تحويل المغاربة من الإسلام إلى النصرانية ، مستغلة في ذلك أوضاعهم المعيشية،ورغبة بعض الشباب في الهجرة نحو الخارج ، و في نفس الفترة كشفت جريدة « العلم » إطلاق موقع إلكتروني جديد للتنصير في المغرب، يعتمد على اللهجة العامية في مخاطبة المسلمين . و كانت صحيفة " جورنال كريتيان " الفرنسية قد خصصت سلسلة من المقالات للوضع التنصيري بالمغرب وخلصت إلى أن هذا البلد يشهد غزوا تنصير يا سريا يشتغل في الهامش ويستقطب عددا من المسلمين نحو النصرانية البروتستانتية ذات المذهب الإنجيلي. و نقلت ذات الصحيفة عن القس جون ليك بلان قوله إن المنصرين في المغرب الذين يعدون بحوالي 500، ينقسمون إلى أربعة أصناف، منهم من يعمل بشكل منفرد ويختص في تنظيم مخيمات صيفية للشباب، ومنهم من يخفي مهمته التنصيرية السرية ويستتر وراء صفات مهنية كأساتذة لغات أو إعلاميات بالمغرب بدافع الحصول على بطاقة الإقامة والتغطية على نشاطهم الحقيقي، في حين أن مصنفين ضمن فئة أخرى، وهم قلة، يرتبطون بكنيسة ما ويعتبرون من كهنة التبشير الذين يشتغلون بصفة موظفين للكنيسة.