بعد تجوال طويل ومريح في كل من تونس والعديد من الدول الأمريكو لاتينية وعلى رأسها المكسيك، منتحلا صفة ابن رئيس للكود ديفوار سابق. حلّ «كوسي منان» يوم 2007/11/13 بالمغرب، آملا أن يعيش، بصفته المزورة (نجلا لرئيس الكوت ديفوار) و يجعل من صفته التي سبق وأن انتحلها بكل الدول التي زارها صمام أمان ومبعث ثقة من قبل كل الذين سيقابلهم وسيحاول أن ينفذ عليهم خططه الإجرامية.غير أن السحر انطلى على الساحر ولم يجد مخرجا من الورطة التي وضع نفسه فيها بعدما تم إحكام القبض عليه من طرف رجال الأمن الذين تم إخطارهم بنوايا المزور الدولي من طرف رجل أمن غادر سلك الشرطة لمدة واشترى ضيعة بمدينة بنسليمان خصصها لمشروعه المتمثل في تنشئة وتربية وتدريب الكلاب وبيعها، وبغية إشهار تجارته أنشأ لنفسه بريدا إلكترونيا «EMAIL» كمنطلق لربط الاتصال به، وفعلا، وكالعادة جاء اتصال عبر بريده من شخص اختار لنفسه من الأسماء «كوسي منان» وأبدى رغبته في شراء 10 كلاب مدربة كصفقة أولى، بعد هذا الاتصال الأولي، عبر البريد الالكتروني تم ربط الاتصال عبر الهاتف، تمخض عنه عقد موعد بين الرجلين، بمحطة القطار في مدينة المحمدية. وبالفعل حصل اللقاءبين الطرفين ، وتم الانتقال إلى أحد المقهي بالمدينة هناك ادعى «كوسي» أنه يرغب في شراء 10 كلاب ليتفق الاثنان على سعر عشرة آلاف درهم لكل كلب، و اقترح كوسي دفع المبلغ الإجمالي بالدولار أو الأورو على اعتبار أنه يملك ثروة هائلة منها، جلبها معه بشكل سري من كوت ديفوار التي كان يحكمها والده في وقت سابق قبل تنحيته، وقد ادعى أنه اضطر لتهريبها بعدما أخفى معالمها بطلاء أسود، ما إن يمرر عليها مادة خاصة جدا حتى ينجلي الطلاء الأسود، وفعلا قام بتجربة هذه العملية أمام صلاح الدين «ع» الذي لم يبد تحمسه رغم ما شاهده بعينه، ولطمأنته أكثر، صاحبه إلى وكالة لتحويل العملة حيث قام بصرف الورقة النقدية موضوع التجربة من قيمة عشرين أورو إلى ما يقابلها بالعملة المغربية... وبعد كل هذا، تواعد الشخصان على لقاء بعضهما في موعد آخر بمدينة ببنسليمان لإجراء الصفقة . ورغم ما يظهر على الجاني من ورع، ونعمة وأناقة... إلا أن الشك ظل يساور خاطر الشرطي السابق صلاح الدين والذي أخبر رجال الأمن بتفاصيل ما جرى وما كان من رجال الأمن إلا أن ينصبوا له كمينا . حيث كان من المفترض أن يصل إلى محطة سيارات الأجرة على الساعة العاشرة صباحا من يوم الخميس 2008/8/7 ، وفعلا ومباشرة عند ترجله، ألقي عليه القبض واقتيد إلى مقر الأمن، ويوم الجمعة صباحا تم البحث معه من طرف الشرطة القضائية التابعة لأمن بنسليمان، حيث تم احتجاز مجموعة من الصور الفوتوغرافية الخاصة به في وضعيات مختلفة وأماكن مختلفة كما تم حجز جهاز رقمي به صور تؤرخ للياليه الحمراء بعدة دول... ما يدل على أن الموقوف لا يشتغل بمفرده بل هو عضو ضمن شبكة دولية. و هو الشئ الذي دعا السلطات الأمنية إلى مباشرة بحث معمق. وحسب مصدر عليم فإن الفرقة الوطنية التابعة للشرطة القضائية دخلت على الخط، فيما نفت جهات أمنية محلية ذلك. وقد حاولنا الاتصال بالشرطي السابق صلاح بعد تنقلنا إلى ضيعته الخاصة بتربية الكلاب قيل لنا أن هذا الأخير يسكن بمدينة المحمدية الشيء فتعذر علينا الأمر بعد أن كررنا العملية لمرات بغية معرفة التفاصيل التي جعلته يشك في أحد أبرز المزورين الدوليين لعملة الأورو والدولار .ويأمل مجموعة من المراقبين أن يقود البحث مع هذا العنصر الخطير إلى كشف عناصر أخرى تشتغل على هذا الصنف من النصب والاحتيال والتزوير بالمغرب وكذا بالدول الأجنبية .وحسب أحد الأمنيين فإن البحث مع المتهم سيرتكز على معرفة المكان الذي خبئت به الأموال المزورة وكذا إرشاد المحققين إلى الفيلا المخصصة لعملية التزوير بالمحمدية أو الرباط. بنسليمان : السعيد بنلباه