ع. أبوفيصل ... تنطلق اليوم من مدينة الجديدة الدورة الثانية والعشرون من طواف المغرب بأولى مراحله التي ستربط عاصمة دكالة بعاصمة السردين اسفي على مسافة 156 كلم ، فيما ستكون قافلة الطواف غدا على موعد مع المرحلة الثانية بين اسفي ومدينة موغادور الصويرة على مسافة 130 كلم ، ثم بعد غد السبت المرحلة الثالثة التي ستربط مدينتي الصويرة وأكادير على مسافة 170 كلم ...وهي أطول مرحلة من مراحل طواف هذه السنة العشر. ويعد طواف المغرب فرصة من أجمل الفرص لدى الدراجين المغاربة ال18 لكسب بعض النقط التي بامكانها أن تؤهلهم لمختلف التظاهرات الدولية الكبرى في مقدمتها الألعاب الأولمبية 2012 بلندن وألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة بمدينة بيسكرا الايطالية ، وكذا الى بطولة العالم القادمة ... بين الماضي والحاضر ظل طواف المغرب, مع توالي دوراته, مصدر افتخار المغاربة منذ عهد الرواد: أحمد بن أحمد المعروف بالحاج بهلول مؤسس فرع الدراجات للوداد البيضاوي، والجامعة الملكية المغربية الذي ودعنا الى دار البقاء يوم الجمعة الماضي وكان من بين الذين سهروا على تهيئ الطواف الحالي دون أن يمهله القدر لأن يكون رحمه الله اليوم في خط الانطلاقة، وهو الذي يعتبر الأب الروحي وأحد مؤسسي هذا الطواف ،،، ثم إدريس بنعبد السلام ومحمد بنبوعزة وصالح بنعمر والميلودي بن بوزيان ومحمد الكرش وعبد الله قدور وبلقاضي, وفاروق ومصطفى النجاري ومصطفى أفندي ومحمد الرحيلي وابراهيم بنبيلة، والجيل الحالي الذي يتقدمه عادل جلول ومحمد الركراكي الذي يجاول بكل ما أوتي من أجل بصم بصمته في تاريخ الدراجة المغربية من خلال النتائج التي حصلها ويحصلها في مختلف الطوافات والتظاهرات وبالتالي الابقاء على تصنيف طواف المغرب ضمن أفضل الطوافات في القارة الافريقية من قبل الإتحاد الدولي لسباق الدراجات .والذي كانت انطلاقته الرسمية سنة1937 قبل أن يتواصل بعد الإستقلال سنة1959, أي مباشرة بعد تأسيس الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات، مع الإشارة إلى أن الدراج محمد الكورش كان المتسابق العربي والإفريقي الوحيد الذي كسر هيمنة الدراجين الأوربيين على طواف المغرب, بعدما فاز به ثلاث مرات, سنوات1960 و1964 و1965 . وأكيد أن الجيل الجديد من الدراجين المغاربة, الذي يشرف على تأطيره نخبة من الرواد, تحدوه رغبة أكيدة في رد الاعتبار للدراجة المغربية, وبدل عطاء أوفر للسير على نهج الأجيال السابقة التي رسمت طريق المجد لهذه الرياضة التي ظلت راسخة في الذاكرة الشعبية على مر السنين والعقود. من مازكان المهدومة الى عاصمة السردين تعد مدينة الجديدة التي سينطلق منها اليوم طواف المغرب في دورته 22 من أجمل المدن الساحلية، ذلك أن موقعها الجغرافي على المحيط الأطلسي واعتدال مناخها وشواطئها الخلابة جعلها مركزا للاصطياف ذا شهرة واسعة ، كما تتمتع المدينة بماثر تاريخية تعود الى القرن التاسع عشر، أبرزها المدينة البرتغالية والميناء. هذه المدينة حملت عدة أسماء، فالرومان أطلقوا عليها اسم روزيبيس، وفي القرن السادس عشراحتل البرتغاليون المنطقة لأهميتها الاستراتيجية وشيدوا بها سنة 1506 قلعة ومدينة سموها مازكان ،ولم يتمكن السلطان سيدي محمد بنعبد الله من تحريرها الا في سنة 1769 بعد حصار طويل .لكن البرتغاليين قاموا بتفجير عدة قنابل مع مغادرتها، فتهدمت معظم بناياتها، فظلت مهجورة وسميت المهدومة الى أن أمر السلطان مولاي عبد الرحمان بترميمها واعادة بنا~ها سنة 1832 وأطلق عليها بعد ذلك اسم الجديدو. أما مدينة آسفي فهي مدينة السمك والخزف والشواطىء الطبيعية وحاضرة الأطلس تقع مدينة آسفي على المحيط الأطلسي بين مدينتي الجديدةوالصويرة وتبعد عن مدينة الدارالبيضاء بحوالي 200 كلم، وعن مدينة مراكش بحوالي 160 كلم. وتعد من بين أعرق المدن المغربية التي تضم مجموعة من المآثر التاريخية والقلاع التي تشهد على تاريخها العريق. مدينة آسفي أو "أسف"، حسب أصلها البربري الذي يعني النهر أو منارة الضوء، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، فالى جانب معالمها التاريخية التي تشهد على تاريخها العريق الذي يعود الى العهد الفينيقي والى القرن الحادي عشر الميلادي، نجد بها عددا كبيرا من معامل تصبير السمك ومن ورشات تصنيع الخزف اللذين يمثلان عصبها الاقتصادي..