اعداد : ع. أبوفيصل ستكون قافلة طواف المغرب في دورته الثانية والعشرين التي انطلقت أمس من مدينة الجديدة في اتجاه مدينة اسفي ،حاملة اسم أحمد بن أحمد المعروف بالحاج بهلول مؤسس فرع الدراجات للوداد البيضاوي ، والجامعة الملكية المغربية الذي ودعنا الى دار البقاء يوم الجمعة الماضي وكان من بين الذين سهروا على تهيئ الطواف الحالي دون أن يمهله القدر لأن يكون رحمه الله في خط الانطلاق ... نقول ستكون القافلة اليوم على موعد مع المرحلة الثانية بين اسفي ومدينة موغادور الصويرة على مسافة 130 كلم ، ثم غدا الأحد مع المرحلة الثالثة التي ستربط مدينتي الصويرةوأكادير على مسافة 170 كلم ...وهي أطول مراحل طواف هذه السنة. بين موكادور وسانطاكروز دي أكير ومدينة الصويرة تشبه مثيلاتها من المدن المغربية العتيقة التي تزخر بمبانيها التاريخية كالأسوار ، حصن باب مراكش، صقالة الميناء والمدينة، باب البحر، مسجد بن يوسف، الكنيسة البرتغالية. وقد أكدت الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بجزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة وجود مرفأ تجاري فينيقي، إغريقي، روماني، وحسب المؤرخين العرب والأجانب فإن إسم موكادور هو الإسم القديم للصويرة القديمة أتى من الاسم الفينيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير. كان من بين مقتضيات أمن المغرب في مفهوم السلطان محمد الثالث تحصين الثغور والمدن الرئيسية الساحلية الشيء الذي جعله يكثر من بناء الأبراج والحصون. وتحقيقا لذلك أعطى اهتماما خاصا للمنهدس تيودوركورني Cournut Théodor المتخصص في بناء الحصون العسكرية بأفنيون Avignon وكلفه بوضع التصميم العام للمدينة. من الناحية الهندسية نلاحظ تأثيرات هندسية أوربية تظهر بالخصوص في الصقالة التي تم تشييدها على أنقاض الحصن البرتغالي، وتحصينها بالمدافع، كما عمل على تحصين المدينة بالأسوار المنيعة وجعلها تمتاز بشوارعها المنتظمة وطرازها المعماري الأندلسي الجداب الذي يذكر بمدينة فوبون Vauban . أما مدينة أكادير فجدورها الثقافية والتارخية مرتبطة ارتباطها وثيقا بعلاقاتها ونزاعاتها مع البلدان الأوروبية. أنشأ المعمر البرتغالي خلال السنوات 1500، بمدينة أكادير إحدى أول مستعمراته وسماها سانطاكروز دي أكير. وقد جلب البرتغاليون ربحا كبيرا من التجار المتوجهين إلى الشمال عبر فاس تم تومبوكتو عبر الطريق التجارية الصحراوية. كنتيجة لذلك، توحدت القبائل السوسية البربرية بأمر من الملك السعدي محمد المهدي المنحدر من عائلة ملكية بوادي درعة. كان هدف هذه القبائل البربرية هو إخلاء مدينة أكادير من المستعمر النصراني حيث ادى الهجوم القوي لهده القبائل إلى التراجع التام للبرتغاليين من الشواطئ المغربية. تمكنت مدينة أكادير من فرض نفسها كميناء مهم بفضل تصديرها للذهب والتوابل والصباغة وزيت الزيتون وكذا منتوجات من الخشب النادر. بالإضافة إلى ذلك، حصلت المدينة على فوائد هائلة خلال تصديرها لمواد معدنية إضافية كالرصاص والمغنيزيوم ومعادن خام أخرى. بعد أن خرج الفرنسيون من المغرب في الخمسينيات، هز مدينة أكادير زلزال هدم ا قسما كبيرا من التراث التاريخي للمدينة: بنايات، مساجد وكذا بنيات ثقافية هامة أخرى. حاليا، تقدم مدينة أكاديرمرافق غير محدودة و مختلفة للطبقة العليا والمتوسطة بالإضافة إلى عدد هائل من الأنشطة في الهواء الطلق.