* العلم: الرباط بعد أن صادقت قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا رسميا يوم الثلاثاء 31 يناير 2017 على عودة المغرب لعضويته بعد أكثر من ثلاثة عقود من انسحابه احتجاجا على قبول منظمة الاتحاد الإفريقي لعضوية جبهة "البوليساريو" الوهمية، رسم خبراء مغاربة خارطة طريق سجلوا من خلالها مجموعة المكاسب السياسية والاقتصادية عقب عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي. وقال سعيد الصديقي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي، إن انضمام المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي يمثل إنجازا دبلوماسيا مهما وتتويجا لجهد دبلوماسي دؤوب قامت به المملكة خلال العقد الأخير في القارة الإفريقية. واعتبر الصديقي أن حضور المغرب في المنظمة الإفريقية سيشكل منصة مهمة لتعزيز حضوره السياسي والاقتصادي في القارة الإفريقية، كما سيقدم إضافة هامة للدول الإفريقية لاسيما في مجال الاستثمار والتنمية، مسجلا أن هذا الانضمام سيشكل نهاية مرحلة وبداية أخرى جديدة فيما يخص علاقات المغرب في إفريقيا، وهي المرحلة الجديدة التي ستتسم بمعاركها الخاصة لاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وتوقع أستاذ العلاقات الدولية أن يؤجل المغرب طرح موضوع عضوية "الجمهورية الوهمية" في الاتحاد خلال الأمد القريب، موضحا أن هذا ما أوحى به خطاب جلالة الملك في الجلسة الختامية لمؤتمر قمة الاتحاد الأخيرة، مؤكدا أن المغرب سيركز على تعزيز حضوره السياسي والاقتصادي، وسينفتح أكثر على بلدان شرق وجنوب القارة. وحول اعتبار عضوية المغرب في الاتحاد الإفريقي اعترافا بالجبهة الوهمية، يوضح الصديقي أن انضمام المغرب للمنظمة الإفريقية المذكورة لا يعد اعترافا ضمنيا بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، لأن الاعتراف الضمني أو العملي ينبغي أن يتجسد في بعض الأعمال التي توحي بذلك مثل ربط العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان أو عقد اتفاقيات ثنائية معه ومساندته في الانضمام إلى منظمات دولية. وسجل الأستاذ الجامعي أن الانضمام إلى منظمة دولية أو معاهدة دولية جماعية أو المشاركة في مؤتمر متعدد الأطراف أو ربط اتصالات غير مباشرة وغير رسمية به أو حتى إصدار بيانات ضده فلا يعد في القانون الدولي اعترافا عمليا أو ضمنيا بهذا الكيان من طرف المغرب، معتبرا أن حالة المملكة مع جبهة "البوليساريو" في الاتحاد الإفريقي شبيهة بحالة الدول العربية والإسلامية التي لا تعترف بالكيان الصهيوني رغم عضويتهم في منظمات ومعاهدات دولية كثيرة. ومن جهته قال عبد الفتاح الفاتيحي الباحث والخبير الاستراتيجي في شؤون الصحراء والساحل أن المملكة حققت مكسبا سياسيا، من خلال تجاوز وضع الكرسي الفارغ بالاتحاد الإفريقي، ومكسبا اقتصاديا من خلال الدفاع عن استثماراته الكبيرة بالقارة داخل المنظمة وتفادي إصدار قوانين تعرقل ذلك. وأكد الفاتيحي أن المغرب سيعمل على توقيف القرارات الصادرة عن الاتحاد المتعلقة بقضية الصحراء، خصوصا أنها تعاكس موقفه في هذه القضية، كما ستعمل المملكة على أن يكون الاتحاد مساندا لها في الأممالمتحدة في إشرافها على هذا الملف. وأوضح الباحث في شؤون الساحل والصحراء أن المغرب ثاني مستثمر بالقارة الإفريقية، مسجلا أن المملكة من المتوقع أن تحتل المرتبة الأولى بعدما استثمرت بشكل كبير مؤخرا من خلال إنشاء أكبر معمل للأسمدة بإثيوبيا، وإطلاق مشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز مع نيجيريا، مرورا على 11 بلدا... وأضاف الفاتيحي أن عودة المغرب لمنظمة الاتحاد الإفريقي ستعمل على حماية كافة استثمارات المملكة بالقارة الإفريقية من خلال العمل على وقف إصدار تشريعات تعرقل هذه الاستثمارات، وإصدار أخرى لتفعيل اتفاقيات اقتصادية كثيرة وقعها مع دول إفريقية، معتبرا أن المغرب يسعى لتوسيع أكثر لاستثماراته بالقارة، خصوصا أنه وقع مؤخرا العديد من الاتفاقيات. عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي إنجاز دبلوماسي مهم ونهاية مرحلة وبداية أخرى.. هذه مكاسب عودة المغرب لمنظمة الاتحاد الإفريقي