منحت مؤسسة (دوتشي) الإيطالية جائزتها برسم سنة2009 للكاتب المغربي الطاهر بنجلون مناصفة مع الروائي الإسرائيلي ديفيد غروسمان, تكريما «»لجهودهما في نشر ثقافة وفكر السلام بالمنطقة»». وقالت المؤسسة إنها خصصت جائزتها هذه السنة لكل من الطاهر بنجلون وديفيد غروسمان, كشخصيتين معروفتين على الصعيد الثقافي العالمي بإيمانهما بضرورة إقامة حوار دائم بين شعبين قد يؤدي إلى تعايش سلمي بينهما جنبا إلى جنب,.تكريما «»لجهودهما في نشر ثقافة وفكر السلام بالمنطقة»». وأضافت المؤسسة أنه على الرغم من الظروف التي خلقتها الحرب الأخيرة في غزة, فإنها تؤمن بأن جهود البحث عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ستستمر. وتم تسليم بنجلون وغروسمان الجائزة خلال لقاء/مناقشة نظم نهاية الأسبوع الماضي بمقر بلدية روما, حضرته عدة شخصيات من عالم الفكر والإعلام وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالعاصمة الإيطالية. وقال الطاهر بنجلون في كلمة بالمناسبة إن المغرب بالرغم من موقعه على المحيط الأطلسي, وبعده عن منطقة الصراع بالشرق الأوسط , فإنه «»يتابع بتأثر»» ما يجري فيها. وذكر بنجلون بتعايش المسلمين واليهود في المغرب على مدى العصور, مبرزا موقف جلالة المغفور له محمد الخامس الرافض لقرار حكومة فيشي ترحيل اليهود المغاربة إلى معسكرات النازية. وعبر الكاتب المغربي, الفائز بجائزة «»غونكور»» الفرنسية, عن الأسف لعدم تمكن السياسيين من تمكين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني من العيش في سلام منذ1948 , مذكرا بالمآسي التي يكابدها الشعب الفلسطيني وبانسداد الأفق في وجه مساعي السلام. وأكد على ضرورة اضطلاع الكتاب والمفكرين بدورهم, مقترحا في هذا السياق إيلاء عناية خاصة لتلامذة المدارس لضمان التوصل إلى السلام في المستقبل. واعتبر الطاهر بنجلون أنه للتوصل إلى السلام, يجب التوجه إلى الأطفال «»لتعليمهم في اتجاه السلام. وقال إن «»تحقيق السلام على يد الكبار عاد مستحيلا لسيطرة الأحكام المسبقة عليهم , بينما ما زال بمقدور الصغار تفهم واستيعاب أية أفكار جديدة»». الجدير بالاشارة الى أن مؤسسة (دوتشي), التي تهتم بالمجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وإقامة روابط بين مختلف التيارات الفلسفية والدينية مع إيلاء أهمية خاصة للحوار بين الثقافات والديانات, تمنح جائزتها سنويا بتعاون مع معهد الدراسات السياسية الدولية. وتعمل المؤسسة على تشجيع كل المبادرات الرامية إلى تحقيق اللقاء والاتصال بين مثقفي وعلماء أوروبا وباقي جهات العالم, وبشكل خاص منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.