قررت فرنسا تكريم الثقافة المغربية وثقافة إسرائيل خلال معرض الكتاب الذي سيقام بباريس في المنتصف الأول من الشهر المقبل بمشاركة 39 كاتبا وشاعرا من خلال إعلانها عن رغبتها في تكريم الكاتب المغربي الكبير، الطاهر بنجلون وجعل إسرائيل ضيفة الشرف خلال هذه السنة بدل مصر، التي كان مقررا أن تكون هي ضيفة الشرف. وأعلنت مجموعة من الدول وعلى رأسها سوريا والأردن وفلسطين مقاطعة هذا المعرض احتجاجا على تكريم إسرائيل، في حين لم يصدر أي موقف مغربي حول المشاركة أو عدم المشاركة وإن كانت كل المؤشرات تدل على أن مجموعة من دور النشر المغربية ستشارك خلال هذا المعرض كما هو الأمر من خلال السنوات الماضية. "" ومن بين الدول التي أعلنت مقاطعتها للمعرض، الأردن حيث أعلنت "رابطة الكتاب الأردنيين" مقاطعتها المعرض احتجاجا على استضافة اسرائيل، وأوضحت في بيانها أن العام الستين لقيام "دولة إسرائيل"، هو نفسه "العام الستون لاغتصاب العصابات الصهيونية فلسطين، واقتلاع شعبها من أرضه والاستيلاء عليها، وتشريده تحت وقع المجازر المنظمة ليعيش في الشتات". ومن جهته، رفض شاعر اسرائيل بدوره المشاركة في هذا المعرض ويتعلق الأمر بأهارون شبتاي، الذي يعد من كبار الشعراء باللغة العبرية، الذي رفض المشاركة في "معرض باريس للكتاب قائلا: "لا أعتقد بأن دولة محتلة ترتكب يوميا المجازر بحق المدنيين، تستحق أن تدعى إلى المشاركة في نشاط ثقافي. فأفعالها وأعمالها الهمجية هي بحد ذاتها مناهضة للثقافة. بل إن دعوة إسرائيل للمشاركة تعني أن فرنسا ربما تدعم هذا الاحتلال وجرائمه. وأنا لا أريد أن أكون شاهد زور، ومشاركا فيه. وأوضح شبتاي مرارا أنه بنشاطه الشعري والسياسي، يحاول حماية إنسانيته" في ثقافة يرتفع منسوب العنصرية فيها يوما بعد آخر". وهو لا يتردد في إطلاق صفة "النازية" على جنرالات اسرائيل وساستها. ومن بين الكتاب الإسرائيليين المدعوين إلى معرض باريس وتورينو للكتاب، إضافة إلى غروسمان وعوز ويهوشفاع، روني سوميك وآرون شبتاي وإيلي أمير ووالونا كيمحي وبوريس زيدمان. يذكر أن الكاتب المغربي الطاهر بنجلون كان قد حظي بتكريم رسمي أخيرا بقصر الإليزيه من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي وشحه بوسام الشرف من درجة ضابط تقديرا لمنجزاته الإبداعية. وكان الكاتب المغربي قد وشح عام 1988 بوسام الشرف من درجة فارس من قبل الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران. وأصدر الطاهر بنجلون أخيرا رواية جديدة تحمل عنوان "عن أمي " عن دار "غاليمار" للنشر بفرنسا.