سيتم خلال شهر يوليوز المقبل, إطلاق أشغال إنجاز محطة لتصفية المياه العادمة بفاس, وهو مشروع بيئي سجل بعض التأخر للخروج إلى حيز الوجود بسبب صعوبات في التمويل. وسيكون هذا المشروع, الذي يتطلب استثمارات بقيمة 700 مليون درهم, جاهزا في 2010 , وذلك بموجب قرضين تم الحصول عليهما مؤخرا من مؤسسات مالية أجنبية. وستمكن هذه المحطة, التي تقع شرق المدينة, من معالجة مجموع المياه العادمة الناتجة عن النفايات السائلة المنزلية والصناعية التي يصل حجمها إلى100 ألف متر مكعب يوميا, أي ما يعادل نسبة40 في المائة من الحجم الاجمالي للتلوث بحوض سبو, لتمكن بذلك من ضمان قذف المياه العادمة في فضاء خاص, وذلك بعد خضوعها لمعالجة تراعي المتطلبات البيئية, وكذا تحسين الأوضاع الصحية للساكنة وسقي المساحات الزراعية وتربية الماشية والحفاظ على الفرشاة المائية. وحسب الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بفاس, فإن حوض سبو, الذي تقطنه ستة ملايين نسمة ويمتد على مساحة40 ألف كلم مربع, ويزخر بثروة مائية هامة تشكل نسبة30 في المائة من المؤهلات الوطنية من المياه السطحية و20 في المائة من المياه الجوفية, يعد واحدا من بين الأحواض الأكثر أهمية, ولكنه يعد أيضا الأكثر تلوثا على الصعيد الوطني. وأوضح المصدر ذاته أن جودة مياه الحوض, وبعد أن تفذف فيها المياه العادمة لمدينة فاس, تصبح غير قابلة للاستعمال, وهو الوضع الذي تترتب عنه انعكاسات وخيمة على هذا الحوض, وبالأساس, على ظروف الري والصحة العامة وشروط جعل الماء صالحا للشرب وكذا على الأوضاع السوسيو-اقتصادية للجهة. وتتسبب فاس, أهم مدينة على صعيد حوض سبو, وبعدد ساكنيها البالغ مليون نسمة وحظيرتها الصناعية المتنوعة, في تلوث كبير يلحق العديد من الأضرار باقتصاد الجهة. وحسب دراسة أنجزتها وكالة التنمية الفرنسية, فإن الخسائر الاقتصادية السنوية الناجمة عن هذا التلوث, تفوق200 مليون درهم. وبهذا الصدد, أدرجت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بفاس إزالة التلوث بحوض سبو ضمن أولوياتها, وذلك من خلال إقامة محطة لتصفية المياه العادمة بفاس. وتعد هذه المحطة, التي تندرج في إطار المشروع الكبير المندمج لإزالة التلوث بحوض سبو, المشروع البيئي الأهم من نوعه على الصعيدين الجهوي والوطني. وستساهم هذه المحطة, التي ستمكن من الرفع من جودة مياه حوض سبو, أيضا في وضع حد للانقطاعات المتكررة التي تعرفها محطتا معالجة المياه الصالحة للشرب بقريتي بامحمد ومكانسة. كما سيمكن تشغيل هذه المحطة الضخمة, من الحد من التلوث بنسبة تصل إلى85 في المائة. وستستجيب المياه التي خضعت للتصفية, للمعايير الوطنية للمقذوفات, كما ستتحسن جودة مياه حوض سبو, وبالتالي يمكن إعادة استعمالها في مجال السقي, كما ستمكن من جعل الماء صالحا للشرب في ظروف أفضل. ومن جهة أخرى, تتوفر المحطة على خاصية بيئية هامة, على اعتبار أنها ستحتضن وحدة لتوليد الطاقة الكهربائية انطلاقا من (البيوغاز) , مما سيحول دون انبعاث البيوغاز (الغاز المتسبب في الاحتباس الحراري) في الجو, وبالتالي ستجعل المشروع مؤهلا للاستفادة من آلية التنمية النظيفة, في إطار بروتوكول كيوتو للتقليص من الغازات الدفيئة. وسيتم استخدام الطاقة الكهربائية المحصل عليها انطلاقا من وحدة التوليد هذه, على الخصوص, في تلبية الحاجيات الكهربائية للمحطة بنسبة تناهز50 في المائة.