تطوان : التهامي بورخيص في إطار الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولي لسينما بلدان البحر المتوسط تم القيام بالعديد من اللقاءات مع الفنانين ، وكان أحد هذه اللقاءات مع الممثل محمود حميدة الذي حضر لأول مرة في لقاء صحفي ليتحدث عن علاقته بالمخرج الراحل يوسف شاهين وقضايا أخرى تتعلق بالسينما المصرية والعربية . اغتنمنا هذه الفرصة فكان هذا الحوار في نظركم ,ما سبب تراجع السينما المصرية ، وخصوصا في العقدين الأخيرين ؟ > السبب في نظري الخاص هو غياب قانون ينظم هذه الصناعة مثل باقي الصناعات الأخرى كالصلب والنسيج إلخ ..الصناعات تدهورت كلها بمصر وبدأت تستعير الأشكال الصناعية والنماذج من الخارج، هذا التدهور في نظري سببه غياب قانون, مما يعطي بالضرورة عدم التطور ، إننا فقط اشتغلنا في أوراش استقطبت الأطر من ايطاليا واليونان وفرنسا ،ومنها تعلم العديد من المصريين هذه الأوراش ، والورشة تغيب فيها الحرفية ، لأنها تغيب فيها المنهجية في التعليم ، فهي مثل صبي يتعلم الميكانيك في كراج بحي شعبي ، مما ترتب عنه غياب الرؤية الواضحة للمستقبل ، لنبقى نصنع توليفة عشوائية تحددها فقط الظرفية . كيف تقيم مؤخرا ظاهرة الهجوم على بعض الأفلام المصرية والعربية بحجة خدش الحياء الجماعي؟ > ما معنى أن لا أعمل في مشاهد بعينها ، وما علاقة التمثيل بالأمر، هناك خلط ، كيف لا يستطيع بطل سينمائي أن يلامس امرأة؟و لماذا يشبهونه بالزاني ؟ بل ماذا عن القتل ؟ ففي كل دقيقة نشاهد قتل ملايين الناس ، وفي كل لقطة سينمائية تندثر شعوب بأكملها ، أليس القتل محرما أيضا ، ألا يمكن أن ننظر إلى الأمر كونه مجرد لعبة ، إننا نمثل ونصنع شخصيات خيالية بطموحاتها ورغباتها ، و و هذا المنع أعتبره منعا لكل أشكال التخيل والخيال ، وللأسف يأتي هذا تحت شعار العفاف والطهارة والتقوى ، و لا ريب فقد ورثنا كل هذا من زمان سحيق ، لأن كافة الفنون عندنا محتقرة ، يجب أن نحترم العمل ، لأنه الحقيقة الوحيدة وهو أيضا الطريق نحو الله، الفعل والعمل هو القيمة المضافة وهو الواقع. كنت من بين المؤسسين لمجلة الفن السابع ، لماذا توقفت عن الصدور ؟ > مجلة الفن السابع كانت من اقتراح مجموعة من المهتمين الأصدقاء , و الهدف منها هو إدخال الموقف العقلي في الصناعة الإعلامية ، وبالفعل تحملت فيها المسؤولية لأربع سنوات ، وساهمت من جيبي بكافة المصاريف ، وكلما طبعنا أكثر تزداد التكاليف ونخسر أكثر ، كما أن المجلة توقفت بقرار سياسي ، لأننا أخذنا الترخيص من قبرص وكانت تطبع هناك ، لأن الترخيص لمجلة بمصر مكلف جدا ، وقد منعت كل التراخيص المأخوذة من خارج مصر . هل يكفي الإبداع وحده لأن تكون أكثر شهرة ، والنموذج هنا يوسف شاهين، فلولا دعم فرنسا لما كان اسم شاهين بهذه الشهرة ؟ > من يوسف شاهين تعلمت كيفية البحث عن التمويل لتصوير أفلامي من غير بلدي الأم ، لأنه في مصر لا يوجد قانون ينظم هذه المهنة وبالمقابل فانا أريد أن أكون مشهورا ، فيوسف كانت له علاقات كبيرة بفرنسا وبشخصيات مهمة واتصالات كثيرة ، بمعنى لابد من هذه العلاقات ، وأراها مسألة أقدار شخصية ، فمثلا المخرج الجزائري لخضر لحنينة العربي الوحيد الذي حصل على جائزة ب (كان) ولا أحد يعرفه ، ويوسف شاهين بنفسه يحكي أنه كان يحمل أفلامه على كتفيه ويستجدي الموزعين بفرنسا كي تعرض, وكانوا يرفضونها ، وهو نفسه قابل الرئيس الفرنسي ،هنا العلاقات مهمة والإبداع أهم. لماذاغاب محمودحميدة عن الظهوربالشاشة الصغيرة ؟ > قبل السينما مثلت في خمس مسلسلات ، وبعد أن ولجت السينما لم يعد لدي الوقت الكافي لأشتغل بالتلفزيون ، فقد مثلت في ثلاث سنوات 28فيلما ، كما أني بدأت أدرس السينما أكاديميا ، وقلت لن أذهب إلى أي مكان آخر ، بمعنى سأتوجه نحو السينما وقررت عدم الذهاب إلى التلفزيون؟ لماذا في نظرك لا يتقبل الجمهور المصري الأفلام المغاربية ؟ - الجمهور المصري لا يتقبل الأفلام المغاربية ، بدعوى أنه لا يفهم اللغة الدارجة ، والفيلم المصري دائما ,أي الفيلم العربي عندنا بمصر يقولون عنه رديء، فما بالك بالفيلم المغربي أو التونسي ، لذا فأنا أود أن تكون هناك زيارات متبادلة بين هذه الدول وتعليم الأجيال القادمة على التواصل بخلق قاعات سينمائية بمصر تعرض فقط الأفلام المغاربية ، من هنا يمكن أن تتحقق إمكانية تقبل الأفلام غير المصرية .