ذكر الممثل المصري محمود حميدة أنه «غير متفق» مع ظاهرة الفنانات المحجبات «اللائي يردن العيش في سلام باقي أيام العمر متعبدات وقانتات»، لكون الملامسة أو تبادل القبل في الأفلام هي بالنسبة إليه مجرد «لعبة». وتساءل حميدة عن مدى علاقة التمثيل بهذا الأمر. «ليس له علاقة في الواقع، بل هناك خلط في المفاهيم عند هؤلاء» يقول الممثل المصري. واستغرب الفنان محمود حميدة اشتراط بعضهن «عدم الملامسة في أفلامه»، موضحا أنه سبق له أن أعلن «أنه لن يعمل حتى يموت مع أي شخص، سواء كان رجلا أو امرأة، يرفض العمل قبل أن يؤدي مشاهد بعينها تحت أي دعوى من الدعاوى.. إنه خلط كبير جدا». تصريحات الفنان المصري جاءت خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس على هامش مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية المنظم في دورته ال15. وأوضح محمود حميدة في حديثه «أن كافة الفنون محتقرة حتى من أنفسنا»، مشيرا إلى أنه اكتشف ذلك من خلال نفسه شخصيا. وأجاب محمود حميدة في رده على سؤال أنه «لم يفكر أبدا أن يكون مخرجا سينمائيا أو أن يسيطر على عمل إبداعي متعدد الأطراف»، كما أشار إلى «غياب القانون في السينما المصرية»، مما يؤدي إلى عدم ضبط قواعد مهنة التمثيل في قطاع السينما المصرية برمته، لأنه، حسب قوله، لو كان هناك قانون لوجد استثمار قوي في قطاع السينما، موضحا ألا وجود للاستثمار، بل كل ما يوجد في مصر حاليا هو «عشوائيات» لا غير. من جهتها، أشادت المخرجة الإسبانية أسوثينا رودريغيث بوميدا، عضو لجنة التحكيم في المهرجان، بنوعية الأفلام المعروضة والمرشحة للفوز بالجائزة الكبرى، مشيرة إلى أنها أفلام «مهمة للغاية وتعكس تطور سينما منطقة البحر الأبيض المتوسط». وأضافت المخرجة الإسبانية أن برنامج المهرجان «مثير للاهتمام»، كما أنه يقدم للجمهور والمتخصصين فرصة لرصد تطوير إنتاج الأفلام في المنطقة وتبادل وجهات النظر حول كيفية النهوض بهذه الصناعة. واعتبرت أسوثينا أن هذا الحدث السنوي له مكان مميز بين مهرجانات المنطقة، نظرا لنوعية الأفلام المقدمة، وعدد البلدان المشاركة والأنشطة الثقافية، والأفلام المقررة طوال ثمانية أيام. واعتبرت عضو لجنة التحكيم أن هذا المهرجان عرف تغييرا «مذهلا» حسب قولها، ووضع على الطريق الصحيح ليصبح لقاء «مهما لمتابعة أفلام منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم. كما رحبت بالتقدم الذي أحرزه المغرب في الفن السابع خلال السنوات الأخيرة، وأعربت عن رغبتها في رؤية المزيد من الأفلام المغربية في العديد من المهرجانات الوطنية. وبخصوص احتفاء مهرجان تطوان بالسينما الإسبانية من خلال عرض 10 من أفضل الأفلام، اعتبرت المخرجة أن ذاك يعتبر «رسالة نبيلة ومبادرة مهمة من جانب منظمي المهرجان»، حيث يعكس «متانة الصداقة» والعلاقات بين المغرب وإسبانيا. وتحظى السينما الإسبانية بالتفاتة خاصة من طرف منظمي المهرجان حيث سيتم من خلال ذاكرتها استعادة أفضل الأفلام التي أنجزت طيلة العقود الخمسة الأخيرة، وهو ما يعتبر في حد ذاته تكريما لها، كما سيتم خلال الدورة تكريم الراحلين المخرج المصري يوسف شاهين، باعتباره أحد رموز السينما العالمية، والممثل المغربي المقتدر حسن الصقلي. وسيخصص المهرجان جزءا من برنامجه لعرض الأفلام التي لم يسبق عرضها، وذلك في إطار العروض الخاصة، وكذا في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين للجزء الموازي من «مهرجان كان» والمعروف باسم «خمسة عشر يوما للمخرجين».