طيب محجوب (ا ف ب) يسعى القادة العرب ، الذين يعقدون قمتهم السنوية العادية ، اليوم الاثنين في الدوحة ، الى الظهور بموقف موحد بعد الخلافات المضنية التي عصفت بهم, وذلك من اجل تفعيل طرحهم لمبادرة السلام العربية في وجه صعود اليمين المتشدد في اسرائيل، وفي ظل النفوذ المتنامي لايران. واكد الامين العام لجامعة الدول العربية ، عمرو موسى، على ضرورة استثمار القمة لحل الخلافات العربية ، وعدم اضاعة المزيد من الوقت, ""لأنه كلما زاد الوقت, زادت هوة الخلافات"". وقال في مؤتمر صحافي في الدوحة ، ردا على سؤال حول ما اذا كانت قمة الدوحة, ستكون قمة الفرصة الأخيرة أمام حل الخلافات العربية, ""دعونا نتأمل خيرا, ولا نتأبط شرا, وننتظر أن تحقق قمة الدوحة شيئا مهما في إطار المصالحة العربية, وأن يكون للكل فيها سهم"". ولتحفيز هذه المصالحة, استضاف العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز ، في الحادي عشر من مارس، قمة مصغرة ، ضمت قادة مصر وسوريا والكويت والسعودية, في ثاني لقاء من نوعه بعد اجتماع عقد على هامش القمة العربية الاقتصادية التي استضافتها الكويت، في يناير الماضي. وسمح اللقاءان بعودة الاتصالات بين الرياضوالقاهرة من جهة ، وبين سوريا من جهة, وذلك منذ الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة التي اشتدت على وقعها حدة الانقسامات العربية. وبينما تدعم السعودية ومصر، الرئيس الفلسطيني محمود عباس, تدعم سوريا, وكذلك قطر, حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وبموازاة ذلك, عاودت حركتا حماس وفتح ، التي يتزعمها محمود عباس, محادثاتهما في القاهرة من ا جل تشكيل حكومة وحدة وطنية. الا ان هذه المحادثات اجلت الى الاول من ابريل, بينما كان من المتوقع ان تصل المحادثات الى نتائج ولو اولية قبل قمة الدوحة. واعتبر العاهل السعودي ، في خطاب القاه امام مجلس الشورى في المملكة ، قبل ايام، ان الخلافات بين الفلسطينيين اخطر من ""العدوان"" الاسرائيلي. وفي هذا السياق, ذكر رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السعودية ، جمال خاشقجي ، لوكالة فرانس برس، ان ""المفاوضات بين الفلسطينيين, برعاية مصر, ستاخذ وقتها"". واعتبر ايضا ان ""التدخلات السورية والايرانية (في الشؤون الفلسطينية) قد توقفت""، مشيرا الى ان ""حماس تدافع (حاليا) عن مصالحها الخاصة"". واضاف خاشقجي ، التي تعد اراؤه قريبة من الموقف الرسمي السعودي ، انه ""ليس هناك فيتو عربي ضد حماس, فحماس حركة يجب ادخالها في عملية السلام في الشرق الاوسط والتي وافقت عليها جميع الدول العربية"". وفي الجهة المقابلة ، تسود لهجة تصالحية ايضا. وقال وزير الخارجية السوري ، وليد المعلم ، في مقابلة مع قناة الجزيرة ، ""بدون شك سيكون للمصالحة السورية السعودية انعكاسات ايجابية من واقع وزن البلدين في العمل العربي المشترك وعزمهما على ممارسة سياسات ومواقف من شانها تعزيز الاستقرار والامن في المنطقة"". وعن المبادرة العربية للسلام, قال المعلم ""هذه المبادرة على الطاولة ، لكن تفعيلها يحتاج الى قبول اسرائيل بها ويحتاج الى الالتزام بمتطلباتها"". وتدعو المبادرة العربية للسلام ، التي هي في الاساس سعودية, الى سلام عربي شامل مع اسرائيل مقابل انسحاب الدولة العبرية من جميع الاراضي العربية ، واقامة دولة فلسطينية ، عاصمتها القدسالشرقية ، والتوصل الى حل عادل وتفاوضي لمسالة اللاجئين الفلسطينيين. الا ان توجهات العرب السلمية تصبح اكثر تعقيدا مع وصول زعيم حزب الليكود ، بنيامين نتانياهو، الذي يعد من الصقور الى السلطة في اسرائيل, فهو يعارض قيام دولة فلسطينية مستقلة. كما من المتوقع ان يخيم طيف ايران الشيعية على القمة, خصوصا ان شكوك الدول العربية ذات الغالبية السنية حيال النفوذ الايراني المنطقة ، تبدو في تزايد, لاسيما من جهة السعودية ومصر. وفي الملف السوداني, تلقي امكانية حضور الرئيس السوداني عمر البشير بثقلها على القمة ، مع العلم ان منظمي القمة اكدوا توجيه دعوة للبشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية على خلفية النزاع في دارفور. واعلن بن حلي ، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، في هذا السياق انه ""سيكون هناك قرار خاص فيما يتعلق بمذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير"". من ناحيتها ، نقلت وكالة الانباء القطرية عن مساعد وزير الخارجية القطري ، سيف مقدم البوعينين، قوله ان ""هناك مشروع قرار يبحثه الاجتماع حول قرار المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس البشير يؤكد الدعم العربي للسودان"". واضاف ان القرار ""سيعرب عن الاسف لعدم تمكن مجلس الامن من استخدام المادة 16 من ميثاق محكمة الجنايات الدولية التي تسمح للمجلس بتأجيل قرارات المحكمة لمدة عام في حال الضرورة (..) مع تأكيد القرار على حصانة رؤساء الدول"".