طنجة: ع. الشعباوي أصبحت العديد من المناطق التي كانت تعتبر مراكز لتجمع المهاجرين المغاربة بمنطقة كاطالونياباسبانيا، شبه خالية من اليد العاملة المغربية، حيث تم تعويضها بمهاجرين من دول أمريكا اللاتينية والصين.. كما أن جل المقاهي والمطاعم المغربية هناك، أغلقت أبوابها، وسلمت مفاتيحها للصينيين والأمريكلاتينيين.. وقد أثار هذا التغيير البشري والنوعي، استغراب المسؤولين والمواطنين العاديين الاسبان، الذين لم يكونوا يتوقعون هذه النتائج الصادمة، بفعل السياسة الانتقائية الموجهة أساسا ضد الوجود الكثيف للجالية المغربية دون غيرها. ومن النتائج السلبية لذلك، فقد أصبح خط الميترو رقم (1) الذي كان يقله المهاجرون المغاربة، خاليا تماما من الوجوه المغربية، كما عرفت هذه السنة، تغيب العديد من الأطفال المغاربة من متابعة الدراسة بسبب الهجرة الى المغرب، أو الى دول الاتحاد الأوروبي.. وتعتبر المناطق التي كانت فيها كثافة المغاربة بارزة وهي (سانطاكولوما) و (بادالونا) و (سان أندريا)، الأكثر تضررا، حيث أغلقت العديد من المقاهي والمطاعم ، وتوقفت كثير من المشاريع المغربية زيادة على رفض البلديات منح الترخيص للمغاربة لإقامة المشاريع كما تم اغلاق المساجد، ومنع الجمعيات المغربية من ممارسة أنشطتها، زيادة على اعتبار، هذه المناطق خطيرة في نظر السلطات الأمنية و الإعلام الحاقد..! ولتشويه صورة المغاربة هناك، وتبرير مغادرتهم من المراكز السالفة الذكر، أقدمت السلطات الاسبانية ومعها الجماعات العنصرية والاعلام الحاقد، على نشر دراسات (مخدومة!) تدعي فيها، بأن سبب غياب المهاجرين المغاربة، يعود لطابعهم (البدوي!) وتفضيلهم للبادية والجبال من المدينة.! وفي تعليق لكاتب فرع حزب الاستقلال بكاطالونيا ورئيس لجمعية التعايش والسلام بها الأخ يوسف بن رحمون، فإن أسباب هجرة المغاربة من اسبانيا، لاعلاقة لها بالازمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد، وانما تعود لظاهرة الاعتداءات المتكررة للشرطة الاسبانية على اختلاف أنواعها، والظلم الاداري، وغياب دور الجمعيات الاسبانية والمغربية وفعاليات المجتمع المدني المهتم بقضايا حقوق الانسان، وعدم اهتمام محامي الشعب بقضايا الحاملين للجنسية المغربية.. وهي الأسباب التي تدفع مغارب اسبانيا الى الرحيل والعودة الى أرض الوطن الحبيب، أو المغامرة من جديد، نحو بلدان الاتحاد الأوروبي.