تقدم الأستاذ امحمد الدويري رئيس مجلس جهة فاس، بولمان بكلمة في المؤتمر الدولي حول الاتحاد من أجل المتوسط المنظم بمدينة فاس أيام 4/5/6 يونيو 2000 ، تحت عنوان «أية شروط لأية آفاق». وقال الأستاذ الدويري بالمناسبة، إن المؤتمر تميز بالإضافة إلى حفاوة الاستقبال بتقريب وجهات النظر واتخاذ قرارات مهمة استعدادا لقمة باريس التي انعقدت يوم 13 يوليوز الجاري بهدف تحقيق مستقبل واعد لفائدة شعوب المنطقة. ونوه رئيس جهة فاس بولمان بالمواضيع التي شكلت المحاور الأساس لهذا المؤتمر والتي انصبت في مجملها حول السلام والحوار والتشارك، وعكست صورة مدينة فاس التاريخية، الثقافية ، والسياسية والتي تحتفل هذه السنة بمرور 1200 سنة على تأسيسها. وأكد أن الاتحاد من أجل المتوسط لا يمكنه التحقق فعليا إلا إذا تبلور على شكل مشاريع ملموسة، ذات مصلحة مشتركة، تستجيب لمتطلبات وانتظارات شعوب الضفتين، ولهذا من الواجب تعبئة الرأي العام وإشراك الخواص والمجتمع المدني. ويجب على دول المتوسط الاتحاد والعمل جنبا الى جنب من أجل حفظ تراثهم لتحقيق التكامل والانخراط في منظمة سياسية مشتركة، لأن لديهم مستقبلا متقاسما وبناء تضامنات ومشاريع معينة ومحددة يتعين تحقيقها. واعتبر السيد الدويري ميادين التدخلات متعددة ومن بين الأوليات، التربية، الصحة، البنيات التحتية، النقل، الطاقة وحماية البيئة. وأأكد فيما يخص المغرب أن هناك عدة إجراءات تم اتخاذها وعدة اتفاقيات موجودة مع الشركاء الأوروبيون، خاصة فيما يتعلق بجهة فاس بولمان هناك اتفاقية موقعة بحضور وزراء فرنسيين ومغاربة بمدينة الصخيرات يوم 28 يناير 2006، بين مؤسسة صوفيا أونتيبوليس بجهة نيس بفرنسا. وتهدف جهة فاس بولمان إلى إحداث مدينة تقنية «Technopole» سيت «فاس تيكنوفالي»، وهي من بين المشاريع التي يتعين على دول الشمال بأوروبا المساعدة على إنجازها لصالح دول الجنوب. وهذا المشروع هو عبارة عن مركز جامعي للبحث العلمي يُتخذ كقاعدة لما يسمى ب «اقتصاد المعرفة»، وتتوفر مدينة فاس على جميع الشروط الضرورية لاستقبال هذا المشروع، وسيرتكز أساسا على جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وجامعة مولاي اسماعيل بمكناس وجامعة الاخوين بإفران. وتندرج ضمن الأولويات في مخطط تصنيع جهة فاس بولمان القطاعات الثلاث وهي قطاع الطاقة الشمسية، علم الأحياء، وحماية البيئة. وفي نفس الإطار أعد مجلس جهة فاس بولمان دراسة، تضمنت مشاريع أخرى منها التفكير في خلق جامعة دولية كبرى أورو متوسطية، ستكون على شكل قطب امتياز، وستتوفر على أساتذة بارزين من أوروبا ومن الحوض المتوسطي وكذلك من باقي دول العالم، وستعمل على تلقين ما يمتلكونه من معرفة لفائدة النخب من الطلبة الواردين بدورهم من أوروبا والحوض المتوسطي وباقي القارات في مطلع هذا القرن. واعتبر الأستاذ الدويري المناقشات العديدة التي أغنت المؤتمر أرضية أساس لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط وهي التي ستغني الحوار السياسي الضروري الذي يجب أن يرافق تأسيس الاتحاد.