إلى زمن قريب كانت الفضاءات التجارية بالمدينة معلومة من خلال التخصص في الميادين التجارية بأسواق للمواد الغذائية الى أخرى للتوابل والعطور وثالثه لبيع الأواني واللوازم المنزلية وكذا قيساريات بيع الأثواب والحلي والأحذية وغير كل هذا من الحاجيات التي تهم الزبناء من السكان وزوار المدينة وكان هذا التنظيم المحكم يضفي رونقا على المدينة وفي ذات الوقت يمكن رواد هذه الفضاءات من التوجه إليها للتبضع بارتياح. إلا أن هذا النهج الذي كان معمولا به في إطار تنظيم الحرف تحول في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه التقليل من أهميته أمام الزحف الكبير لمحلات البيع عبر الترخيص اللا محدود لممارسة أي مهنة بالشارع الواحد أو الزقاق دون تميز بالعمل على التخصص والجائل بالمدينة يجد دكان جزار أو بائع الخضر والفواكه أو سفناج بجانب محل لبيع الحلي أو العطور أو الثوب أو مخبزة مما أفقد الكثير من المناطق التي اكتسحتها هذه الفوضى في الترخيص عبارة عن أسواق عشوائية يختلط بها الحابل بالنابل حتى لو كان تبرير هذا المشهد يعتبره البعض يدخل في خانة تقريب الحاجيات من السكان بحكم التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة التي تغيرت ملامح فضاءاتها التجارية بشكل غير مقبول بممارسة الأنشطة التجارية في أي مكان بها.