خلدت قبائل الجنوب الشرقي عامة والعطاوية ذكرى معركة بوكَافر الخالدة يومه السبت 28 فبراير الماضي التي انتصر فيها العطاويون على المستعمر الفرنسي الغاشم عام 1933، وكبدوه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ودامت معارك صاغرو ما يربو عن 45 يوما، أبدى فيها أبناء آيت عطا بسالة نادرة، ولم تستطع الآلة الاستعمارية إخضاعهم إلا باستعمال أخس الأساليب ونعني بها الحصار التام الذي ضربته على جبال بوكَافر من كل النواحي، مع القيام بتسميم المياه، والاعتداء على النساء، ونهب قطعان المواشي، واستعمال السلاح الجوي المكثف لقصف كهوف المجاهدين، والمغارات التي يختبئون فيها، وهو ما جعل هذه الكهوف تتحول إلى مقابر جماعية، مازالت شاهدة على وحشية الفرنسيين إلى يومنا هذا، بحيث يندهش زائرها إلى العدد الكبير من الجماجم والعظام التي مازال ركامها دليلا قاطعا على حب آيت عطا لهذا البلد، ودفاعهم المستميت عن حريته وكرامته. ويحتفل المجتمع المدني في منطقة ألنيف -التي تقع جنوب غرب مدينة الريصاني بنحو 90 كلم _ بذكرى هذا الحدث التاريخي الكبير في تاريخ المغرب الحديث، حيث تنظم جمعية بوكَافر عدة أنشطة فنية وثقافية، بحضور أساتذة باحثين، وفاعلين جمعويين من مختلف مناطق المغرب، ناهيك عن ضيوف أجانب أتوا من جزر الكناري، ومن الجزائر وخاصة من مدينة تيزي وزو ومن أبناء القبايل، مع نشطاء حقوقيين ينتمون لجمعيات المجتمع المدني، فضلا عن تغطية إعلامية هامة. وعادة ما تختتم جمعية بوكاَفر احتفالها بزيارة ميدانية إلى موقع المعركة بجبال بوكَافر. عبد الله ستيتيتو