مكناس: الخياطي الهاشمي أحيل على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمكناس يوم الثلاثاء صباحا، 9 أشخاص تربطهم قرابة عائلية ضمنهم أربع فتيات أخوات متهمات بالتعذيب والضرب والجرح المبرح الناتج عنه وفاة شقيقتهن بالإضافة إلى مشعوذ، كلهم قدموا في حالة اعتقال. ظروف وملابسات الجريمة تفيد المعطيات الأولى حول وقوع هذه الجريمة النكراء التي اقترفت في السابع والعشرين من فبراير الماضي، أن خمس أخوات عازبات يقطن بمنزل واحد بحي ويسلان بمكناس، إحداهن مصابة بداء الصرع، وُصفت حالتها بكثرة التشنجات، والنوبات، مما يدفعها إلى القيام بتصرفات غريبة، إلى أن تسقط أرضا مغشيا عليها، حسب إفادة تصريحات أفراد عائلتها. تتحمل الأسرة هذه المظاهر المقلقة، وبعد أن أعياها التطبيب وتجريب جميع أشكال التداوي بالأعشاب لجأت إلى الشعوذة محاولة صرف الجن وطرد الأرواح الشريرة من جسد البنت (ح.ع) (26 سنة) حسب زعم الأسرة، فعرفهم أحد أقاربهم على علال المشعوذ (70 سنة) يقطن بحي وجه عروس. وكشف التحقيق الأولي أن علال ارتأى أنه من الضروري أن يقوم بضرب الفتاة «المسكونة» بعد أن استنفد كافة طرق الشعوذة لإخراج الجن من جسدها - حسب اعتقاده- مستعملا مستحضرات ومستلزمات تنبعث رائحتها من موقد جمر. الحصيلة الفاجعة: أسلوب علال في علاج الهالكة لم يُجِد نفعا، فمارس عليها عنفا بواسطة الضرب الخفيف بداية الأمر، قبل أن يأمر أخواتها بتعنيفها للحد من هيجانها حسب قوله لكن الجميع دخل في عراك عنيف بموجبه فقد الفقيه السيطرة على الوضع، وانتابت الضحية غيبوبة أفزعت الجميع، فلاذ الفقيه بالفرار حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل. وكانت الحصيلة/ الفاجعة المتجلية في وفاة شقيقتهن متأثرة بجروح متفاوتة الخطورة على مختلف أطراف جسدها، بما في ذلك جرح غائر على مستوى رأسها. ومن الجانب الآخر بدا أثر العنف وضحا على الفتيات الأربع بمن فيهن أختهن (س. 23 سنة) التي نقلت إلى المستشفى جراء جرح أسفل عينها اليسرى. ٭ أطراف أخرى على خط النازلة: أثبتت التحريات التمهيدية التي قامت بها مفوضة الشرطة بويسلان أن خمس أظناء ذكور أقارب الهالكة هم كذلك متورطون في هذه القضية بصفة مباشرة أو غير مباشرة، فمنهم من هو متورط كشريك فاعل في جناية الضرب والجرح المفضي إلى الموت، والآخرون من أجل عدم التبليغ عن جناية وعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر، والسبب يعود في ذلك كله حسب تصريحات الأظناء أنهم لم يتمكنوا من مغادرة الغرفة التي كانت مغلقة بإحكام، ولم يتسن لهم فتح بابها إلا بعد فوات الأوان، الأمر الذي واجهوا به تهمة عدم تقديمهم المساعدة للهالكة. ٭ صاحب قناة الحقيقة مصدر المأساة استنادا إلى تصريحات أحد إخوة الضحية، الذي نسب أسباب تدهور حالة أخته تعود بالدرجة الأولى إلى وصفة عقاقير حصلت عليها من صاحب القناة التلفزية الحقيقة، وبعد تناولها أصبحت أخته ذات سلوك غير عادي مما جعلها تعاني من اضطرابات نفسية تفقدها السيطرة على أعصابها وتتصرف بعنف إلى حد إلحاق خسائر مادية داخل البيت. وقد تم حجز ألبسة نسوية من مسرح الجريمة عليها بقع دم، وأسلحة بيضاء وكتاب تنجيم، ومواد الصمغ والقطران، وأعشاب مختلفة، وبخور متنوعة و5 مجامر بالإضافة إلى قفل مكسر. وتم عرض بعض العينات من هذه المحجوزات على المختبر الطبي في انتظار ما ستؤول إليه نتائج التشريح الطبي التي ربما ستضيف للملف معطيات أخرى. بقي أن نشير إلى أن مصالح مفوضية الشرطة بويسلان قد قامت بمجهودات من أجل اعتقال جميع الأطراف المتهمة في هذه القضية.