كالعادة كل يوم سبت يوم راحة أذهب إلى المقهى للقاء أصدقائي خارج إطار العمل، التقيت في هذا اليوم الخاص الذي تحدث فيه أحداث هذه القصة بصديقي الكاتب وآخر مدير شركة، تبادلنا أطراف الحديث فيما يخص جميع الجوانب سواء السياسية الدولية والحياة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية ولم ننس أن نملأ حديثنا بالدعابات والنكت الطريفة رغبة في الترويح عن النفس ونسيان أسبوع كامل من الكد والعمل وبعث نفس جديد للعودة إلى العمل على أحسن حال، في هذه الأثناء جاء أحد أصدقائي كان جالسا في الجانب الآخر وطلب مني قلما لكي يدون شيئا مهما له، لم يكن معي القلم فطلبته من صديق الكاتب فأعطاني إياه، أخذه صديقي ونسي أن يعيده إلينا فانصرفنا ولم يأخذ الكاتب قلمه هنا تبدأ المشكلة، في الأسبوع المقبل التقيت بالكاتب في نفس المقهى استفسرت عن سبب عدم نشر ولو مقالة واحدة في هذا الأسبوع سواء في الجرائد الورقية والإلكترونية مع أنه لا تكاد تفتح جريدة أو موقعا إلا وتجد اسمه بارزا فيه فاستغربت لهذا الوضع وقلت لعله كانت له ظروف خاصة أو أقعده عذر أو مرض عن الكتابة، أجابني لا هذا ولا ذاك ولكنك لما أخذت القلم ولم تعده إلي فقد حرمتني من كتابة ولو سطر واحد، قال لي إن القلم هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يؤخذ من الكاتب إذ الكاتب بدون قلم لا يساوي شيئا فالقلم هو المصلح الذي يوضع في وجه كل من تاقت نفسه إلى الفساد ووضع حد له، وهو الموجه إلى ما هو خير للمجتمع والمرشد إلى ما هو أصلح والمانع لما هو ضار والمنير لطريق كل من تاهت به السبل قلت له كفى الباقي معلوم فقد ارتكبت جرما لا يغتفر في حق القراء الذين حرمتهم من أن ينهلوا ويستزيدوا ويستنيروا ويهتدوا بأفكار ومقالات الكاتب، فما كان مني إلا أن اتصلت بصاحبي الذي أخذ القلم وذهبت إليه في المنزل وأخذت منه القلم وأعدته إلى صاحبي الكاتب كي يتحفنا بكتاباته وأفكاره النيرة خدمة للقراء ولأهاف الأمة العربية والإسلامية، أخيرا أقدم إليكم نصيحة لا تقوموا بمثل ما قمت حتى لا تنقطع عنا آراء وأفكار ومقالات الكتاب خدمة لنا وللصالح العام.