و جلَس الإسكندر المقدوني في البيداء ذات الشّمس المحرِقة. و رَفع مِجَنّه نحو السّماء ليقي نفسه مِن أشعّة الشّمس اللاّهِبة. و جعل يخطّ بسيفه على الرّمل استراتيجيّة الحرب المقبلة. و فجأة سمع صراخاً عالياً، و ما إن التفت إلى الأعلى حتى شاهد نسراً قد اصطادتهُ أشعّة المجن المنعكِسة صوب الفضاء اللاّمُتناهي. و ما هي إلاّ لَحظات حتّى استحال ذلك النّسر الصّارِخ إلى طائر فينيق جاذِباً بأشعّته النورانيّة الإسكندر. و فجأة تراءى اليوم الأخير له ليجد ما قد رسمه على أرض قد صار أطلالاً لجنود حجريّة، و كان هو في وسطها. أمّا روحه فغطّت في عالم جديد قد أسكنه الله عزّ و جلّ فيه رأفة به إلى حين.