هم قادة وزعماء ورموز دينية وعرقية شغلوا العالم في حياتهم، إلا أن رحيلهم حمل الكثير من الغموض، واحد ألقي به في البحر، وآخر دفن في صحراء قاحلة دون أن يعرف عارفوه في الحياة مكان دفنه بعد الممات، وثالث قيل إن جثته أحرقت لكي لا تظل ذكرى للنازيين، و أسماء أخرى ضاعت جثتها بين حمض «الأسيد» و«الإسمنت»، وكثيرون ظل الغموض يلف مكان وفاتهم أو اغتيالهم و يلف أسلوب و صيغ التخلص من الرفات. المهدي بنبركة أذيبت جثته في الأسيد أو أحرقت يعد المهدى بنبركة أحد أهم وأشهر الزعماء الاشتراكيين بالمغرب، عرف بثقافته الواسعة وعلاقاته السياسية المتعددة والمتنوعة، كما اشتهر بتاريخه النضالي الحافل والمناهض للاستعمار الفرنسي. لا تزال قضية اختفاء المهدي بنبركة لغزا محيرا، إذ كشف الكاتب الفرنسي، والكومندوز السابق بسلاح البحرية، جورج فلوري عن معطيات مثيرة، تشكل رواية جديدة للغز اختطاف المعارض المغربي المهدي بن بركة في 29 أكتوبر سنة 1965، وتفيد هذه الرواية، التي قدم فلوري تفاصيلها في حديث صحفي مع جريدة «لوجورنال دي ديمنش» بأن جثة الزعيم المغربي تم إحراقها في منطقة إسون بفرنسا. وأكد جورج فلوري، الذي سبق أن أصدر عدة كتب عن حرب فرنسا في الجزائر، أن بحوزته تقريرا من تسعين صفحة، يتضمن وثائق سرية للدرك الفرنسي، تثبت أن جثة المهدي بنبركة تم إحراقها في منطقة إسون بفرنسا مباشرة بعد اختطافه من أمام مطعم ليب بباريس. وتشكل هذه المعطيات الجديدة التي كشف عنها الكومندوز السابق في الدرك الفرنسي، رواية أخرى تضاف إلى روايات متعددة عن اختطاف الزعيم المغربي ومصير جثته، حيث سبق أن اعترف شرطيان فرنسيان أنهما خطفا بن بركة، وأنهما أخذاه إلى فيلا تقع في ضواحي باريس حيث شاهدا الجنرال محمد أوفقير وزير الداخلية المغربية آنذاك، ومعه أحمد الدليمي مدير المخابرات المغربية وآخرين من رجاله، وأن بنبركة توفي أثناء التحقيق معه وتعذيبه. وروي عن مشاركين في الجريمة أنهم قالوا إن الجثمان دفن على نهر السين بالقرب من الفيلا التي كان محتجزا بها، لكن أحمد البخاري العميل السابق للمخابرات المغربية قال سنة 2001، إن الجثمان نقل بعد الاغتيال إلى الرباط على متن طائرة عسكرية مغربية وتمت إذابته في حوض من حمض الأسيد في أحد المقرات السرية للمخابرات المغربية، لكن معطيات جورج فلوري تفند الروايات السابقة وتثبت أن الجثة لم تنقل إلى المغرب بل تم التخلص منها في فرنسا عن طريق إحراقها في إسون، ليبقى سر اختطاف وقتل المهدي بنبركة ومكان جثته غير مكتمل المعطيات. معمّر القذافي ملك ملوك إفريقيا في قبر مجهول بالصحراء بدأ حكم القذافي لليبيا قبل 42 عامًا، حينما قاد انقلابًا عسكريًا ضد الملك إدريس السنوسي، وبدأ الحس التوسعي لديه عبر مرور السنوات في التعاظم، فأطلق مشروع الوحدة مع تونس، إلا أنه لم ينل المراد، ودعا إلى الوحدة العربية، قبل أن ينقلب مرة أخرى ليدعو إلى الوحدة الإفريقية، وأطلق على نفسه ألقابا عدة، من بينها زعيم الزعماء العرب، والقائد العالمي وأكثرها شهرة «ملك ملوك أفريقيا». شخصيته كانت دائما مثارًا للجدل، نظامه كان مزيجًا بين أنظمة قديمة وحديثة، وألّف كتابًا أسماه «الكتاب الأخضر»، عرض فيه أفكاره وتعليقاته، وعدّه كتابًا مقدسًا بالنسبة إليه، ولم تكن شخصيته مثارًا للجدل فقط، بل حتى أزياؤه لفتت الأنظار، وأبرزها كانت عندما ذهب في أول زيارة رسمية له إلى إيطاليا، وهو يرتدي بذلة عسكرية عليها صورة عمر المختار المقاوم الليبي الذي أعدمته القوات الإيطالية، مما أثار نقاشا حادا داخل إيطاليا، وعلى الرغم من نزوعه العدواني، إلا أنه أبقى على علاقته الكبيرة مع الدول الاستعمارية إلى آخر لحظة من وفاته، حسب ما أكدت وثائق ويكيليكس. وبعد 42 سنة من الحكم الحديدي، وإفراغ الدولة الليبية من المؤسسات، قامت ثورة ليبية داخلية ضده في العام الجاري، استمرت قرابة تسعة أشهر حتى أطاحت بحكمه ومات على أيدي الثوار وقصف الناتو بعدما أذاقوه كل أنواع العذاب والتعنيف والتنكيل إلى درجة أثارت كثيرا من الاستياء في العالم. وبحكم تأثيره النفسي على عدد مهم من الليبيين، احتار الثائرون في مكان دفنه، حتى قرروا دفنه في مكان سرّي في الصحراء هو ونجله المعتصم ووزير دفاعه أبو بكر يونس، وذلك كي لا يصبح قبره محجًا حسب أقوالهم، وأشارت تقارير إلى دفنه في المناطق الصحراوية لمدينة مصراتة دون أن يتأكد المكان الحقيقي لجثته. أسامة بن لادن من باكستان إلى البحر يعد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ومؤسسها، هو الرجل العدو الأول لأمريكا، وكثيرا ما كان يرسل الوعيد للقوات العظمى باستهدافها، وطالبها بالانسحاب من المناطق العربية والإسلامية ودعا إلى تحرير فلسطين، مقابل ذلك، لم تتردد أمريكا في ملاحقته وقتله، وهو الشيء الذي سوغ حربًها في أفغانستان وحروبًا جانبية، وأنفقت المليارات، إلى أن قتلته بعد عقد من الزمان. كانت قضية بن لادن الجهاد، حسب ما أورد موقع «إيلاف» وبدأ جهاده بعد الغزو السوفياتي لأفغانستان، وصار يموّل الجهاد الأفغاني، وساعد في تنظيم المشاركة العربية في الجهاد الأفغاني، من خلال تأسيسه مكتب الخدمات لتنظيم المشاركة العربية في الجهاد الأفغاني، وكان من أعماله أنه في العام 1986 أسّس قاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة في «قلعة جاجي»، وبعد عام تقريبًا، خاض العرب أول معركة مع السوفيات في جلال آباد. ونسبت إليه أمريكا تفجيرات عدة، منها نيروبي ودار السلام والمدمّرة كول وأحداث 11سبتمبر، وأصبح على قائمة المطلوبين في العالم. بعد اختفائه، بعد الحرب التي خاضتها أمريكا على أفغانستان، ظهر في شريط مرئي في العام 2004، برر من خلاله سبب إقدام القاعدة على تفجيرات سبتمبر، وقال: «بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان سنة 1982، وما تفعله من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين وما تشهده الساحة الإسلامية من انتهاكات إسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني، وما يراه كل العالم بأن أمريكا تساند وتبارك إسرائيل بما تفعله باحتلالها أراض ليست حقًّا لها لا في تاريخ أو حضارة». وبعد عشر سنوات من البحث والوعيد المتبادل، انتهت مطاردة أمريكا لابن لادن بقتله في العام الحالي، من خلال مداهمة قصر كان يختبئ فيه في أبيت آباد في باكستان، واستغرقت عملية المداهمة التي استخدمت فيها الولاياتالمتحدة مروحيات الشبح، 40 دقيقة، ولم يكن يحمل سلاحًا حينها، فقتل برصاصة في رأسه، وإن كان البعض ما زال يشكك في صحة نبأ مقتل بن لادن، وخصوصًا في الأوساط الباكستانية، إلا أن أمريكا أعلنت عن نبأ مقتله، ثم دفنته في البحر، وفق الشعائر الإسلامية على حد قولها. وفي تبريرها الدفن في البحر، قالت أمريكا إن دفن « بن لادن على أي يابسة يعني اعتراف دولة به، وفق التصريحات التي ذكرت حينها، هذا إضافة إلى أن قبره قد يصبح ضريحًا يزوره موالوه، فباختيار بن لادن أن يجعل أمريكا عدوة له خسر جنسية ووطنًا ينتمي إليه، وأرضًا تعترف به حيًا وميتًا حتى، وقبرًا يؤوي رفاته، وأصبح بحر العرب قبرًا مائيًا لابن لادن.» حسب ما جاء في موقع إيلاف. موسى الصدر قبر ضاع مع القذافي يعد موت موسى الصدر إحدى أكثر القضايا التباسا، فهو عالم دين ومفكر مسلم شيعي توفي في ظروف غامضة، اشتهر بتأسيسه حركة أمل، ولد موسى الصدر في إيران في العام 1928، وكانت لديه أعمال عدة، منها إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وتفعيل عمل جمعية البر والإحسان في مدينة صور، وتأسيس حركة أمل اللبنانية، عرف بهدوئه وسعة علمه ومواقفه المعتدلة. وفي أوج شهرته، قرر العالم الشيعي بعد تردد كبير، أن يتجه إلى ليبيا في زيارة رسمية قبل نحو 33 عامًا، إلا أنه اختفى هناك، وحينها أعلنت السلطة الليبية أنه سافر إلى إيطاليا مع رفيقيه، في الوقت الذي نفت إيطاليا صحة الخبر. وبعد مدة، حمل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مسؤولية إخفاء الصدر ورفيقيه للقذافي، وصرّح الرائد عبد المنعم الهوني، شريك القذافي، قبل أشهر أن الصدر قتل خلال زيارته ليبيا، وأنه دُفن في منطقة سبها في جنوب ليبيا، دون أن يكشف عن حقيقة اختفاء جثة العالم الشيعي موسى الصدر. وبعد الإطاحة بنظام القذافي، صرّح مسؤول قريب من مجلس النواب اللبناني «أن وفدًا لبنانيًا ذهب إلى ليبيا لإجراء لقاءات مع مسؤولين في المجلس الانتقالي الليبي من أجل العمل على كشف مصير الإمام الشيعي موسى الصدر»، حسب الموقع ذاته. أدولف هتلر أحرقت جثته ودفنت في مكان سري يعد أدولف هتلر أشهر شخصية في القرن العشرين، وحملته الدول الغربية مسؤولية اندلاع الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة مئات الملايين من الأوربيين والآسيويين، ولد هتلر في النمسا، وأصبح وحيد أبويه، بعدما توفي كل أشقائه الستة، ثم مات أبوه ولحقته أمه، فصار هتلر بلا أم أو أب أو إخوة، بدأ حياته رسامًا في فيينا. بدأ مساره السياسي الحافل، بعد انضمامه إلى الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى كساعي بريد عسكري، في الوقت الذي كان الجميع يتهرّب من هذه المهمة الخطرة، ثم تزعّم الحزب النازي بعد سنوات، وأصبح حزبه من أكبر الأحزاب في البرلمان، وذلك بعدما تدهور الاقتصاد الألماني، فصوّت الكثير لمصلحة هتلر. وبعد مرور عام، انتخب هتلر مستشارًا على ألمانيا، فقام بتصفية معارضيه، وعيّن نفسه قائدًا على دولة بوليسية، ودفع بلاده إلى الحرب العالمية الثانية، وسيطر على معظم أوروبا، واتهم بقتل ستة ملايين يهودي في محاولة لإبادتهم، وانتهت الحرب بهزيمة هتلر، وكان محصورًا في مركز قيادته تحت الأرض، وانتحر هو وعشيقته الشهيرة إيفا برون في حصنه. أشارت مصادر، حسب موقع إيلاف، إلى» أن أدولف هتلر تناول السيانيد هو وعشيقته إيفا برون، التي تزوجها قبل وفاته ب 40 ساعة، وبعد تناول وجبة عشاء خفيفة، أطلق النار على نفسه، وقيل إنه تم حمل الجثتين فوق أرض خارج مستقره، وتم حرق الجثتين، إلا أنهما لم تحترقا تمامًا، وبعد تشريح الجثتين وإخراجهما أكثر من مرة، تم دفنهما في مكان سرّي، وبعد الاتفاق على تسليم منشأة المخابرات المضادة إلى حكومة ألمانيا الشرقية أمر مدير الكي جي بي بتدمير بقايا الجثتين، فأخرجوا جثمانه سرًا، وأحرقوه، ورموا الرماد في نهر ألبه، كي لا يتحول قبره إلى مزار للنازيين الجدد». جيمي هوفا خلطت جثته بالإسمنت لم تخل حياة جيمي هوفا من الإلتباس، فهو سائق ورئيس اتحاد سائقي الشاحنات في أمريكا وزعيم اتحاد العمال، اشتهر بتعاملاته مع المافيا والغوغاء. وفي أحد أيام يوليوز من سنة 1975، كان من المقرر أن يجتمع مع اثنين من المافيا، إلا أنه اختفى قبل عقد هذا الاجتماع، وبالنظر إلى سجله التاريخي الذي يشير إلى تعاملاته مع عالم الجريمة والمافيا، ذهبت غالبية التوقعات إلى أنه اغتيل، ولكن أحدًا لا يعلم أين دفن، وانتشرت الشائعات والأساطير حول مكان دفنه، وكانت أكثرها شهرة قولهم إنه دفن تحت منطقة الطرف الغربي في ملعب جاينتس في إيست روثرفورد في نيوجيرسي. جاءت هذه الشائعة من مقابلة أجرتها مجلة «بلاي بوي» مع أحد الأشخاص الذين يسمّون أنفسهم مافيا، وقال حينها إن جسمه خلط بالخرسانة التي استخدمت لبناء ملعب كرة القدم، وقيل أيضًا إنه سحق في مكان سحق السيارات، وفي العام 1982 تم الإعلان عن مقتله، ولا تزال قضيته مفتوحة حتى الآن. جنكيز خان حكم العالم ودفن في مزرعة جنكيز خان يعد أحد أشهر الشخصيات في العالم، ولد في سنة 1155، في منغوليا، وكان أبوه زعيم قبيلة منغولية تسمّى «قيات»، وكانت القبائل تهابه لبطشه الشديد، وعندما انتصر على إحدى القبائل قام بتسمية ابنه بهذا الاسم تيمنًا باسم زعيم القبيلة التي انتصر عليها، وعندما توفي كان تيموجين، الاسم الحقيقي لجنكيز في الثالثة عشر من عمره، ولصغر عمره، انفضّ حلفاء أبيه من حوله، فأعادهم إليه، فبعضهم عاد بسبب شجاعته، وبعضهم عاد بعدما أجبرهم على ذلك. بفضل بطشه وشجاعته، استطاع جنكيز في مدة قصيرة، أن يخضع كل مناطق منغوليا تحت سيطرته، امتدت فتوحات تيموجين الملقب بجنكيز خان، وهي تعني «الحاكم الأعظم» إلى جنوب الصين وشمالها، وأواسط آسيا وشرق أوروبا، حيث زحف جنوده على سيول روسيا واقتربت من فارس والقسطنطينية. وتباينت الروايات حول شخصية جنكيز خان، فبعضهم قال من إنه عاث فسادًا في البلاد سفكًا وإبادة وانتهاكًا للحرمات، فسحق مملكة خوارزم (أوزبكستان وتركستان) ودمّر مدينة نيسابور في إيران، ومنهم من قال إنه كان قائدًا عظيمًا شجاعًا وسديد الرأي، صنع من القبائل المغولية والتركية قوة متحمسة، واهتم بالأديان والعلوم والفنون والآداب، وفرض قوانين ساهمت في تطور حركة التجارة، وربطها ببعضها بعضًا، واشتهر بالتسامح الديني مع كل الديانات، سواء السماوية أو غير السماوية، واهتم بالمساواة بين الأجناس والأعراق. وعلى الرغم من الاختلاف حول شخصيته الحقيقية، إلا أن الكل أجمع على أن قبره بقي مجهولا، وتقول الأسطورة إنه «رأى أرضًا واسعة في «مرعى أوردوس»، وهو في طريقه إلى مملكة شيشيا عليها قطعان من الحيوانات، فأسرت قلبه، وأسقط سوطه فجأة، وأراد أحد أتباعه أن يلتقطه فقال «لا تلتقطه، فهذا المكان هو مأواي الأخير، سوف تدفن جثتي فيه»، وعندما مات جنكيز خان، نقل أتباعه جثته إلى مغوليا، ولكن ناقلة جثمانه وقعت في حفرة داخل مرعى أورودوس، ولم تعد تتحرك، وجعلوا مكان الحفرة ضريحًا له» حسب ما جاء في تقارير صحفية.. علي بن أبي طالب قبر في العراق وآخر في أفغانستان اختلفت الروايات حول قبر علي بن أبي طالب أحد الصحابة والخلفاء الراشدين، لقّبه المسلمون بولي الله وباب مدينة العلم وشهيد المحراب، ولد في العام 599م، هو ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصهره، شارك في كل الغزوات، وعرف بالشجاعة والفصاحة ووفرة العلم، حكم أكثر من 5 سنوات بقليل، وعرفت فترة حكمه بعدم الاستقرار السياسي. اغتاله عبد الرحمن بن ملجم بينما كان يؤمّ المسلمين في صلاة الفجر ضربًا على رأسه بسيف مسموم، وفي رواية أخرى قيل إنه ضربه بالسيف وهو في طريقه إلى المسجد، وقال مقولته المعروفة «فزت ورب الكعبة» عندما ضربه بن الملجم على رأسه. أما قبره «فقد اختلف فيه العلماء والمؤرخون، فمنهم من يقول إنه دفن في قصر الإمارة في الكوفة، ولا تعلم البقعة التي دفن فيها، وأخفي مكان قبره كي لا تنبشه الخوارج ويعرضونه للمهانة، ومنهم من يقول إنه دفن في مكان غير معروف. ويقال إنه دفن في الكوفة، ثم نقله ابنه الحسن إلى المدينة، ويقال إنه في مدينة النجف، إلا أن الغالبية يقولون إنه ليس قبره، وإنما قبر الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة، ومنهم من يقول إنه في أفغانستان، ولكن يبقى مكان دفنه سرًا لا يعرفه أحد حتى الآن، كحال معظم الصحابة والأولياء» حسب ما أورد تقرير لموقع إيلاف . الإسكندر الأكبر سم وحيرة في الجثة
تعد شخصية الإسكندر الأكبر أو إسكندر المقدوني، الملقب بحاكم الإمبراطورية المقدونية وقاهر الإمبراطورية الفارسية، من أشهر الشخصيات وأهمها في التاريخ الإنساني، ووصلت روايته وأساطيره إلى كل الحضارات، اشتهر بقوله «إلى الأقوى»، وهو سليل ابن فيليبوس الثاني المقدوني ملك مقدونيا القديمة، كان الأب يحلم بإخراج الفرس من آسيا الصغرى، ونجح سياسيًا وعسكريًا في بلاد اليونان، وقبل أن يستكمل حلمه مات مقتولاً في العام 538 قبل الميلاد، فسعى ابنه إلى تحقيق حلم أبيه، وأسقط الإمبراطورية الفارسية، واستطاع أن يدخل كل المدن الفينيقية بعدما هزم جيش الفرس، الذي كان يفوق جيش الإسكندر بثلاث مرات، وكان كل سكان آسيا وقتها متأكدين بأن الإسكندر لن يقوى على الإنتصار على الجيش الفارسي. قام الفارس المقدوني بفتح مدينة أرواد وبيبلوس وصيدا وصور وغزة، ثم وصل إلى مصر، وبنى مدينة سميت «الإسكندرية» على رأس نهر النيل، فاستولى على بلاد الشام ومصر وآسيا الصغرى، وانتزعها من الفرس، ودخل إلى مدينة بابل، التي كانت مقر الحكومة الفارسية من دون مقاومة من الفرس، حيث اعتبروه ملكهم الجديد، وذلك بعدما عبر الفرات ونهر دجلة. وصل طموح الإسكندر عنان السماء، فقد وصلت حملاته العسكرية حتى المناطق الشمالية الغربية من الهند، إلا أنه أصيب بحمى شديدة، مات على إثرها، وهو في الثلاثينات من عمره في العام 323 ق.م، وقالت بعض الروايات إنه مات مسمومًا بسمّ دسّه له طبيبه الخاص، إلا أن البعض أشار إلى زوجته الأخيرة. وتناسلت الروايات حول دفنه، ف»بعض المصادر تقول إنه طلب من قادته أن يدفنوه بحرًا، ولكنهم لم يحققوا له مطلبه بعد وفاته، وذكرت مصادر أخرى أن قادته اختلفوا حول مكان دفنه. فكل منهم أراد أن يدفنه في المنطقة التي يحكمها، وقيل إن حاكم مقدونيا بيرديكاس شنّ معركة بالتعاون مع قوات بطليموس الأول للاستيلاء على ناووس الإسكندر، ونقله إلى مقره، ليدفن هناك، وأن الأخير خشي لاحقًا من أن يدفن الإسكندر في سيوة، فيأتي أحدهم من الصحراء ويسرقها، وذكرت روايات أخرى أن قبر الإسكندر موجود في العراق «،حسب ما