هذه المقالة، التي ننقلها عن صحيفة “فورين بوليسي”، تتابع مصائر قبور أشهر الطغاة العالميين، وتحاول معرفة ما إذا كانت تتحول هذه القبور تتحول إلى أضرحة يزورها الناس، رغم العنف، الذي طبع حياة هؤلاء الطغاة، وترك جروحا غائرة في أجساد الناس ونفوسهم. إذ تتضمن المقالة حكايات غريبة حول مآل عشرة جثامين، بداء بمعمر القذافي وصدام حسين، مرورا ب”أدولف هتلر” و”جوزيف ستالين”، وانتهاء ب”بينوشي” وتشاوسيسكو”. إلا أن المقالة تتحدث عن المسارات التي سلكتها شخصية محبوبة عند الشعب الأرجنتيني، هي “إيفا بيرون”، قبل أن تنتهي في ضريحها الأخير بالعاصمة الأرجنتينية. يوم الثلاثاء الماضي، دفن المسؤولون الليبيون جثمان معمر القذافي في قبر سري بالصحراء، حتى يحولوا دون تحول مدفنه إلى مزار لأنصاره، أو هدفا لأعدائه. وقد تحولت أنابيب صرف المياه حيث ألقي القبض على القذافي، وكذا منشأة الثلاجة بمصراتة حيث خُزّن جثمانه مؤقتا، إلى أماكن تجدب الليبيين. وبالعودة إلى ماي الماضي، كان الأمريكيون قد عبروا عن انشغالاتهم بإقامة ضريح، باعتبار ذلك سببا وراء التزامهم بدفن جثمان أسامة بن لادن في البحر. لهذا الخوف من إقامة مزارات لطغاة عتاة تاريخ طويل؛ ذلك أن الحاكم الإنجليزي “أوليفر كرومويل”، مثلا، شُنق بعد وفاته خلال القرن السابع عشر، ولم يدفن رأسه في سنة 1960. غير أن الانشغال بقبر القذافي يجلعنا نتساءل: هل تتحول قبور الزعماء المثيرين للجدل فعلا إلى مزارات؟ باختصار، نعم. لكن يبدو أننا غير قادرين على تصديق بعض القصص- بدءا بالأرواح الشريرة إلى الأيادي المبتورة. فيما يلي بعض الروايات من تاريخ دفن الطغاة، بدا بصدام حسين وانتهاء ب”أدولف هتلر”: صدام حسين: أعدم الزعيم العراقي السابق، الذي وجد مختبئا في حفرة قرب تكريت سنة 2003، في قاعدة عسكرية أمريكية خارج بغداد ثلاث سنوات بعد ذلك، بعدما أدين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ومثلما هي حالة مقتل القذافي، سرعان ما وجدت صور خلوية خليعة لجثة صدام حسين طريقه إلى الإنترنت، حيث أراد المسؤولون العراقيون، منذ البداية، دفن الجثة في قبر سري. لكن قادة البلد الجدد سمحوا، في نهاية المطاف، بدفن الجثة في مسقط رأسه العوجة، بعدما توسل إليهم سياسيون محليون من ضواحي مدينة تكرين، وكذا رئيس قبيلة صدام حسين أن يفعلوا ذلك. إذ شهد آلاف العراقيين جنازة صدام، الذي دفن بعد يوم من شنقه. بعد زمن قصير، أضحى قبره ضريحا، رغم أن صيته لم ينتشر كثيرا بين الناس. ففي سنة 2007، كتبت جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن البيت الذي يأوي جثة صدام حسين، والذي أعدته عائلة الزعيم السابق، أطلق عليه اسم جديد هو “قاعة الشهيد”، وتضمنت عبارات تمتدح صدام حسين باعتباره “نسر العرب”. وتغلف قبره بالأعلام العراقية، التي كانت سائدة في عهده، كما تدثر قبرا ابنيه عدي وقصي، اللذين لا يبعدان كثيرا عن قبر أبيهما، بالأعلام ذاتها. لكن أشار المقال ذاته إلى أن أعداد الزوار، خاصة من الأنصار السنة العرب، لا يتجاوز اثنين أو ثلاثة، ونادرا ما تتضاعف هذه الأعداد، وهي بعيدة عن أن تجعل من العوجة حجّا مزارا، مثلما هي باقي أضرحة العراق الدينية المعروفة. غير أن عددا كبيرا من الحجاج يزورون قبره، خاصة في أعياد ميلاد صدام أو وفاته (فعلى سبيل المثال، زار آلاف التلاميذ العراقيين الموقع)، مما جعل الحكومة العراقية تحظر الزيارات المنظمة إلى “قبر الشهيد” سنة 2009. لكن الأفراد لا زالوا يحجونه، حيث أوردت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا، خلال ماي الماضي، يفيد أن الحشود ما فتئت تكبر. “أوغستو بينوشي” خلال سنة 2006، عانى القائد العسكري الشيلي السابق، الذي اجتنب المحاكمة عن آلاف حالات القتل والتعذيب بفضل تدهور حالته الصحية، من أزمة قلبية أودت بحياته بعد ذلك. إذ حرمته الحكومة الشيلية من مراسيم الجنازة، ويوم حداد وطني، لكنها منحته شرف التحية العسكرية خلال دفنه. كما رفضت رئيسة البلاد آنذاك “ميتشيل باشولي”، التي عذب والدها في عهد “بينوشي”، حضور مراسيم الدفن. بعد الدفن، نقل رفات “بينوشي” في مروحية إلى ضريح على الساحل، كما حمل رماده إلى بيته الصيفي في ريف “لوس بولدوس”. إذ كتبت صحيفة “واشنطن بوست” آنذاك أن “أقاربه قالوا إنهم يخشون أن يتعرض قبر العائلة المخصص لبينوشي في العاصمة سانتياغو للتخريب إذا دفن هناك. (كما علمت صحيفة “الوطن” الشيلية أن مسؤولين حكوميين رفضوا التماس العائلة الأولي بدفن جثة “بينوشي” في أرض عسكرية). وفي يوليوز الماضي، أوردت صحيفة “غارديان” البريطانية أن الملكية المهجورة في ريف “لوس بولدوس” أضحت مزرعة للماريخوانا. “سلوبودان ميلوزيفيتش” خلال سنة 2006، توفي الزعيم الاشتراكي والقومي الصربي، الذي كان يواجه محاكمة بمحكمة “لاهاي” بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في زنزانته بسبب أزمة قلبية. إذ اتهمت عائلة “ميلوزيفيتش” الحكومة الصربية بمحاولة عرقلة دفنه في صربيا. غير أن بلغراد سمت، في نهاية المطاف، بدفنه في حديقة إقامة عائلية في مدينته “بوتزاريفاك”، حيث حضر الجنازة 15 ألف شخص. وأثار دفن “ميلوزيفيتش” جدلا واسعا، لكن الأمور جرت على غير مجراها خلال سنة 2007، عندما أحدث منشق يدعى “ميروسلاف ميلوزيفيتش ثقبا في قبر الرئيس السابق بواسطة عصا طويلة، كجزء من طقس بلقاني قديم لطرد الأرواح الشريرة. ويحظى قبر “ميلوزيفيتش”، مثلما هو الأمر بالنسبة لقبر صدام حسين، بزيارات للاحتفاء بذكرى وفاته، أو خلال مناسبة تأسيس حزب “ميلوزيفيتش” الاشتراكي. فخلال السنة الجارية، أثار وزير البنية التحية الصربي، “ميلوتن ميركونجيتش”، زوبعة بانضمامه، رفقة مائة آخرين، إلى قافلة من زوار قبر “ميلوزيفيتش” خلال الذكرى الخامسة لوفاته. إذ قال “ميركونجيتش”، وهو عضو الحزب الاشتراكي، إنه جاء كصديق، لا كمسؤول حكومي، حيث شرح الأمر قائلا: “لا يقتضي الأمر أن أطلب من شركاء تحالفي ما إذا كان بمكنتي زيارة قبر صديقي”. “إيدي أمين” توفي الدكتاتور الأوغندي السابق، الذي فرّ إلى العربية السعودية مخلفا وراءه عهدا دمويا يعتبر الأعنف في تاريخ أفريقيا خلال السبعينيات، نتيجة فشل كلوي خلال سنة 2003 بمدينة جدة السعودية. إذ قالت إحدى زوجات أمين لصحيفة “مونيتور” الأوغندية إنها طلبت من الرئيس الأوغندي “ياوري موسيفيني” السماح بعودة زوجها عندما تصبح حالته الصحية متدهورة جدا، ليكون رد “موسيفيني” بأن أمين سيحاكم عن انتهاكات حقوق الإنسان إذا عاد إلى الوطن. وقد قال مواطن أوغندي، قتل عمده على يد عملاء الطاغية، لوكالة “أسوشيايتيد بريس” بعد وفاة أمين: “يجب أن تنقل جثته إلى أوغندا، وتوضع في معرض من أجل أن يرى الناس هذا الذي أزهق العديد من الأرواح”. وأشارت قناة “بي. بي. سي”، فيما بعد، أن الحكومة الأوغندية قررت السماح نقل جثة أمين إلى أوغندا من أجل الدفن إذا كانت عائلته ترغب في ذلك. لكن يبدو أن أقارب أمين اختاروا، عوض ذلك، دفن الزعيم السابق في جدة. بل يمكننا القول إن قبره أضحى موقعا يحجه الناس. “نيكولا تشاوسيسكو” أعدم الدكتاتور الروماني العنيف وزوجته رميا بالرصاص سنة 1989، بعد قلب حكومة “تشاوسيسكو”، حيث دفن، فيما يبدو، في المقبرة العسكرية “غينسيا” في بوخاريست. لكن أبناءه يشكون فيما إذا كان والداهم دفنا فعلا في “غينسيا”، بعدما قررت السلطات الرومانية دفن الزوجين ليلا بشاهدين يحملان اسمين مختلفين، خوفا من انتهاك حرمة قبريهما. إذ أثبت المتخصصون في التشريح العام الماضي بفضل اختبارات الحمض النووي أن الجثتين تعودان فعلا للزعيم السابق وزوجته. وكتبت وكالة الأنباء الفرنسية أن عشرات الرومانيين، الذين يحنون إلى نظام “تشاوسيسكو”، بدأوا منذ سنة 1990 يجتمعون حول قبره خلال مناسبات عيد ميلاده، وأعياد ميلاد المسيح، وذكرى إعدامه. “فرنسيسكو فرانكو” عندما توفي الطاغية الإسباني “فرنسيسكو فرانكو” سنة 1975، دفن في مقبرة الشهداء، وهي مقبرة خصصت لتكريم من راحوا من أجل النصر الفاشي في الحرب الأهلية الإسبانية. لكن الحكومة الإسبانية تعتبر، اليوم، نقل رفات “فرانكو” إلى مقبرة قريبة من إقامته السابقة “إلباردو”، الواقعة خارج مدينة مدريد (وهي خطوة ترفضها عائلة “فرانكو”) جزءا من جهد يتيحه قانون الذاكرة التاريخية الصادر سنة 2007، ويروم التخلص من رموز نظام “فرانكو”. ولا يزال قبر “فرانكو” مزارا لأنصاره، الذين يحنون إلى عهده، وغالبا ما يأتون جماعات، وبأعداد كبيرة، إلى قبره، لينثروه بالورود. “جوزيف ستالين” عندما توفي الرجل الشيوعي الأقوى سنة 1953، دفن في البداية في ضريح “لينين”. لكن سينقل رفاته، سنة 1961، إلى قبر بسيط حفر قرب “الكريملين”، مبنى الحكومة الروسية، كجزء من عملية التخلص من رموز “تسالين”. غير أن قبره سيبقى مزارا يحجّه أنصاره. وقد أوردت وكالة الأنباء الفرنسية خلال مارس الماضي أن مئات الروس (وأغلبهم من الشيوخ) في الساحة الحمراء بموسكو، لينثروا الورود على قبر “ستالين” تشريفا له في الذكرى الثامنة والخمسين لوفاته (ويبدو أن ذلك الرقم مستوحى من اجتماع ثلاثة آلاف شخص، احتشدوا هناك خلال الذكرى الخمسين). إذ أشارت وكالة الأنباء الفرنسية قائلة إن “الحنين إلى فترة كان يحكم خلالها ستالين بقبضة من حديد لا زال منتشرا في روسيا”. “بينيتو موسوليني” حول رفات “موسوليني” ربما تدور أغرب القصص، حيث أعدم الدكتاتور الفاشي الإيطالي رميا بالرصاص رفقة خليلته “كلاريتا بيتاتشي”، وهما يحاولان الفرار إلى إسبانيا عندما كانت الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها. فحسب الرواية التي أوردتها مجلة “التاريخ اليوم”، كان الإيطاليون يرمون بالحجارة جثتي “موسوليني” و”بيتاتشي” المعلقتين بشكل مقلوب في ساحة بمدينة ميلانو، ويبصقون عليها. بل ويرمونهما بالرصاص. ثم دفنت بقايا “موسوليني” في قبر مجهول قرب ميلانو، ليسرقها أحد المعجبين به سنة 1946، تاركا رسالة على القبر كتب عليها: “أخيرا، ها أنت معنا أيها الدوق”. وعندما اكتشفت جثة “موسوليني”، أربعة أشهر بعد ذلك، بحوزة راهبين قرب ميلانو، عمدت السلطات الإيطالية إلى إخفائها في فيلا، وهي عبارة عن دير، قبل أن تدفن الطاغية الإيطالي السابق، في نهاية المطاف، في مسقط رأسه “بريدابيو”. وستكتب مجلة “التاريخ اليوم” سنة 1999 أن “الانتظار الطويل من أجل الدفن لم يحل دون تحول قبر موسوليني إلى ضريح يزوره أنصاره، وإلى جزء أساسي من سيرورة استمرار عقيدته”. إد لم ينته النقاش حول رفات “موسوليني”. ففي سنة 2005، دشنت عائلة “موسوليني” نقاشا حول نقل رفاته إلى ضريح أكبر في روما. أما الآن، فهو لا يزال يرقد في المدينة، التي شهدت ميلاده. “أدولف هتلر” يكتنف قصة دفن “هتلر” غموض وعتمة، مثلما هي قصة دفن “موسوليني”. فعندما انتحر “هتلر” في حصنه سنة 1945، لما أحكم الروس قبضتهم على برلين، رش طاقمه جثة الزعيم النازي، كما تروي “بي بي سي”، بالبنزين، وأضرموا فيها النار، ثم دفنوها في قبر. لكن وردت تقارير تفيد أن القوات الروسية أعادت دفن رفاته سرا في ألمانياالشرقية خلال سنة 1945، وأن جهاز “الكاجيبي” المخابراتي اكتشفت بقايا عظمي أخرى قرب الحصن بعد سنة تقريبا، حيث نبشت قبره مجددا سنة 1970، بغية إحراقها ونثر رمادها في نهر، خشية أن يصبح قبره ألمانياالشرقية ضريحا للنازيين. وخلال السنوات القليلة الماضية، ادعى مسؤولون روس امتلاك فكّ وبقايا عظمية من هيكل “هتلر”، وهي بقايا تثبت حسب قولهم أن “هتلر” انتحر. لكن باحثين أمريكيين خلصوا، خلال سنة 2009، إلى أن البقايا العظمية هي لامرأة، رغم أن روسيا شككت في صحة نتائج الدراسة الأمريكية. ستتساءل لماذا يشعر الروس بالحاجة إلى إثبات القصة المقبولة على نحو واسع بأن “هتلر” انتحر. الغرض من ذلك، بالطبع، طمأنة منظري المؤامرة الماسكين بالحجة المحيطة بوفاة “هتلر”، وذلك قصد التأكيد على أن الرايخ الألماني لم يقتل نفسه أبدا، وإنما هرب إلى أمريكا الجنوبية، أو منطقة أخرى من العالم (حيث يتناول فيلم “أبناء من البرازيل”، الذي تدور أحداثه في السبعينيات، مسألة استنساخ “هتلر”). وفي هذا الشهر (أكتوبر)، صدر كتاب جديد بعنوان “الذئب الرمادي: هروب أدولف هتلر”، حيث يثبت أن “هتلر” هرب إلى دائرة نازية في الأرجنتين. “إيفا بيرون” لا ينظر إلى السيدة الأولى في الأرجنتين، التي خلدتها “برودواي” في موسيقاها “إفيتا”، كمرأة دكتاتورية، لكن قصتها لا زالت تستحق أن تذكر على الألسن. فبحسب رواية نشرت سنة 1995، حنط جثمان “إيفا” بأعضائه الداخلية، بشكل جيد، عندما توفيت بسبب السرطان سنة 1952، بل صنعت من جثتها نسخ عديدة. فقد عرضت جثة “إيفا”، في البداية، على الملأ في “بوينوس أيريس”، عندما أعد زوجها “خوان” ضريحا واسعا، ليحتوي رفاتها. لكن عندما خلع “خوان” عبر انقلاب عسكري سنة 1955، دفن قادة الأرجنتين الجدد جثة “بيرون” في قاعدة عسكرية، في محاولة تخليص البلاد من بقاياه، ثم دفنوا الجثة سرّا في إيطاليا تحت اسم “ماريا ماجي دي ماجيستريس”. وقد كتبت جريدة “نيويورك تايمز” سنة 1998: “حيثما دفن العسكر الرفات، حتى وإن دفنوها داخل البنايات العسكرية الآمنة، فإن المجبين بها سيعثرون عليها، وسيضعون الورود والشموع عليها”. ثم اكتست رواية دفن “إيفا” غرابة منذ ذلك الحين. فبعد انقلاب عسكري آخر سنة 1971، استعاد الزعيم الأرجنتيني الجديد الجنرال “أليخاندرو لانوس” جثة “إيفا” وبعث بها إلى “خوان”، الذي كان يعيش في المنفى بمدريد آنذاك، مقابل الحصول على دعم الحاكم السابق. وقد احتفظ “خوان” بالجثة في تابوت شفاف موضوع على مائدة عشائه، ثم في ضريح بإقامته (ثمة روايات عن زوجة “خوان” الثالثة “إيزابيل، التي كانت تمشط شعر الجثة، وتنام فوق التابوت، أو داخله). وفي نهاية المطاف، أعيدت جثة “إيفا” إلى الأرجنتين سنة 1974، عندما أحكمت مراقبة البلد بعد وفاة زوجها، الذي عاد إلى الأرجنتين سنة بعد ذلك لتولي السلطة لولاية ثالثة. رفات “إيفا بيرون” مدفون اليوم بمقبرة “بوينوس”، في ضريح ذي بوابات معقدة لأسباب أمنية. وقد أضحى قبر “إيفا”، كما يقول “يوجين روبينسون”، الصحافي بجريدة “واشنطن بوست”، “ضريحا ومحجا يزوره الرجال والنساء، خاصة العجزة منهم، ليضعوا عليه الورود ويرشوه”. أما بالنسبة ل”خوان”، فقد اخترق مخربون قبره سنة 1978، وقطعوا يده بمنشار، في حادث غامض لم تسلط عليه الأضواء حتى الآن. ترجمة: محمد جليد