للريشة، في اللغة العربية، كما هو معروف، معنى القلم وأداة الرسام ووسيلة الموسيقي العازف على أوتار العود أو ملمس القانون... في الكتاب الذي صدر أخيرا، للفنان التشكيلي الأستاذ لحسن مصواب، تحت عنوان: "رؤية"، بعض استعمالات الريشة. فهو يشتمل على بعض لوحاته الفنية ونصوصه الأدبية التي عزف فيها مصواب على وتر الإبداع؛ فجاء الإصدار على هيأة باقة/حديقة جميلة، زاهية الألوان، متنوعة فن التعبير وإيقاع الكلمات... الكتاب من إصدار فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية (2011)، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في 108 صفحات، مطبعة ميداكراف الرشيدية، التصميم: للطيب آيت احاد، والغلاف: للحسن مصواب.
ويشتمل المؤلف ، زيادة على الافتتاحية ومقدمة الدكتور سعيد كريمي (باللغة العربية) ونص للشاعر محمد شاكر، على 7 لوحات تشكيلية، ونصوص لمصواب، وترجمتها (المتميزة) إلى اللغة الفرنسية، أنجزها الأستاذ محمد مصواب (أخ الفنان)، إضافة إلى قراءتين في فن لحسن التشكيلي، باللغة الفرنسية أعدهما الأستاذان: د. بيساني ود.اللويزي. ويتخلل هذا كله بعض المقولات لفنانين وكتاب عرب وعالميين.
في المقدمة، يقول الأستاذ كريمي: يعتقد الفنان مصواب "أن ما تحمله اللوحة، أبلغ بكثير مما يمكن أن يصدر عن اللغة الكلامية، التي تظل قاصرة عن الإفصاح عن مكنون النفس البشرية. ولأن لغة الفن التشكيلي تستشكل قراءتها على الجمهور العريض، في تمثل خطاباتها المكثفة العميقة، فقد ارتأى لحسن مصواب دخول مغامرة الكتابة الموازية التي هي حاشية على أعماله التشكيلية..." (ص:5)
ويقول لحسن، مخاطبا اللون (رمز فن التشكيل): "..لنكن واحدا، ولنُساو بين العبد والسيد، هذه يدي وهذا وجدي وهذا قماشي. فساعدني كي أرقص رقصة العمر... علمني، من فضلك سيدي، طلسم الملونة، وفن المزج وقداسة الأصباغ، سيدي... أنت أيها اللون..."(ص:9) ويقول: "..اليد تلهو بالأصباغ.. أتبوأ منازل التيه، أشرع قماشي، أخاله سفينا.. أمخر بها عباب بحار الليل البهيم.. أجوب بحارا وبحارا..." (الغلاف الأخير).