في بادرة ثقافية طيبة (أخرى) لفرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية، تكفل الفرع بنشر مجموعة من الإصدارات لمبدعين وطاقات ثقافية محلية، بموازاة مبادرة الجائزة الأدبية التي نظمها بدعم من "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية". من الثمار الطيبة لتلك البادرة، أول ديوان شعري للمبدع محمد شاكر (أخيرا!!)، الذي بدأ نشر أشعاره منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، والذي عرفته الأوساط الثقافية المحلية والوطنية في الأمسيات الشعرية العديدة التي يساهم فيها بتألق كبير، كما عرفته المنابر الوطنية والعربية من خلال النشر في الملاحق المختصة والصفحات الثقافية والمجلات الجامعة، والمواقع الإلكترونية (العلم الثقافي، الملحق الثقافي للاتحاد الاشتراكي، أنوال الثقافي، البيان الثقافي، مجلة كلمات، مجلة الزمن المغربي، مجلة الناقد، مواقع "دروب" و"موجز" و"ديوان العرب" و"كيكا" و"زيز فالي" و"تافيلالت نيوز" وبوابة قصر السوق" و"مجلة زيز"...) عنوان الديوان "أرمم ذاكرتي"، من 100 صفحة، طبعة أولى (2011)، بمطبعة ميداكراف الرشيدية، التصميم للطيب آيت احاد، ولوحة الغلاف للفنان التشكيلي لحسن مصواب، وبورتريه الشاعر للفنان التشكيلي محمد السالمي. يتضمن الديوان 24 قصيدة، إضافة إلى شذرة الغلاف الأخير(مقطع من أول قصيدة: "تمشي بنباهة القلب") . والديوان غيض من فيض شعر شاكر المتناثر في المنابر، أوالقابع في نسيان الرفوف. ثيمات الديوان متنوعة، تغلب عليها موضوعات الألم والوجع والحزن والطفولة ومناجاة صوفية للروح والشعر، في مواجهة الخيبات والإحباطات ودمامة الواقع ، مع التماعات، هنا وهناك، للحلم والأمل واستشراف الخير والجمال... يقول الباحث الدكتور بيساني: ".. الطفل في شعر محمد شاكر هو ذاك المشاكس والمعاند الذي به تنكتب القصيدة، وهو الربان القابع خلف أسوار الروح، باحثا عن جرح ثان، ليتحول إلى كلمات تداوي أوجاع السنين.." ..لماذا تناديني، لأمْحوَك، يا طفلا يَعْرش في سِنديان الأحقاب؟ هنا في الأرض التي اعشوشبت بالنسيان تنْبح خَلفي الظلال وأنا أنحَني لأجمَع ما تبعْثر من خطوك في صباح الأدغال.." ويقول شاكر، ذاتَ دردشة إلكترونية، عن علاقته بالفضاء الفيلالي الصحراوي: "..هنا عثرت على طمأنينة الإبداع وصفاء الروح والتقاط الحكمة الهامسة والبوح المتستر بسعف النخيل، إلى درجة أن الرياح العاصفة والسكون المنكفئ على نفسه... بدأت تعقد صلة قرابة شعرية بي، أثمرت العديد من النصوص التي ترشح بكل هذا. هنا تدربت على خاصية الإصغاء إلى نبض الواقع وأصوات أخرى، بالكاد توارب عن وجهها . كما لا أنسى ما عقدته من صلات ثقافية وفنية، نظرا لما تحفل به هذه الربوع من طاقات وازنة، وما حظيت به من تشريف ووضع اعتباري، هو ما يزود الروح بالعزم والمكابرة". للإشارة، فإن الديوان سيكون من بين إصدارات فرع اتحاد كتاب المغرب التي سيتم تقديمها وتوقيعها يوم الخميس المقبل 22دجنبر 2011، في تظاهرة ثقافية هامة بالمكتبة الوطنية بالرباط. أهلا بمولود شاكر "البكر"، أول القطر الذي سينهمر. هنيئا، ومزيدا من الإبداع و"النشر".