تميزت الليلة الثالثة من الأيام الثقافية بالرشيدية، أمس الأربعاء، باستحواذ الإيقاعات النابعة من القراءات الشعرية لعدد من شعراء المدينة على وجدان عشاق الكلمة المموسقة. فقد تناوب على المنصة الشعراء أحمد شاكر ومحمد أكوجي ومصطفى عبد السميع، مصحوبين بأنغام العود بين يدي العازف محمد بوعزاوي، فأنشدوا قصائدهم بلغات وتنويعات ومرجعيات مختلفة مما شد الأسماع في هذه الليلة الرمضانية.
وبصوت عميق ونفاذ، ألقى قيدوم الشعراء المعاصرين بالرشيدية أحمد شاكر عددا من قصائده مما فرض إنصاتا مرهفا في القاعة المليئة بالإشارات والرسوم الفنية.
وفجر محمد شاكر، الذي أصدر لحد الآن تسعة دواوين، بقصيدتيه "أرمم ذاكرتي" و"كأني .. لا أحد"، مكنونات تجربة داخلية عميقة.
وشكلت سردايب الكلمات مصدر إلهام الشاعر أكوجي، الذي استطاع باختياره اللغة الفرنسية شطا لإبحاره الخيالي، أن يسمو بالمشار والأحاسيس في كل عملية إبداع شعري وفني بصفة عامة.
وبلغ الحفل الشعري أوجه بترنيمات مصطفى عبد السميع التي تقدم البرهان على العلاقة الوطيدة بين الشعر الحديث والملحون، إذ لم يتمكن الشاعر من التحرر من أسر الريبرتوار اللسني والوجودي الذي يسكنه.
ومساء اليوم، سيترك الشعر مكانه للزجل والحكايات من خلال توقيع أعمال إبداعية وتقديم إصدارات جديدة لكتاب من الرشيدية خاصة موحى صواك "إي بليس سي أفينيتي" (وأكثر .. إذا وقع تجاوب) وعثمان بيساني "دو لا رونكونتر"(عن اللقاء).