أصدر الأستاذ عثمان بيساني، أستاذ الأدب الفرنسي بالكلية المتعددة الاختصاصات بالرشيدية، كتابا فكريا تأمليا، باللغة الفرنسية، حول الهوية والعلاقة بالآخر، يحمل عنوان : "عن الالتقاء : بحث في الممكن " (1) ، هنا أهم محتوياته : مقدمة أ التفكير في الالتقاء، تفكير في الممكن (ومن مباحث هدا الفصل: 1 التقاء، تاريخ، حوار . 2 التقاء، شعر، أسرار . 3 التقاء، واجب، تجربة. 4 التقاء، تفكيك، إمكانية .) ب المغرب كأفق للممكن ( ومن مباحثه: 1 المغرب، تبادل، تثاقف . 2 المغرب، ترحيب، انفتاح ) . ج الحوار، الالتقاء، الصيرورة ( ومن مباحثه: 1 حوار، أمل، ممكن . 2 حوار، ترجمة، غيرية . 3 حوار، لغة، أسلوب . 4 حوار، معنى، حلم . 5 حوار، فلسفة، شيخوخة ) . د الوجه الحقيقي للآخر : من الوجه المادي إلى الوجه الميتافيزيقي ( ومن مباحثه: 1 وجه، التقاء، تواصل . 2 وجه، خطاب، دلالة . 3 وجه، نظرة، أنطولوجيا .4 وجه، طبيعة، خصوصية . 5 وجه، نور، كينونة.) . ه الرقمية والشعرية : حديث عن إنسان الأزمنة الحديثة ( ومن مباحثه: 1 كينونة، تقنية، شعرية . 2 كينونة، معنى، ماهية ) . و الخاتمة : من أجل نظرية في الالتقاء .
الكتاب مذيل بببليوغرافيا مهمة، فكرية وفلسفية وأدبية... بالإضافة إلى مراجع : أطروحات ومجلات ونتائج لقاءات دراسية .
ومما جاء في مقدمة الكتاب : "... يتعلق الأمر، إذن، بعمل ِتفكيك للأفكار الثابتة ولأساطير تفوق هويةٍ على أخرى، وذلك من خلال وجهة نظر تتقصد السلم والحوار في العالم . فالممكن، بهذه الروح، هو الفكرة الجوهرية لهذه الدراسة، ما دام أن تَحَقُّقها سيسمح بتعريف الالتقاء، الإشكالية المُلِحَّة للأزمنة الحديثة، والمتجلية في عملية تأنيس ( تدجين) للاختلافات، بعيدا عن أية مقارنة . لأن الاختلافات هي عبارة عن أنهار محكوم عليها بالالتقاء في نفس البحر/ الأم (mer/mère ) :الذي هو الممكن ".
وعلى ظهر الغلاف نقرأ : "يطمح هذا البحث أساسا، إلى إعادة النظر في الأسطورة القديمة المتعلقة بالنقاء العرقي والهوياتي . إننا نعتبر، بالفعل، أن معنى هويةٍ ما، ليس أمرا قابلا للَّمْس والتجسيد، إنه بالأحرى، مائع كالماء الذي عانق الحركة بحرية، بخلاف الركود الآسن .. الهوية تحيا، وينبغي لها أن تحيا في الحركة، لأنها ليست ناجزة أبدا، إنها تتحقق من خلال التراكم . نعتقد أن الهوية لا تُحَقِّق فعلا تاما . إنها من قبيل الأمر البدئي (الاستهلالي) . وهكذا يتبين أن معنى الهوية، إنما هو أثَر يتجلى ظهوره، قبل كل شيء، في غيابه . إنه هذا الممكن الهوياتي المستحيل، هذا البياض، هذا الفراغ المُلْغِز الذي يحَيِّر ويدعو في نفس الوقت إلى التفكير في المعنى/ الكُنه، الآتي، والمُتَخَلِّق باستمرار، للهوية " .
الدكتور عثمان بيساني أستاذ للأدب الفرنسي بالكلية المتعددة الاختصاصات بالرشيدية، ومنسق مسلك الأدب الفرنسي بها . ناشط ثقافي له حضوره في المنتديات، حاصل على الدكتوراه في الأدب الفرنسي (بأطروحة حول "الغيرية" في أعمال سارتر الروائية والمسرحية) . ينشر دراسات ومقالات باللغتين العربية والفرنسية في منابر ورقية وإلكترونية مختلفة . له اهتمام خاص بمسألة، كما ذكر سابقا،ب "الغيرية" (l'altérité ) ، وهي قضية فكرية فلسفية أدبية تشغل بال الكتاب والمفكرين، في زمن العولمة والنزوع الهيمني لبعض القوى المُتنفِّذة، وفي زمن استشراء سوء الفهم المتبادل بين بني البشر، والتوجس من الآخر ومعاداته، وتنامي الاعتقاد بصراع الحضارات وتعثر حوار الثقافات... وغيرها من القضايا التي تؤجج الفرقة والكراهية على الأرض، بدل أن تسعى إلى التقارب والتعارف والتسامح والعيش في سلام ...
الكتاب من الحجم المتوسط، في 95 صفحة، صادر عن: Imagerie – Pub. Fès ، في طبعة أولى ، هذه السنة (2009 ) . لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية الفرنسية : آن ماري بروني .