رؤية" لصاحبه لحسن مصواب، مولود جديد شرعي، لهذا الجو الصحراوي. رؤية هي أحيانا رؤية من الداخل، و أحيانا رؤية مع مصاحبة الواقع ومرافقته، وهي أحيانا أخرى رؤية من الخلف. غلاف الكتاب يتأرجح بين الأزرق الداكن والأصفر الفاقع. دفة الغلاف الأولى ذات لون أزرق داكن، توحي ببداية الليل، تتوسطه رؤية لصاحب الكتاب: عينان ضيقتان، لم تتسعا، ربما لأنهما تنظران إلى المدى البعيد، تحدقان في الأفق، تحاولان فهم الأحداث، تسائلان الواقع من خلال هذا اللون، تحاولان توضيح الرؤية وتقريبها إلى القارئ. الدفة الأخرى صفراء، بلون الشمس. وكأن دفتي الكتاب تنقلانك من غموض الليل إلى وضوح النهار، زمنين مختلفين، لعبة الخفاء والتجلي، تتم فيهما الأحداث بأنماط بسيطة. الكتاب يحضن كتابة وتشكيلا، ما يوحي بقصور لغة الحرف عن إيصال المعنى؛ وكأن صاحبه يرسم الحروف. وعندما يحس أنه لم يوَفِّ المعنى حقه، يستنجد بالفرشاة واللون/اللوحة،ليوصل فكرته إلى الآخر، أو ليتيه به في عالمه الجواني. هذا الآخر الذي يحمله في دواخله. الكتاب شبه سيرة ذاتية، تنبعث منها رسائل، "إنها حياة جوانية، ونفسية أبصرت من خلالها الأشياء"، الخارق، لعبة الظل، ضبابية الحلم، تجليات الألوان" (الكاتب). لكن يبقى اللون هو سيد الموقف، وكأن الفنان، وهو يكتب يريد أن يرسم لوحة مكتملة عن الواقع المعيشي، وفي نفس الوقت يحمل القارئ من عالم الكلمة إلى عالم الصورة، حيث تتوحد الاثنتان في هيئة عالم افتراضي، يقفز فوق الآني ليرمم ثقبا في الذاكرة.حلم نحو ماكان ورفض لما هو كائن.
عبد العزيز الدكس الرشيدية (9/1/2012)ه رؤية": كتاب للفنان التشكيلي لحسن مصواب صادر عن فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يتضمن لوحات ونصوصا للفنان وقراءات فيها