بحفاوة بالغة استقبلت مؤسسة محمود درويش للإبداع، في مقرها في كفر ياسيف بفلسطين ، يوم الأحد 4-12-2011، الوفد الثقافي البلجيكي الذي حلَّّ ضيفاُ على المؤسسة، وضم نخبة من المثقفين البلجيكيين الذين مثلوا عددا من المؤسسات الثقافية البلجيكية. كان في مقدِّمة الوفد الأستاذ خالد زيان، نائب وزيرة الثقافية البلجيكية، والسيد فيليب فانورفيك، الممثل السابق لوزيرالتعليم البلجيكي، وقد تمَّّّت الزيارة، برئاسة الأستاذ حسين شعبان السكرتيرالعام لمؤسسة (solidaris) الثقافية والاجتماعية البلجيكية. المديرالعام لمؤسسة محمود درويش للإبداع، الكاتب عصام خوري، أعرب في كلمته الترحيبية بالوفد الضيف عن بالغ سروره بهذه الزيارة التي أتت في فترة مفصلية من تاريخ شعبنا وثقافتنا، لتلبي ما نحتاج إليه من تلاقي ثقافات الشعوب، وأضاف: نحن في مؤسسة محمود درويش نثمِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّن غالياً هذه المبادرة الطيبة التي قمتم بها، فجعلتنا نشعر بأننا لسنا وحدنا في ميدان تحقيق ذاتنا، وتثبيت ثقافتنا وهويتنا التي تتعرض من قبل سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بشكل مبرمج، للتهميش والطَّمس والتَّذويب. كما نرى أن التَّعاون الثقافي القائم بيننا سوف يساهم إلى حد بعيد في تعميق الحوار الحضاري والانساني بين شعبينا، لما فيه خير ومصلحة ثقافتينا الإنسانيتين.
الشاعر حسين مهنَّا، عضو مجلس إدارة مؤسسة محمود درويش، اعتبر في كلمته أن بلجيكا هي مفتاح السياحة للبلاد الأوروبية، وأردف: أنا لم أزر بلادكم، ولكنني أعرف الكثير عن جمالها وسحرها الذي هو ليس ملككم وحدكم، بل يُعبر ملكاً للانسانية أيضاَ، ولا شكّ أنّ متحف "الشوكولاطة" المشهور عندكم هو، بالضرورة، يشبهكم، ويعكس طبعكم "الشوكولاطي" الطيّّّّّّّّّّّّّب الأصيل.
بعد ذلك، قدَّّّّّّّّّّّّّّمت عضوة الوفد، الناشطة الاجتماعية ماشا فانديزكيلن، قصيدة باللغة الفرنسية مهداة إلى الشاعر محمود درويش، تمحورت حول الحلم والأمل في أن يعيش الإنسان في وطنه حراُ كريماُ، يتحرَّك بشكل طبيعي، دون أن يكون الضحية أو البطل، وأن يذهب الطالب إلى مدرسته، ويعود منها، وهو يشعر بالطمئنينة والأمان.
ثمّ أطلعت بروفيسورة خولة أبو بكر، عضوة المجلس الإستشاري لمؤسسة محمود درويش، الوفد الضيف على أهداف المؤسسة التي تتلخَّّّص في نشر تراث محمود درويش الشعري والنثري، مؤكدة أن المؤسسة تهدف أن تكون الراعية والحاضنة لابداعات جيل الشباب في مجال الشعر والفن عموماً، مثل النحت والرسم التشكيلي وما إلى ذلك من فنون، وأن هذا اللقاء الذي يجمع مؤسستنا في كفر ياسيف مع وفدكم الكريم، يؤكد أن التعاون الثقافي فيما بيننا سيعود على ثقافتينا بالكثير من الفائدة.
أما السيد حسين شعبان، سكرتيرعام مؤسسة (solidaris) البلجيكية، فقدَّّّّم شرحاً شاملاًَ عن عمل المؤسسات البلجيكية التي يتركّّّّّّّّّّّّّّز نشاطها في الأساس على الجوانب الاجتماعية والصحية، وذكر أن التعاون مع مؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف، جاء بعد الزيارة التي قام بها بمرافقة الكاتب عصام خوري للشاعر سميح القاسم في بيته في الرامه، حيث حثَّّّّّّ القاسم على أن تتعاون مؤسساتنا القائمة في بلجيكا، مع مؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف، معتبراً أن الجانب الثقافي يلتقي بطبيعة الحال، مع الجانب الاجتماعي الذي تًعنى به مؤسساتكم في بلجيكا. فبعد مواكبتنا للدور الثقافي البارز الذي تقوم به هذه المؤسسة الثقافية الهامة، تقرَّّّّّّّّّّّّّر التعاون معها، وبالشكل الذي يساعد على أن تنهض بأهدافها الثقافية النبيلة.
السيد خالد زيان، مستشار وزيرة الثقافة، أعرب عن خالص شكره لمؤسسة محمود درويش على هذا الاستقبال وهذه الحفاوة، كما تقدَّم بجزيل الشكر إلى السيد حسين شعبان على الجهد الذي قام به، خاصة في مجال الترجمة، وأضاف: يسعدني أن أنقل إلى مؤسستكم تحية وزارة الثقافة البلجيكية، والمؤسسات الممثَّلة ضمن هذا الوفد الذي قدم لزيارتكم في كفر ياسيف، كما أبلغكم عن قرارنا، الذي اتخذناه بالإجماع، بالتعاون الثقافي بيننا، كما نرجو أن يعود بالفائدة على مسيرتكم الثقافية، ويدفعها إلى الأمام. ثمّ اعرب أخيرا عن أمله بأن تتَّسع دائرة هذا التعاون لتشمل أيضا دعوة المؤسسة الى بلجيكا، وذلك من أجل اقامة مهرجان حول شاعرفلسطين وشاعر الانسانية العظيم، محمود درويش.
وكان مسك الختام قصيدة الشاعر محمود درويش، "لا أعرف الشخص الغريب"، قرأها عضو المجلس الثقافي في مؤسسة محمود درويش، الشاعر معين شلبية.