في إطار الفعاليات والسهرات الثقافية الرمضانية التي ينظمها المجلس المحلي في قرية عبلين الجليلية بفلسطين، بالتعاون مع الطائفتين الإسلاميّة والمسيحية، والجمعيات والمؤسسات الإجتماعية والثقافية في القرية، خصِّّّّّّصت ليلة الأربعاء 24/8/2011، في قاعة جمعية السلام، ندوة أدبية احياء لذكرى الأستاذ الشاعر جورج نجيب خليل، بعد عشر سنوات على رحيله، قدمتها مؤسسة محمود درويش للإبداع- كفر ياسيف. افتتح الأمسية الأستاذ جمال حيدر، مدير جمعية السّلام بكلمة ترحيبية، مبيِّناً من خلالها أهمية هذه الأمسية التي نحيي فيها ذكرى رحيل ابن قرقتنا الأستاذ والشاعر جورج نجيب خليل، الذي خصصناه بأمسية من أمسيات هذا الشهر الفضيل، ولا شكَّ أن عطائه لأبناء قريته- عبلين، سواء في المجال الثقافي والتربوي، أو في عمله على تطوير عبلين حين كان رئيساً لمجلسها المحلي، يجعلنا نقول: إنه يستحق مثل هذا التكريم، وأكثر. السيد مأمون شيخ أحمد رئيس المجلس المحلّي أكد في كلمتة على ضرورة تعميق لغة الحوار، وعلى المحبة والتسامح الذي يجب أن نحافظ عليهما في عبلين، وأن شاعرنا الراحل جورج نجيب خليل كان بشعره وعمله التربوي والأدبي والإجتماعي، يجسَّّّّّد ذلك، ويمثل المحبة بروح صادقة ومخلصة، ثم أعلن بأن المجلس البلدي سيطلق اسمه على احدى المؤسسات الثقافية في القرية، وذلك تخليداً لذكراه العطرة. المحاضرة الرئيسية في هذه الأمسية كانت للبروفيسور سليمان جبران، الباحث والمحاضر في قسم اللغة العربيّة في جامعة تل أبيب، حيث توقف في حديثه عند أبرز المحطات التي ميَّزت هذا الشاعر، مبيِّّّّناً أنه كان على وعي ثقافي كبير ألزمه قراءة العديد من المراجع اللغوية والأدبية والشعرية،وبيَّن أنه كان ينتمي للثقافة الكلاسيكية الحديثة التي كان الشاعر أحمد شوقي أحد أبرز اعلامها في شعرنا العربي، وانه أيضاً كان يكتب القصيدة التقليدية التي تعتمد على الأوزان الطويلة، مثل البحر البسيط، وعلى التشبيهات والأوصاف والمضامين التي كانت رائجة في الشعر العربي الكلاسيكي القديم، وقد كتب شعراً عن بعض القرى والمدن مثل قصيدة تل أبيب التي أثارت جدلاً ما زال صداه يتردد حتى اليوم، ثم تحدَّث عن علاقته الشخصية بالشاعر" العبلِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّيني " الراحل ذاكراً العديد من الجوانب الإنسانية التي طبعت الشاعر بطابعها، وتستحق الثَّناء. بعد ذلك قدَّمت العريفتان، إسراء حيدر وأسمهان خليفة: الأستاذ الكاتب عصام خوري، مدير مؤسسة محمود درويش للإبداع-كفر ياسيف، حيث قدَّّّم تلخيصاُ شاملاُ لحركتنا الثقافية والإبداعية، متوقفاُ عند الأسماء الأدبية التي عاصرت الشاعر "الخليل" الذي نحيي ذكراه العاشرة في هذه الأمسية، وكان لهم دوراُ بارزاُ في مسيرة شعرنا وأدبنا الفلسطيني، وأضاف: هذا النشاط الأدبي الذي يعزز أواصل الثقافة في مجتمعنا، ويجسِّد ثقافة الحوار واحترام الرأي، والرأي الآخر، فانه بالتأكيد يرفع من شأن لحمة النَّّّّّسيج الإجتماعي بين أبنائنا، ولا شكَّ أن هذه الأمور تنسجم تماماُ مع أهدافنا في مؤسسة محمود درويش للإبداع. أما الشاعر شوقي حبيب فقد أنشد على مسامعنا قصيدتين، الأولى عن شهر رمضان يقول في مطلعها: (رمضان يا شهر الصيام يا خير شهر كل عام اذ فيك يقضي المرء ساعات التأمل والقيام) القصيدة الثانية عن الشاعر الراحل الذي ربتطه به صداقة حميمة.
كلمة عائلة الشاعر المحتفى باحياء ذكراه، ألقتها ابنته المربية طروب جورج خليل، حيث تحدَّّّّّّّّّّّثت باسهاب عن انجازات والدها في فترة رئاسته المجلس المحليّ، وأشارت إلى جهوده في ربط قرية عبلين بشبكة الكهرباء، وتعبيد الشوارع، وإقامة المدارس، وغير ذلك من الإنجازات التي ساهمت في تطوير القرية. بعد ذلك وقدّم السيد مأمون شيخ أحمد، رئيس المجلس المحلّي، شهادة ثقدير تكريماً لذوي الراحل، واعترافاً منه بالإنجازات الكثيرة والمتعددة التي قدَّمها الأستاذ الشاعر للقرية. مسك الختام كان مع الأستاذ "ابن عبلين" حنا نور حاج، الذي تحدث عن جورج نجيب خليل كما عرفه: حيث ركز في كلمته عن ثقافة شاعرنا الموسوعية وعن نشاطه الثقافي والتربوي وعن معرفته بالإضافة الى ذلك بالموسيقى وبأصول العزف والغناء. وفي جو تسودة الإلفة والمودة والمحبة، تبادل الحضور التهاني بالعيد متمنِّّّّين أن يعود في السنة القادمة وقد عم السلام والخير ربوع بلادنا والشرق الأوسط والعالم.