أكدت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن الاحتفالات بالمنامة عاصمة للثقافة العربية للعام 2012 سوف يكون على مدى عام كامل من التواصل والاختلاف وتعزيز البنية التحية الثقافية عبر 12 عاموداً من أعمدة الثقافة، حيث يقدم المثقفون والمفكرون البحرينيون والعرب خبراتهم وأطروحاتهم في ابتداع جميل ومغاير للعديد من الفعاليات والأنشطة على مدار عامٍ متواصل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي صباح السبت في متحف البحرين الوطني بمشاركة عدد من إعلاميي الوسطين المحلي والعربي، إلى جانب عدد من الشخصيات الدبلوماسية والمهتمين بالتجربة الثقافية المحلية، حيث أعلنت معالي الوزيرة خلاله عن برنامج وفعاليات الاحتفاء بالمنامة عاصمة للثقافة العربية للعام 2012، والتي كان قد وقع عليها الاختيار في اجتماع وزراء الثقافة العرب بمدينة صنعاء العام 2004م، وأوضحت الشيخة مي أن كل شهر من شهور السنة يحمل ثيمة مختلفة تركز على مجال ثقافي محدد وحقل تتفاعل فيه المعطيات والمشاهد العالمية والمحلية، وقالت: "العام الثقافي يطرح العديد من الخيارات الثقافية التي ستسمح بتبادل فكري موسّع، ويقوم على اثني عشرَ عمودًا فكريًا مختلفًا هي على التوالي: تشكيل، عمارة، تصميم، تراث، متاحف، شعر، فكر، تراجم، موسيقى، بيئة، مسرح ووطن"، وأعربت عن سعادتها قائلةً: "هذا الحدث امتياز واستثنائي تمامًا يعزز موقع مملكة البحرين على الخارطة الثقافية للعالم، ويسعدني أن أتقاسم هذا الفرح مع الجميع لأنه يجسد عطاءات متواصلة وتراكمًا عميقًا لما بذل على مدى أعوام طويلة". وكررت شكرها وتقديرها لفريق الوزارة الذي يبذل جهدا جبارا لإخراج الكتيب والبرنامج في أجمل صورة، الأمر الذي يعكس طابع وزارة الثقافة وحرصها الدائم على تقديم نفسها بشكل جديد ومختلف. وأوضح القائمون على تنظيم هذه الاحتفالية أن البرنامج الاحتفائي يتضمّن فعاليات ومشاركات، تحمل طابعًا خاصًا بكل شهر، إذ تستضيف وزارة الثقافة خلال العام مجموعة منتقاة من المتحدثين والمحاضرين حول العالم لتقديم أطروحات ومناقشات فكرية يشارك فيها المختصون والمهتمون بالحقل المعرفي، إلى جانب تقديم كتاب مترجم في كل شهر يتناسب وثيمته المخصصة، على أن يدشن مجلد كامل يضم كافة التراجم التي نفذت على مدى العام في آخر شهر من شهور السنة وهو شهر الوطن الذي سيتميز باحتفالات خاصة تختتم احتفالات عاصمة الثقافة العربية وتمهد لاستقبال المنامة عاصمة للسياحة العربية. كما تقيم الوزارة ضمن احتفالاتها عددًا من المعارض الفنية والثقافية، بالإضافة للندوات والملتقيات لتوطيد العلاقة ما بين مختلف الحقول والمجالات، وورش العمل والعروض الحية، مع الحفاظ على استمرارية البرامج والمهرجانات السنوية كربيع الثقافة، معرض البحرين للفنون التشكيلية، معرض البحرين الدولي للكتاب، مهرجان التراث، مهرجان الموسيقى، صيف البحرين، تاء الشباب. كما تدشّن الوزارة حوالي اثني عشر مشروعًا معماريًا مختلفًا بهدف التأسيس للبنية التحتية الثقافية في العالم العربي منها: المسرح الوطني، تطوير باب البحرين، إحياء فندق البحرين، المركز الإقليمي للتراث العالمي، متحف الصوت، ترميم سوق القيصرية، المكتبة الخليفية، مصنع نسيج بني جمرة، مركز زوار شجرة الحياة، والعروض المتحفية بكل من مدرسة الهداية الخليفية وقلعة الرفاع. وأكّدت معالي الوزيرة أن متحف الصوت سيحول أقدم إذاعة خليجية إلى متحف صوتي يستعيد كافة التسجيلات المتعلقة بالحياة البحرينية. أما مدرسة الهداية الخليفية فهي أول مدرسة نظامية في مملكة البحرين تأسست في العام 1919، في حين أن فندق البحرين هو أول فندق في البحرين استقبل العديد من رؤساء وقادة الدول في منتصف القرن الماضي، بينما المسرح الوطني فهو تجسيد لمشروع الاستثمار في الثقافة الذي دعمه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دعما كاملا لتأسيس بنية تحتية ثقافية مميزة سوف يتم تدشينه في نوفمبر المقبل من العام 2012. أما المركز الإقليمي للتراث العالمي فهو مركز إقليمي من الفئة الثانية وأقرت اليونسكو أن يكون مقره البحرين لخدمة منطقة الخليج العربي والدول العربية لتعزيز الجوانب المعرفية والتدريبية على حمياة التراث والمواقع التراثية في المنطقة ككل بالإضافة إلى أدوار مميزة سوف يقوم بها في المرحلة المقبلة. جدير بالذكر أن الكتيب الذي أصدرته وزارة الثقافة وتم توزيعه خلال المؤتمر الصحافي يضم في مستهله مقطعاً من قصيدة للشاعر الراحل غازي القصيبي والتي قال فيها: "الضوء لاح فديت ضوءك في السماء يا منامة، فوق الخليج أراك زاهية الملامح كابتسامة"، كما قام بعزف الموسيقى أحد الشباب البحريني على البيانو بمصاحبة شدو شجي من إحدى الفتيات البحرينيات الشابات الواعدات أضافاً أجواء فنية محببة خلال المؤتمر الصحافي الذي خرج عن الطابع المألوف وتميز بالتجدد ما يشير إلى أن عام الثقافة العربية في المنامة سوف يتمز بالاختلاف والتجدد لخروجه عن المألوف والتقليد المتبع في عواصم الثقافة. كما وقد تم الاستشهاد في ختام الكتيب بجزء من قصيدة للشاعر البحريني وعميد الثقافة في البحرين الأستاذ حسن كمال جاء فيها :"وطني الجميل، وكن النوارس والشواطئ والنخيل، وطن الشموس وسحرها عند الأصيل، والصافنات من الجياد إذا تبادلت الصهيل، وطني الجميل".