هل حطت الحرب أوزارها ؟ أُسائلُ نفسي وأنظر من كوة في الجدار أفتش عن جذوة في الظلام وعن وجه أُمي وأختي وعن حال إخواني الطيبين فلا شيء يبدو لا شيء يظهر غير الدمار ونيران نيرون صنعاء تلتهم الأمنيات وتجتث إكليل هذا الوطن *** أيها القاتل المستبيح لهذا الجلال توقف ستلعنك الذكريات وتبصق فوق دمامة وجهك كل الأمم سيلعنك الطفل والشيخ والأرملة سيقلوك دم الشهيد ويتم الوليد وأبٌ وحيد وتلعنك الأمة المقبلة *** هل حطت الحرب أوزارها؟ أُسائل نفسي وأدنو حتى حطام المكان أفتش عن أثرِ للحياة وعن نبتة مزهرة فلا شيء غير الجثث والجراح لا شيء غير الدماء تغص المكان ولا شيء غير أزيز الرياح وطفل ٌ وحيد يلعب بأشلاء إخوته الميتين يسائل في وجه أمه في بعض أشلائها التامة لمَ لم تعد تبتدره الحنين وتسقيه ثدياً هنيئاً لكي يستكين فلا تستجيب فيمعن في دمعه والبكاء ومن حوله عالم أخرسٌ باردٌ جامدٌ جمود العبيد *** أيها الساكتون سيلعنكم صمتكم حين يمعن " نيرون" في قتل أبناء جلدتكم ثم لا تنكرون
أيها الصامتون ترون استباحة شعب وتغضون كالمرأة الفاجرة حين تغضي عن أمها العاهرة *** أيها الزمرة الباغية كفى قد جأرنا إلى الله يهلككم دفعة واحدة وعما قريبٍ سنقتص من كل منحط مارس أعمالكم ودناءتكم وحقارتكم وأعمل سلاحه ضرباً وقتلاَ وحرقاَ وحرفاَ في الثورة الباهرة *** هل حطت الحرب أوزارها ؟ أُُسائل نفسي وأسمع لعلعة في الأفق فأغفو على ورقي أغفو على ورقي والألم .