يأتي هذا التحقيق ردا على السلطة الجزائرية التي مافتئت تتهم المغرب ومن فراغ على أنه ينتهك حقوق الإنسان في أقاليمه الجنوبية.مسخرة في ذلك شرذمة من الانفصاليين في خطط مفضوحة للنيل من استقرار وأمان هذا البلد الذي قطع أشواطا مهمة في ترسيخ النهج الديموقراطي وهذه حقيقة مؤكدة و بشهادة العديد من المنظمات الدولية في هذا المجال، وحيث أن هذه الأقوال مازالت تتكرر بدون سند أو حجة.وحيث أن حكام الجزائر لم يستحيوا من أنفسم،فإننا عملنا على كشف المستور وفتح العديد من الملفات الدامية في هذا البلد حتى يكتشف العالم بناء على شهادات حقيقية مادا يجري فوق هذا التراب، خلف الحدود الشرقية للمغرب.من ظلم وقهر وانتهاكات جسيمة حقيقية لحقوق الإنسان. ------------------------------------------------------------ مقدمة علمتنا الحياة أنه عندما يكون بيتنا من زجاج ،فلا يجب علينا نقذف الناس بالحجارة ،لكن هذه الأمور مازال لم يعها الطرف الآخر خلف الحدود .مازال لم يستوعب بعد الأمور،بحيث أنه حينما يرسل العديد من الترهات والأكاذيب والتهم ليسيء إلى المغرب،فإنه بالمقابل يكشف عن عورته،ويجعل العالم يحول نظره إليه أكثر من غيره،لأن المنطق هنا يفرض أنه، عندما نشير إلى الآخر بالإصبع.ونتهمه بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كما يحلو للبعض أن يلوكها بين شدقيه، في كل ساعة وحين ، وننصب أنفسنا حماة لهذا الحق ومدافعين عنه،وجب علينا أولا ،أن نكون على الأقل ،نموذجا في هذا الشأن،أي على حكام الجزائر أن يحترموا هذه المواثيق الدولية الراعية لحقوق الإنسان. بحيث يجب أن يكون سكان الجزائر ينعمون بالأمن والأمان والعيش الرغيد في فضاء من الحرية والديموقراطية.أما وأن يكون العكس.وأن يكون الشعب في الدرك الأسفل.والسلطة الحاكمة تستولي على خيرات البلاد وتصدر الأموال إلى لأبناك العالمية، وما فضل من فتاة عائدات البترول يستثمر في شراء الأسلحة والعتاد معللين هذا العمل بأنهم يجاورون عدوا لا يؤتمن له جانب،فهذا مخجل،والأغرب فإنهم يعملون بدون حياء على تمرير هذا الخطاب المسموم للشعب الجزائري ،الذي يدرك اليوم تمام الإدراك، بأن جيرانه المغاربة يكنون له كل الحب والاحترام والتقدير.لأن المغاربة تجري في عروقهم نفس الدماء.وتتحرك أفئدتهم بنفس الشعور.والشعب المغربي هو نفسه الذي كان دائما إلى جانب إخوانه الجزائريين يساندهم في محنهم ويشاطرهم أفراحهم وأتراحم. قد يكون الشعب الجزائري تحت القهر والظلم الذي مورس ومازال يمارس عليه صامتا حتى الآن، فهذا لا يعني أنه غبي،أو سلبي و ضعيف.فهو شعب ذكي ويعي كل ما يدور حوله، ومن الجهل أن نحكم على الآخر بالغباء.. لأن ما جرى لهذه الأمة لا يمكن أن ينسى بسهولة ،فالأرواح التي أزهقت، والأعراض التي هتكت، والأطفال الذين يتموا، والنساء الأرامل والثكالى، كل هذا لا يمكن أن يمر بسهولة.فالحرب الأهلية التي عاشتها الأمة الجزائرية ستبقى وصمة عار في جبين السلطة الحاكمة لهذا الشعب الأبي المسلم.هذه هي الجزائر التي تنصب نفسها راعية لحقوق الإنسان في شمال إفريقيا.هي نفسها التي حركت آلتها العسكرية لتحصد الأرواح في حرب همجية غابت فيها كل الأعراف والتقاليد.حرب شنت على شعب مدني أعزل، كل جريمته،أنه صوت لصالح جبهة الإنقاذ الإسلامية.لأنه رأى فيها بصيص أمل يمكن أن يخرجه من دوامة الظلم والقهر الذي يفرض عليه. قد تبدو هذه الحقيقة غائبة عن السواد الأعظم من الناس، وحتى أولائك الذين سمعوا عنها أو تابعوها عبر أجهزة الإعلام.فقد كانوا ضحية سياسة التعتيم و التضليل والتدليس وطمس الحقائق وتزوير أرقام الضحايا.لأن المؤسسة العسكرية الجزائرية كانت دائما تلصق التهم بالإسلاميين، وقد جندت لهذا الهدف مجموعة من المنابر الإعلامية المأجورة لخدمة هذه الغاية.وهذا الأمر مازلنا نراه في إدارة شؤون حفنة من الانفصاليين بحمادة تند وف، وهم أيضا من صنعها ويخدمون هذه االنوايا الدنيئة. إن الآلة العسكرية الجزائرية تفننت في كل شيء.لكنها فشلت في أمر واحد لم تضعه في الحسبان.هو أن الحق طال الزمن أم قصر ،يعلو ولا يعلى عليه.اليوم السلطة الحاكمة في الجزائر في مأزق كبير،فهي اليوم تفاجأ بمجموعة من الضباط الذين كانوا حتى الأمس القريب يد الجنرالات التي يبطشون بها. اليوم تخرج مجموعة من الأصوات هنا وهناك لتصرح وتعترف بما ارتكب في حق إخوانهم وأخواتهم وأمهاتهم من قتل، وحرق وتنكيل بالجثث.حرب قذرة استعملت فيها كل الوسائل لتدمير الشعب الجزائري...ضمائر صحت ونفوس أضناها الصمت فاستيقظت في أعماقها مشاعر مثقلة بوزر ما اقترف من جرائم.مستجدية باعترافها بهذه الحقائق الدامية لحظة من الطهر.وبعضا من المغفرة.لأن كل الأرواح التي سلبت من أصحابها بدون موجب حق ،ظلت معلقة بين السماء والأرض.لتتحول إلى كوابيس ولعنات تتابع زراع الموت والخراب في كل مكان. ولم يتوقف الأمر لدى هؤلاء الجنود عند حد القول والتصريح في مجموعة من المنابر الإعلامية الغربية في البلدان التي احتموا بها كلاجئين سياسيين.بل عملوا على إصدار مجموعة من الكتب التي تحولت إلى وثائق دامغة تؤرخ لفترات سوداء من التاريخ الدموي للجزائر.شهادات مدونة بالتواريخ والأمكنة والأسماء،لتربك الأجهزة الحاكمة بالجزائر.لتوقظ عليهم الصراخ هنا وهناك من طرف مجموعة من المنظمات الحقوقية الدولية.وفي مناورة مكشوفة وبدون حياء، ولتحويل المنتظم الدولي عن ما يدور في الجزائر تتعاقب الأجهزة الإعلامية الموجهة من طرف السلطة في هذا البلد على اتهام المغرب بانتهاكات حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية كورقة لإبعاد النظر عن حقيقة ما يجري في هذا البلد الجار.الذي جار عليه حكامه. تعلمت دائما بأن الكتابة الإعلامية هي أمانة،وفي نفس الوقت هي مسؤولية كبيرة ، فعندما أكتب يجب أن أنطلق من مجموعة من الحقائق المذيلة بالوثائق والشهادات الحية التي تضيف لكلامي المصداقية والحجة الدامغة التي لا تجعل الشك يتسلل لما أكتب. وقد عملت في كتاباتي التي تخص الدفاع عن بلدي وعن كرامة أزيد من30مليون مغربي بأن تكون حججي نابعة من عمق البلد الخصم.أي شهادات وأدلة أستقيها من أفواه أبناء جيراننا في الجزائر لتكون حجة لنا وعليهم في ما نكتب للناس وهذا للأمانة. الحرب الملعونة لقد اخترت اسم الحرب الملعونة كعتبة للسفر في رحلة سوداء من التاريخ الجزائري، رحلة رسمتها سياسة فاسدة ،هي من إرث الاستعمار الفرنسي.ويؤدي فاتورتها الشعب الجزائري المغلوب على أمره.شعب كافح وقاوم الاستعمار من أجل أن ينعم في جو من الحرية والاستقرار، ليجد نفسه بعد الاستقلال أمام استعمار آخر أشد بطشا وتسلطا ليصبح جبروت ذوي القربى أشد مرارة من ظلم الآخرين.وسأحاول في هذا المسار أن أركز في هذا التحقيق على مجموعة من الشهادات الحية أغلب أصحابها جزائريون ليس فقط عايشوا هذه الحرب الملعونة في كل النواميس السماوية وقوانين بني البشر، بل شاركوا فيها وتحملوا أوزار ما سقط فيها من أناس أبرياء عزل...أسرد هنا مجموعة من الوثائق التي لا تحتاج إلى تعليق ،فإبليس نفسه يستلطف ويخجل منها. 1.الوثيقة الأولى كتاب الحرب الجديدة للجزائر لمؤلفه:الصحفي جلال مالطي يروي الكاتب فيقول بأنه: "هناك حوالي100 ألف من القتلى، هي الحصيلة التقريبية لحرب الجزائر الدموية، منذ انطلاق شراراتها الأولى سنة 1992، حرب ليس لها اسم محدد، ولا رقعة جغرافية مميزة، إنها مثل الطاعون، تضرب في الكثافة البشرية وتأتي من الهدوء المطلق ومن اللامتوقع. وبالرغم من الشجب الذي عبر عنه المجتمع الدولي، فان هذه الطاحونة البشرية المميتة، غير المفهومة أسبابها بشكل دقيق لم تتوقف".. يطرح الكاتب رقما للكارثة التي ألمت بالشعب الجزائري 100 الف من القتلى وهذا الرقم هو تقريبي لما حصل لأن الرقم الحقيقي يجهله الكل ،فالآلة العسكرية المسخرة من جنرالات الجزائر كانت لا تبق ولا تدر.وكانت تضرب في "الكثافة البشرية "وهي ضربات مفاجئة، تأتي بصمت ومن حيث لا ينتظرها الناس.ويستمر الكاتب في تفسير هذا القضاء المبين "فللمأساة دائما ذيول، وهي حين تجرجر الناس وتخلق التخبطات الأشد درامية، فهي تؤشر إلى أن الأيادي الفاعلة، أكبر من قوى مرشية وملموسة، وهذا هو الأسوأ، أن تكون متخفية في أشكال وظلال وخطابات، قد يكون ما تعبر عنه علانية مجرد طبقة سطحية خادعة، كما هو الشأن بالنسبة لمياه المستنقعات المضللة..... وهذا التشبيه هو أقرب إلى الواقع الجزائري، واقع الحرب الغير النظامية التي تشبه من ناحية حرب العصابات ،وتشبه من ناحية أخرى حربا أهلية يشارك في لعبتها أكثر من طرف، وبتعبير أدق أكثر من فاعل. هنا إشارة قوية للسلطة الحاكمة السادية التي كانت دائما تخفي خلف وجوهها وخلف ما تبدي وما تصرح به.نماذج من البشر متعطشين للدم ويعشقون رائحة الجثث المتفحمة والبارود.ويذهب إلى تشبيه هذه الحرب المعلنة على الشعب الجزائري تارة بحرب العصابات التي لاتخضع لمنطق ولا خطة معلنة، وتارة أخرى إلى حرب أهلية. فهو حينما يشير إلى "يشارك فيها أكثر من طرف"يعني أنه السلطات الحاكمة في الجزائر عملت على خلق جبهات مزعومة وسط المدنيين وزرع جواسيسها ومليشياتها وسط الشعب للتحريض وخلق لفتن، ليصير الشعب في مواجهة مع نفسه بعدما يفقد الثقة في رموزه. ولم يغفل الكاتب دور الصحافة الجزائرية في دائرة هذه الصراع الأسود، إذ اعتبرها الشريك رقم واحد في ما حل بالجزائريين ،إذ كانت لها اليد في إشعال فتيل الحرب حينما سايرت خيارات الجيش وروجت لمقاطعة الانتخابات المتعلقة بجبهة الإنقاذ الإسلامية التي حققت فوزا سحيقا في الدور الأول. يبدأ الكاتب كلامه عن الصحافة بطرح سؤال محوري" هل صحافة الجزائر مستقلة؟ وهو يعتقد، مستنداً إلى الأمثلة التي يسوقها، أن هذه الصحافة شاركت النظام الجزائري مخاوفه عندما دعت في عناوينها الكبرى الى قطع الطريق على الإسلاميين. فصحيفة «الوطن» كتبت «لا للدور الثاني من الانتخابات» وفعلت الشيء نفسه صحيفة «لوماتان» وصحف أخرى. وهكذا بحسب المؤلف، فانه بدفاع الصحافة عن خيارات الجيش تكون قد حفرت قبرها بنفسها. مع ما رافق ذلك من محاكمات صورية مضحكة لصحافيين من صحيفة «الوطن»،أما بخصوص باقي الصحفيين الذين رفضوا بيع أقلامهم، فقد كان مصيرهم القتل إذ يشير الكاتب إلى سقوط أكثر من ستين صحافيا في إطار تصفية حسابات، نسبت كلها الى جبهة الإنقاذ. 2.الوثيقة الثانية : مقتطف من مقالة بعنوان: سفاحون في مزاد توبة على المقاس... للصحفي أنور مالك ،كاتب وصحفي جزاري لاجئ بفرنسا يقول: القتل في الجزائر إبان الحرب الأهلية كان يوميا وبصورة عجيبة فاقت كل حدود التخيل، ويصل في بعض الأحيان إلى الساعات والدقائق، وفي متناول الجميع عن طريق الاغتيالات بالأسلحة النارية أو البيضاء أو السيارات المفخخة أو الألغام أو الاختطافات أو التعذيب... الخ، كل الأطراف تمارس ذلك بغض النظر عن الهدف والغاية والمنطلق، فالنظام يقتل بحجة حماية الوطن والجمهورية من أعدائها والمتربصين بها من “عملاء” لدول أجنبية “مارقة” كإيران وطالبان في أفغانستان وحتى السعودية، والمسلحون المتمردون الذين يسميهم النظام إرهابيون يقتلون باسم الدين والدولة الإسلامية المنشودة، والقاسم المشترك بين الجبهتين هو الدم المراق، والمسحوق هو الإنسان الجزائري البسيط. هذه شهادة قوية من رجل عايش الأحداث وسايرها عن قرب بحكم وظيفته كمحافظ إعلامي سياسي في المؤسسة العسكرية الجزائرية ،ثم انشق عنها في النهاية بعدما صحا ضميره،وعن سبب هذا التصريح وعن صحوة الضمير فإنه يقول:عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان وما أقترف بحق البشر في الجزائر فالصمت هنا يصبح خيانة لا تغتفر... 3.الوثيقة الثالثة: مقتطف من مقالة للدكتور الصحراوي احميدان ولد الناجي،بعنوان:متىتنتبه العدالة الدولية إلى جرائم الجزائر. العشرية السوداء أو سنوات الجمر كما تسمى في الجزائر، حصدت أكثر من 500 ألف قتيل و جريح و مفقود و مغتصبة، و تم فيها إبادة قرى بأكملها، و سجن أثناءها مئات من الأبرياء في واد الناموس و سركاجي و بربروس. فترة أليمة و قاسية و حساسة مر منها الشعب الجزائري، عرفت خلالها قتل و اختطاف آلاف الأطفال و النساء و الشيوخ وتدمير الكثير من الأملاك العمومية من مدارس و مصانع و قناطر حتى الغابات لم تنج من الحرب الأهلية ،10 ملايير دولار خسارة ،حقبة تاريخية رهيبة هرب فيها الآلاف من الجزائريين و الجزائريات إلى الخارج لانقاد جلدهم من عدو خفي و دموي، فلا زال الشعب بعد هذه المرحلة السوداء لم يتوصل إلى معرفة هوية المسؤول الحقيقي عن جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية التي ارتكبت في الجزائر من سنة 1992 إلى الآن، و لا أحد يريد الإجابة على سؤال من قتل من؟ و ما هي المقاصد و الغايات من هذا التقتيل و التشريد و الاغتصاب؟ و ما هو الهدف من وراء هذه الحرب الأهلية؟ حتى اللجان الحقوقية المحلية و الدولية فشلت و عجزت عن الإجابة و تشريح هذا الدمار و العنف و العنف المضاد، ففصول هذه الرواية لم تكتمل بعد. كلام لا يحتاج إلى تعليق أو تفسير. فما تفوه به الدكتور احميدان ولد الناجي يحيلنا على عالم من الوحشية والهمجية ،صناع هذه الحرب فيه راديكاليون ،تخطوا كل الحدود وتفوقوا فيما قضوا به على الشيطان نفسه .رقم مهول لضحايا القتل الاغتصاب والاختطافات.ودعوة صريحة للمنتظم الدولي للتحقيق في هذه المأساة على الأقل لفك رموز ومعرفة أسباب كل هذا الدمار، وإعطاء جواب شاف للسؤال الذي مازال معلقا:من قتل من؟ 4.الوثيقة الرابعة مقتطف من كتاب :الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة.. الإبادة .ل مؤلفه الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك ،وكتب أيضا:قتلة بلا وجوه. يحكي الكاتب: "عندما قُتل بوضياف يوم 29 يونيو/حزيران 1992 فهمنا ذلك جميعا بشكل خاطئ، فقد قتل على يد أحد حراسه الملازم لَمبارك بومعرافي، وأصبح شائعا الآن في الجزائر ربط اغتيال بوضياف بالمافيا، وهي عبارة غامضة اسُتخدمت للإشارة إلى الطبقة الاجتماعية والسياسية التي اغتنت على حساب الوطن أثناء حكم الشاذلي طيلة 12 عاما. أما السيدة بوضياف فقالت إنها لم تعتقد للحظة واحدة أن جبهة الإنقاذ قتلت زوجها. كان موت بوضياف اللحظة التي أصبحت فيها حرب الجزائر وحشية، وخلال سنتين حصلت مأساة واسعة غير مصرح عنها في أنحاء البلاد، طبيعتها معروفة جدا، لكن أبعادها ازدادت بشكل مرعب يوميا مع إراقة الدماء على مستوى لا مثيل له منذ الاستقلال عن فرنسا.وبحلول عام 1994 سجلت رسميا أربعة آلاف عملية قتل، وكانت مناطق واسعة من الجزائر تسقط كل ليلة تحت سيطرة تنظيم عسكري متماسك جدا.. "الجماعة الإسلامية المسلحة". لم يكن التمرد الإسلامي محتكرا للقتل، ففي أواخر 1993 كانت مجموعة حقوق لإنسان الجزائرية أول من أعلن أن الحكومة تستخدم فرق الموت في صراعها ضد الإسلاميين. ومع توالي سنوات الدم كانت قوات الأمن الجزائرية شديدة التورط في الفظائع أكثر مما تستطيع تصوره، وقامت بالفعل بتنفيذ بعض المجازر المتفرقة التي وجهت اللوم فيها إلى الإسلاميين.ورغم ذلك كانت النتائج تُنشر دائما بشكل مرعب، وفي قرية واحدة على سبيل المثال ذُبح 349 جزائريا معظمهم من النساء والأطفال، وشهد المتطوعون الذين شاركوا قوات الجيش في الحرب على "الإرهاب" أنهم وجدوا لحى مُزيفة وعطورا يستخدمها الإسلاميون، وتساءلوا من هم القتلة وماذا يفعل الجنود بهذه اللحى؟ يحكي روبرت فيسك،عن عمليات التضليل وتشويه الحقائق التي رافقت هذه الحرب الخبيثة.ويشير في كتابه ويعطي إشارات قوية لتورط الجيش في هذه العمليات القذرة يصف كيف كان الجنود يتخفون خلف اللحي ليضللوا الناس والرأي العام الدولي ليلصقوا التهم بالإسلاميين في حين هم الذين ينفذون هذه المجازر في الشعب الجزائري. *مايلي بدون تعليق ،لأنني أتركه للقارئ الكريم 5.الوثيقة الخامسة: تصريحات للضابط لحبيب سويدية مؤخوذة من كتابه:الحرب القذرة،الذي هز كيان الجنرالات في الجزائر "سويدية "شاهد عيان على المجاز بحيث كشف عن عمليات نفذتها مجموعات من الجيش للتخلص من الإسلاميين، بحيث يروي ما شاهده من جرائم ضد المدنيين من قتل وحرق واغتصاب ونسب هذا للإسلاميين.وقد أثار كتابه ضجة إعلامية في فرنسا وأعطى ثقلا كبيرا لمطالب جماعات حقوق الإنسان في الجزائر للتحقيق في عمليات القتل.وعن هذه المأساة فيقول: "رأيت زملاء لي في الجيش الجزائري يحرقون صبيًا عمره 15 سنة، ورأيت جنودًا يتنكرون في زى إسلاميين ويذبحون المدنيين، ورأيت ضباطًا يقتلون – ببرودة- متهمين بسطاء، وضباطًا يعذبون - حتى الموت- المعتقلين الإسلاميين، والكثير من الأشياء، ما يكفي لإقناعي بتحطيم جدار الصمت. وعن الجنرالات في الجزائر يحكي سويدية: "بأن جنرالات الجيش الجزائري لم تكن لهم مصلحة في "استئصال" الإسلاميين. بل إن الهدف الأساسي لأولئك الجنرالات كان في واقع الأمر هو تدمير أي معارضة سياسية حقيقية في البلد من أجل الإبقاء على السلطة والموارد المالية في أيديهم حتى لو أدى ذلك إلى دفع المجتمع كله إلى مربعات التطرف والعنف. " ويربط سويدية الصراع على الموارد المالية الذي يحدث داخل أوساط النخبة العسكرية الحاكمة بنشوء مجموعات متنافسة أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات كانت تهدف إلى السيطرة على عوائد "البترودولار" الجزائري, وقادت صراعاتها تلك إلى تدمير جوانب من الاقتصاد الجزائري, وإلى إبقاء حصة الأسد في أيديها. وكانت النتيجة لكل ذلك هو التدهور الاقتصادي المريع والمتسارع الذي شهدته الجزائر, وترافق مع حدة العنف الموجود بل وغذاه.. وعن عمليات إلصاق التهم بالإسلاميين فيما كان يرتكب في حق المدنيين العزل من مذابح.ولعل من أبرز العمليات القذرة التي زرعت الشك في قلبه أثناء عمله في بلدة الأخضرية ذات الميول الإسلامية لغالبية سكانها. ما حصل في إحدى ليالي آيار من ذلك ،عام 1994م حين تلقى أمرًا بأن يواكب رجاله في مهمة عسكرية، وقد فوجئ بأولئك الضباط يرتدون جلابيب، وقد أرسلوا لحاهم كما لو أنهم إسلاميون، وفي الحال أدرك أن مهمة قذرة ستنفذ، لا سيما وأنهم كانوا يحملون معهم قوائم أسماء، وبالفعل اتَّجه الضباط الأربعة بحراسة الدورية التي يترأسها سويدية، حسب ما يحكي في كتابه إلى قرية مجاورة، وقرعوا أبواب بعض الأكواخ ثم عادوا ومعهم خمسة من الرجال وقد أوثقت أيديهم خلف ظهورهم، وألبسوا أقنعة حتى لا يروا شيئًا، وعند الرجوع إلى موقع القيادة في بلدة الأخضرية تبين (لسويدية) أن زملاء آخرين له قاموا بمهمة مماثلة، وعادوا أيضًا ببعض الأسرى من القرى المجاورة .بعد أن قاموا بعمليات قتل وتعذيب بشعة، وتم اقتياد الأسرى إلى سجن الثكنة حيث بدأت عمليات تعذيب دامت بضعة أيام، ثم انتهت بقتل الأسرى رميًا بالرصاص أو ذبحًا و حتى حرقًا، ورميت جثثهم في ضواحي بلدة الأخضرية، وقد حضر (سويدية) عملية تعذيب وحرق لاثنين من الأسرى، رجل في الخامسة والثلاثين، وفتى في الخامسة عشرة . وقد سمى في كتابه الضابط الذي سكب عليهما صفيحة النفط وأضرم فيهما النار، وكذلك الضباط الذين كانوا يتفرجون على العملية. وبلغ الاشمئزاز ذروته عندما أذاعت القيادة العسكرية على أهالي الأخضرية بيانًا يفيد أن الإرهابيين داهموا بعض القرى المجاورة وقتلوا العشرات من رجالها وألقوا بجثثهم في الطرق . وقد دعت القيادة الأهالي إلى التعرف على جثث القتلى في مشرحة مستشفى الأخضرية وإلى استردادها لدفنها، أما الجثث التي أُحرِق أصحابها فقد تعذَّر التعرف على هوياتهم، فقد عُدَّ أصحابها من المفقودين الذين لا يزال أهاليهم يبحثون عنهم إلى اليوم . وإلى هؤلاء الأهالي يوجه سويدية الكلام فيقول: (إنني أورد هنا أسماء بعض الأسرى ممن لا تزال عائلاتهم تعدهم من المفقودين، أو من الذين قتلوا على أيدي الإسلاميين، وهم في الواقع ما قتلوا إلا على أيدي عسكر الأخضرية بناءً على أوامر صادرة من الجنرالات وهؤلاء هم الشقيقان بريطى والشقيقان بيرى وفريد قاضى وفاتح عزراوى وعبد الواهب بوجمعة ومحمد مسعودي ومحمد متاجر وجماد مخازنى ) ويؤكد: أن هذين الأخيرين كانا بريئين تمامًا، وأنه كان يعرفهما معرفة شخصية وأنهما لا علاقة لهما البتة بالإسلاميين، فالأخ الأكبر منهما كان رب عائلة مسالمًا، يعمل في مصنع للدهان تابع للدولة، وأصغرهما كان فنانًا رسامًا، أما محمد متاجر فكان رجلاً في الستين من العمر وكان له ابنان هما – بالفعل- من المطلوبين، لذلك عُذَّب ثم اقتيد إلى ساحة الموقع، وعلى مرأى من جميع العسكريين الحاضرين بال عليه قائد الكتيبة.ولما اعترض سويدية على هذه القذارة فوجئ بتوقيفه قيد التحقيق بتهمة سرقة قطع غيار، وتلك -كما يقول- كانت بداية نزوله إلى الجحيم، حيث قضى في الزنزانة أربع سنوات تعرض في أثنائها للإهانة والضرب المبرح، ولمحاولة اغتيال وعندما أطلق سراحه. في عام 1999 قرر النجاة بجلده والهرب من معسكر الاعتقال الكبير جزائر الكولونيلات بأي ثمن كان، وهكذا كان لجوؤه إلى فرنسا 6.الوثيقة السادسة مقتطف من كتاب: مجزرة من قتل من في بن طلحة - لنصر الله يوس، أحد الناجين من المجزرة يقول نصر الله يوس في صفحة من مؤلفه:في 22 أيلول 1991 ومع بداية الليل، حضر نحو200 رجل مسلح حياً في بن طلحة، وهي ضاحية بعيدة من ضواحي الجزائر العاصمة. ذبحوا بطريقة منهجية أكثر من 400 شخص من الرجال والنساء والأطفال، صراخ الضحايا وصوت انفجارات القنابل سمعت إلى مسافة كيلومترات عدة. بقي العسكر الذين اتخذوا مواقع لهم على بعد بضع عشرات من الأمتار من بن طلحة، مزودين بمصفحات وسيارات إسعاف، في أماكنهم ولم يتدخلوا، بل ومنعوا أهل الجوار من التدخل ونجدة السكان. *ساكنة حي بن طلحة المنطقة التي وقعت بها المجزرة كانت قد صوتت بنسبة 100 بالمئة لصالح الجبهة الاتقاد الإسلامية تحكي الوثيقة عن حرب استأصلت سكان حي بكامله لأنه صوت لجبهة الإنقاذ.مجزرة على مسمع ومرأى الكل، بلا خجل وببرودة دم ،كانت الأيادي الآثمة تزهق الأرواح . 7.الوثيقة السابعة هي شهادات متتالية لمجموعة من الجنود تباعا أترك للقارئ الكريم حق التعليق شهادة للنقيب هلال سليمان ،الذي كان عاملا في مركز الرادار بأعالي الشريعة ولاية البليدة يروي النقيب هلال سليمان الذي كان عاملا في مركز الرادار بأعالي الشريعة ولاية البليدة )،أنه قد حضر عملية تعذيب شخص حتى الموت وهو شاب في العقد الثالث من عمره، حيث قبض عليه ليلا وهذا الذي دفع الرائد نموشي الحفناوي الذي كان قائدا للكتيبة بأن يأمر بتعذيبه لكنه قتل لما أستعمل معه السلك المعدني الساخن في ذكره، ورميت جثته في الغابة المحاذية للطريق المؤدي لمنطقة حمام ملوان، عثر عليه في ما بعد وبلغهم بأنه سكير ومدمن على المخدرات... شهادة للرائد سوالمية مراد أما الرائد سوالمية مراد وهو من القوات الخاصة، تخرج من الأكاديمية العسكرية لشرشال عام 1991، فقد قتل بنفسه أثناء مهمة له في البليدة فتاة تلبس جلبابا في نواحي بوفاريك، حيث أوقفها شاهرا في وجهها السلاح وطلب منها أن تنزع عنها جلبابها للتأكد من هويتها ومن دون أن يقترب منها، إلا أنها رفضت فأطلق عليها النار في رأسها، ظنا منه أنها إرهابية يلباسها ذلك من أجل التمويه، ويعترف بأنه لحد تلك اللحظة نادم، فقد وجدها فتاة جميلة وطالبة جامعية بمعهد الخروبة للعلوم الإسلامية ومما يذكره عنها،أن إسمها سمية، وقد صام شهرين متتابعين وما زال يحس بالندم الشديد، حتى أنه يؤكد على قتله لمئات الأشخاص إلا أنه لم يندم أبدا فهو يؤدي الواجب الشرعي والوطني، أما ما يتعلق بسمية فقد ظلمها ولن يغفر لنفسه أبدا... شهادة الرائد بوخدنة رضوان (يتحدر من قسنطينة) الذي كان مسئولا على مركز مراقبة في بومرداس يحكي بوخدنة رضوان،عن قصة تعذيب شاب قبض عليه في مركز مراقبة بالطريق الرابط بين قورصو وعين طاية وهو في حالة سكر على الساعة 4 صباحا، فتم نقله إلى مركز القيادة للمجموعة 14 ، فأمر العقيد بن علال حسين حينها بإستنطاقه مهما كان الأمر وبأي طريقة كانت، لمعرفة حقيقته قبل طلوع الشمس، فقام الملازم الأول أكرم وهو ضابط المخابرات للثكنة رفقة جنديين من مصلحته بتعذيبه تعذيبا شنيعا، حيث إستعملوا أسلاك الكهرباء وخراطيم المياه وقارورات الزجاج التي يتم إدخالها في دبره، ولم يكونوا على علم بأنه مريض مرض عقلي، وفي أحد المرات ضربه الملازم الأول أكرم وهو من نواحي عنابة ويحمل رتبة رائد الآن، بقضيب خشن على صدره في الجهة اليسرى فأغشي عليه، ولفظ أنفاسه بعد دقائق معدودة ربما بسبب مرض آخر بالقلب، عندها أمر العقيد بن علال برمي جثته في الغابة المحاذية لبودواو غير بعيد من الطريق الوطني رقم خمسة، وقد تألم الجندي كثيرا الذي ألقى القبض عليه، ولو علم بما سيحدث له ما فعل ذلك أبدا. شهادة العريف الأول عوين محمد وهو من القوات الخاصة ورجل مدمن على الكحول والمخدرات يروى العريف الأول عوين محمد ،عن الكثير من جرائم القتل والذبح والإبادة التي اقترفها وخاصة في فترة وجوده بالبليدة بداية من عام 1993، ومما رواه أنه كان برفقة صديقيه وزميليه الرقيب ضرايفية حسين وآخر إسمه فداوي الناصر بحيث أنهم قاموا بإحراق أشخاص بعد جرحهم في عملية مداهمة وتفتيش للبيوت بنواحي بوفاريك، ويحكي أيضا أنه كن على شاطئ الدواودة العسكري في صيف عام 1994، في ليلة من الليالي، خرج برفقة فصيلة يعمل معها في تفتيش منزل في مهمة بحث عن أحد أفراد الأسرة الذي يعتقد بأنه من وراء عملية هجوم على فصيلة للدرك أسفرت عن مقتل عناصر عديدة، وقد رفض رب الأسرة أن يسمح بتفتيش بناته وهن من دون حجاب،مما دفع العريف الأول فداوي الناصر إلى ضربه بمقبض السلاح على رأسه أسقطه أرضا، دفع المشهد بأحد بناته أن انقضت على العسكري لتأخذ منه سلاحه وهي تصرخ وتسب، فكان أقوى منها فأسقطها أرضا مما دفعه إلى رشقها رشقة من سلاحه مزقت صدرها، الأب الذي عاد لوعيه تنبه لما حدث لإبنته فاندفع بدوره وهو يكبر تكبيرات عرف بها مناضلوا جبهة الإنقاذ الإسلامية، وضرب فداوي بلكمة قوية على وجهه أسالت الدم من أنفه، فيتدخل عوين محمد وركله برجله حتى سقط على وجهه، ليتقدم فداوي الناصر الجريح ،ويعدمه ببرودة أعصاب، حيث بقر بطنه وصدره بحربة سلاحه، ولما لفظ أنفاسه أطلق عليه النار ليتأكد من مقتله، أما بناته الأخريات فنكاية فيه وفي شقيقهن "الإرهابي كما يسميه" قاموا باغتصابهن والتلذذ بهن جهارا وعلى مرأى بعضهن البعض، والعجيب في كل ذلك أنه بعد نهاية الاغتصاب الجماعي، تم وضعهن في غرفة وأطلقوا النار عليهن جماعيا، ليتم في ما بعد تفجير البيت بقنابل يدوية ...... شهادة الرقيب صانع محمد يروي الرقيب صانع محمد، أنه أثناء تأديته للخدمة الإجبارية، حضر بنفسه أثناء عملية تمشيط إعدامات جماعية يقوم بها ضباط وهم في حالات سكر أو تحت تأثير الحبوب المهلوسة والأفيون، حتى أنه لما عاد إلى مسقط رأسه بمجاجة الأبيض سيدي الشيخ بالشلف، أصيب بمرض نفسي لعام كامل، وقد ندم الندم الشديد على ما اقترفه في حق أبرياء عزل حسب تعبيره... الوثيقة الأخيرة في التحقيق وليست الأخيرة في سلسلة الجرائم المرتكبة في الشعب الجزائري وهي قراءة في مقاربات الفساد الجزائري ، لأبو جرة سلطاني. وهو داعية وسياسي ووزير في الحكومة الجزائرية ورئيس حركة مجتمع السلم حمس يقول أبو جرة سلطاني : "الفساد في الجزائر حقيقة لا ينكرها أحد ،ولا يختلف فيها إثنان، وقد تجذر في دواليب السلطة إلى حد التعفن، وصار النظام متهما لا ترجى براءته ،وتحت طائلة قوائم مثيرة منذ الإستقلال، فالفضائح لا يمكن حصرها في مقال أو حتى مجلدات، فتهريب الأموال إلى الخارج تورط فيه مسؤولون وبإعتراف من طرف هيئات دولية وحتى شخصيات مهمة في أعلى هرم الدولة، فقد فجر رئيس الحكومة الأسبق لخضر إبراهيمي فضيحة 26 مليار راحت عمولات ورشاوي، ونجد فضائح الإغتيالات السياسية المشبوهة، كإغتيال الوزير محمد الصديق بن يحيى وطاقم مهم من الخارجية الجزائرية... إغتيال الرئيس محمد بوضياف من متهم مفترض خرج والده أخيرا من صمته وبرأه من دون أن يبوح بما إعترف له به نجله، الذي يرتاد على زيارته في سجن البليدة العسكري، وظهر الرجل غارقا في الفقر المدقع ويخاف ربما حتى من ظله، وإغتيال كريم بلقاسم في ميونيخ، وإغتيال رئيس الحكومة السابق وجهاز المخابرات قاصدي مرباح، وإغتيال زعيم نقابة العمال الجزائرية وأحد أقطاب الإنقلاب على إنتخابات 1991 عبد الحق بن حمودة، وإغتيال زعيم جبهة الإنقاذ عبدالقادر حشاني، وإغتيال الوزير الأسبق محمد حردي الجنرال حبيب خليل والجنرال فضيل سعيدي وضباط كانوا ممن عول عليهم الرئيس بوضياف في حربه على الفساد المتجذر في دواليب الدولة كالرائد مراد والنقيب عبدالحق، وحتى الإغتيالات التي طالت شيوخ إسلاميين في السجون والجبال كما حدث ليخلف شراطي بسجن سركاجي ومحمد السعيد وعبدالرزاق رجام والسعيد مخلوفي وزرفاوي بوبكر في أدغال ومغارات جبلية، وكذلك المطربين كالقبائلي معطوب الوناس والشاب حسني وحتى الصحفيين كالطاهر جاووت وغيره... قائمة الإغتيالات طويلة من شخصيات وحتى مواطنين بسطاء حملتهم أقدارهم يوما بأن كانوا شهودا على حدث ما، إلى جانب الإغتيالات المشبوهة، هناك فضائح أخرى تتعلق بالإرهاب من مجازر في حق المدنيين كمجزرة بن طلحة والرايس وغليزان وبني مسوس... الخ، وهناك فضائح البنوك كالتي سميت بفضيحة القرن من طرف رئيس الحكومة الأسبق أحمد أيحيى، وتتمثل في فضيحة الخليفة، وفضيحة البنك الصناعي التجاري والبنك الوطني الجزائري وفضيحة بنك البركة ببئر خادم... بغض النظر عن القضايا التي نقرأها يوميا من إختلاسات وثغرات مالية، وفضائح سياسية كالتزوير في التشريعيات التي قادها أحمد أويحيى زعيم الأرندي بصفته رئيسا للحكومة عام 1998، والإنقلابات على الأحزاب كما حدث لحركة الإصلاح وزعيمها عبدالله جاب الله، والإنقلاب على بن فليس وجناحه في الحزب الحاكم الجزائري، والإنقلابات على الرؤساء كبن بلة والشاذلي بن جديد وعلي كافي واليمين زروال، فضائح أخرى تتعلق بحقوق الإنسان كالتعذيب والقتل خارج أطر القانون والمحتشدات في الصحراء الجزائرية...... خلاصة هذا هو الوجه الحقيقي لحكام الجزائر كما شهد على ذلك شهود من أهلها.وهذه هي حضارتهم.مدنيون عزل، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ العجزة ،كانوا فريسة من لا يرحم.ذئاب بشرية تتربص بهم تحت جنح الظلام.هجمات منظمة استهدف فيها الإنسان والمواطن الجزائري الأعزل.وعمليات الإبادة استعملت فيها الفؤوس والسكاكين والنار والرصاص.تنوعت وسائل القتل وتنوعت معها الطرق.أطفال رضع يتم خبطهم مع الجدران.بطون الحوامل كانت تبقر.عائلات بأكملها كان يصب عليها البنزين فتحرق وهم أحياء.تنكيل بالجثث واغتصابات بالجملة،سلخ الجلود وبتر الأطراف، لم تسلم من هذه الحرب الخبيثة حتى البهائم والطيور. زبانية القتل وأدوات الدمار من الجنود كان يتم انتقاؤهم بعناية شديدة وقبل إرسالهم لميادين الجريمة، كان يم حقنهم بمخدر الأفيون، لقتل كل المشاعر في قلوبهم. سيدي رايس و بن طلحة وسيدي حامد والبليدة والمدية، هذه مجموعة من الأماكن والأحياء التي أبيد أصحابها عن آخرهم ،وبطريقة هستيرية.وبالرغم من كل هذا الدمار وهذا الفناء الذي نزل على الشعب الجزائري فهذا لم يشبع رغبة بعض جنرالات الجيش في الجزائر إلى طلب المزيد من الدم، ليعلن السفاح إسماعيل العماري كما سماه بعض جنوده.في شاطو نوف وهو مركز أمني كان يستعمل للقتل وتعذيب المدنيين. "إنني مستعد لقتل ثلاث ملايين جزائري" وهذا في شهر ماي 1992 حسب كلام العماري كما شهد عليه أحد ضباطه : العقيد محمد سمراوي.وندرج هنا صورتيهما للتاريخ. ماذا بقي من تعليق على هذا الكلام.فمن هم في الحقيقة المسؤولون عن الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ؟المغرب أم جنرالات الجزائر؟.يتساءل المرء كيف يحلو لهؤلاء العينة من البشر النوم والطعام وقد أزهقوا كل هذه الأرواح.فهل تكفي التوبة أو صيام شهرين متتابعين للتكفير عن كل هذه الجرائم المقترفة. أقول : لكل هؤلاء إذا لم تستحيوا،ففعلوا ماشئتم......