إلى زوجتي: نادية جدي الذي أسلم قفاه المتجعد لمعلم الحجامة ، لا يبالي بوجودي. أنا الواقف بجانبه حافي القدمين. وبيدي كتاب القراءة المفقود النصف. رأسه ساكن ومعلم الحجامة يثمثم بعد أن ثبت أنبوبي النحاس على قفا جدي.الذي يمد بصره في فراغ ساحة القرية المحاطة ببيوت واطئة من الثراب المدكوك.وقد بدا عليه التعب من كثرة إرتفاع ضغط الدم. قلت في نفسي : ربما تذكر تلك الأيام الخوالي.أيام القوة و العز.حيث كان يأمر وينهى بإشارة من يده. أخد معلم الحجامة يمص الدم عبر تلك الأنابيب النحاسية. أنقل بصري في تقزز بين معلم الحجامة الذي يبصق بين الفينة و الأخرى داخل إناء بلاستيكي. وجدي الذي لا يزال شاردا في الفراغ. فقلت هذه المرة متعمدا أن يسمعني الأخرون: تفو ، تفو ،... تمنيت أن أنزع تلك الأنابيب النحاسية. وأدفع معلم الحجامة حتى يتمرغ في الثراب. لكن جدي الذي إنتبه إلى وجودي في الأخير، نهرني كعادته. فتأبطت كتاب القراءة وجريت إتجاه الأطفال الذين يلعبون في ساحة القرية. الأطفال الذين لاحظوا ما جرى ربما منذ البداية . ينقلون نظراتهم بين معلم الحجامة و جدي. يخفون ضحكاتهم.لكن أعينهم تفضحهم. حين إقتربت منهم . قال بعضهم لبعض: لقد جاء ولد الشيخ، لقد جاء ولد الشيخ.... فأطلقوا ضحكاتهم البهلوانية.إنخرطت معهم في الضحك.لكن حين نظرت إلى الخلف.إلتقت نظراتي بوجه جدي.فرفع يده دون أن يحرك رأسه الذي ما يزال بين يدي معلم الحجامة مهددا إياي بالعقاب هذا المساء.هرولت أنا و الأطفال عبر الأزقة الضيقة التي تصب في ساحة القرية. لكن أيقنت أن ضغط دمه سيحوله إلى عقوبة هذا المساء ، هذا المساء،.....