تهب الريح كل صباح تمسح وجه المدينة لاشيء يغري ان السماء حزينة هذا اليوم... ولا الارض تشكو الام السنين... تنفجر الاماكن...ويعلو النشيد... ياتي الصمت خجولا من عيون ماكرة لا تعلم من الوطن سوى علم وارض تدور... هل قرات النشيد الوطني في وجه من تحب... هل سمعت صوت الرصاص... يطلق من النافذة المطلة على ثخوم الذاكرة... نسيت ان افتح صوت المذياع هذه الليلة... تذكرت ان الحرب تعرف اعداءها... وتخاصم من تحب... يتردد النشيد الوطني في الطفولة الاولى في ساحة المدرسة... لاتعلم معنى الاشياء...ولا الاصوات المتداخلة... تفرح في عمق الاحساس الجميل المفعم بالنشوة... ...الغارقة في صمت الاماكن الصارخة... تنظر اليك العيون الشرسة... تبحث لك عن منفى ونزهة دائمة... تعكر صفوة مزاج الذين كانوا هنا... وتندهش الطيور لخطواتك المتثاقلة... على ممرات سجنك الجديد... تعلم ان الشمس... لم تعد كعادتها تشرق كل صباح من شرقها... تحولت الى اضاءة باهثة في وجه الحقيقة وتنزلق الكلمات والحروف الثائرة عبر حبات ندى صبح موغل في القدم... لا الكلمات.تجدي ولا الاصوات المبحوحة على باب المدينة تثمر زهور الياسمين... خلف السياج الشائك...امارس هواياتي الجديدة... ومن فرط البكاء السخي على مائدة التحالف المثخن بالدماء... اشعل سيجارتي...وافتح قلبي الى التي تعرف قراءة العيون الشاردة...وتتساقط العبارات الثقيلة من فم العاهرة... مازالت الاصوات الغاضبة... تردد صدى الجثث الساقطة يتراكم التراب والوجوه الضاحكة على جبل الحقيقة الضائعة... تهمس اللافتات في القلوب الحائرة. وقع خيول جامحة... تركض عبر التاريخ الطويل وتستوطن مدن ناضجة. و يابى الطوفان ان يمر من هنا... يغسل الارض...ويطهر الاجسادالاثمة لاتركضي خلفي ايتها الخيول الباسلة هناك...في الجهة المجاورة لجسدي تخرج الاصوات الجديدة على ايقاع الجياد الجائعة تلتحم الرغبة والنشوة العارمة... وتعاود الشمس شروقها الجديد على ارض طاهرة...