تسمو بي الآفاق إذ أشدو.. وهذا الشوق يغريني.. أرنو الى الغد الظمآن في دهري.. واعلو ملء ناصيتي.. اضم دفة الايام الى الايام.. وادخل في هيام الأنس انشده: هنا ورد.. هنا نهر هنا وزن وقافية هنا لغة مطرزة.. ترن على وتر الأيام أغنية تمر عبر شراييني.. أصارحكم؟ أنا كم من الحالات يغار الليل من شعري فيسليني وطورا يغازل طيف أمنيتي ويخطب ود أحجيتي فينثر زهر ألحاني يضمني جنحه الحاني فيبكيني أصارحكم؟ أحس الشعر في وطني كسيرا إذ غدا وردا على مزاهركم يؤثث زوايا الروح مكتئبا .. يصاحب نغمة الأنخاب على موائدكم.. انا لست خلخالا يرن في كعب غانية تطرز همس الروح في محافلكم.. أنا المجنون أحيانا .. أنا بلسم الأحزان في وطني أكفكف دمعة الأطفال حين الجوع يأسرها أهدهد أرجوحة الأحزان حين القهر يضرمها أنا المفتون بالألحان، أحيل ظلام الليل يا وطني سنا من الأحلام حين الأسر يمنعها أنا شيء من الهذيان أبيد ما بالعمر من كدر واعلم أن في العمر متسعا لخفق القلب والخدر ولي في كل رابية شذا وآسا وحزمة أنغام تعطر كنه الكون من درري أنا أنشودة الثوار تزلزل عرش الجور إذا نيرونه أبقا ويغريني انثيال البوح في وتري، تسحرني شواطئه أغوص في سرائره ملء دمي اذا عبابه طفقا سأظل في محراب الروح أناغي جذوة في الفؤاد، أسامره إذا وصله خفقا.. وأعلن الرفض الجميل، وان عاثت بنا السبع العجاف، وان تاهت عن خطوها كل الضفاف وان تراكم في دمي - لو خلسة- سم زعاف وإن- قسرا- ضاع النشيد ولم يحن بعد القطاف.